شخصيات في مسيرة الرباط تدق ناقوس خطر همجية العدوان على غزة وتدعو إلى إسقاط التطبيع
دقت عدد من الشخصيات الوطنية المشاركة المسيرة الوطنية الشعبية صباح اليوم الأحد 11 فبراير 2024 انطلاقا من ساحة باب الأحد بالرباط، ناقوس خطر همجية عدوان الكيان الإجرامي وجرائم الإبادة الجماعية وضد الإنسانية الممارسة على المدنيين في قطاع غزة مطالبين بالتحرك الفوري من قبل الدولة المغربية بإسقاط التطبيع أولا والقيام بمبادرات عاجلة لوقف الهمجية النازية للاحتلال الصهيوني.
واحتشد العشرات من المغاربة صباح اليوم الأحد استجابة لدعوة مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين وعدد من الهيئات المدنية والسياسية والنقابية والحقوقية، في إطار برنامجها الداعم لطوفان الأقصى، وكفاح الشعب الفلسطيني الصامد ضد العدوان الصهيو-أمريكي، وشجبا لصمت المجتمع الدولي وتخاذل النظام الرسمي العربي، واستمرارا في الموقف المناهض والرافض للتطبيع مع الكيان الغاصب.
وأكد الدكتور أوس رمّال رئيس حركة التوحيد والإصلاح خلال مشاركته في المسيرة أن العدو الصهيوني بجيشه المدجج بالسلاح لم يترك سلاحا إلا وسلطه على إخواننا في غزة ولم يبقى لهم إلا القنبلة النووية، والآن يحرضون جيوشهم على الدخول إلى رفح، ودخولهم إلى رفح سيكون بمثابة قنبلة نووية حقيقية وقاضية.
وأشار أوس رمّال إلى أن هذه المسيرة الشعبية خرج فيها المغاربة ككل شعوب الدول العربية والإسلامية الذين يئسوا من هذا الذل والهوان الذي نعيشه ولا نجد حولا ولا قوة لنصرة إخواننا ولا يبقى لدينا إلا هذه الخرجات نجأر فيها إلى الله عز وجل ونتبرأ من هؤلاء الصهاينة ومن كل المطبعين معهم براءة تامة.
ولفت رئيس حركة التوحيد والإصلاح الانتباه إلى أنه لا يشرفنا كمغاربة أن تبقى لنا أدنى علاقة مهما كان إسمها مع هؤلاء الصهاينة قتلة الأطفال والنساء والشيوخ ومخربو المساجد والكنائس والمستشفيات، ولذلك خرج مرة أخرى المغاربة ليرفعوا أصواتهم ويقولو لا للتطبيع وينصروا إخوانهم بدون أدنى تحفظ نصرة كاملة، منوها بأن كل الشدة مهما علت لا بد أنها في النهاية تنتهي ولا بد من أن يأتي الفرج.
ومن جانبه، اعتبر الدكتور عبد القادر العلمي منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين أن دعوة المجموعة لهذه المسيرة الشعبية بالرباط هي مناسبة لكي تتوحد فيها كلمة الشعب المغربي ويقول بكلمة واحدة وبصوت واحد أنه مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب الإبادة الجماعية.
وأضاف العلمي في تصريح لموقع “الإصلاح”، أن دعوة المجموعة للمسيرة الشعبية جاءت لتستنكر الحرب الإجرامية في حق الشعب الفلسطيني، ولتؤكد المواقف الثابتة على أن المقاومة هي حق مشروع من أجل تحرير أرض مغتصبة، ولتجديد الاستنكار والتنديد بجرائم الحرب ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي ترتكبها آلة الحرب الصهيونية في حق أهلنا وشعبنا في فلسطين المحتلة.
وتابع منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين “نريد أن نقول للعالم أين هو الضمير الإنساني وأين هي المؤسسات التي هي من المفروض أن تحمي القانون الدولي، ونريد أن نقول أيضا للمسؤولين هنا في بلادنا أوقفوا التطبيع وأخرجوا بلادنا من مستنقع التطبيع”.
وشدد العلمي على أنه لا يمكن لأي مواطن مغربي حر أبي أن يقبل بأن تكون لبلادنا أي علاقة من أي نوع مع عصابة الإجرام ومع القتلة المجرمين في الكيان الغاصب لأرض فلسطين، وسيظل الشعب المغربي وفيا للقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية ودعما للمقاومة الفلسطينية إلى أن تنتصر وتتحرر فلسطين وترفع أمتنا وشعبنا رأسهم وتخرج بلادنا من مستنقع التطبيع.
ورأى الأستاذ رشيد العدوني النائب الأول لرئيس حركة التوحيد والإصلاح أن المسيرة مناسبة ليعبر فيها المغاربة عن موقفهم المبدئي دعما للمقاومة الفلسطينية الباسلة وإدانة للعنصرية الهمجية النازية الصهيونية التي قتلت إلى ما يقارب 30 ألف شهيد أغلبهم من النساء والأطفال، ودمرت سيارات الإسعاف والمستشفيات وقتلت الأطباء والممرضين وهدمت المخيمات وخربت البيوت.
وذهب العدوني في تصريح للموقع إلى أن مسيرة اليوم هي فرصة أخرى وصوت آخر ينضاف لصوت أحرار العالم بمختلف العواصم العالمية لإدانة هذا العدوان وكل من يدعمه، وللمطالبة بإغاثة الشعب الفلسطيني بإنقاذ ما تبقى من أبناء غزة وبناياتها، وللمطالبة بإيقاف هذه الإبادة الممنهجة، وأيضا من أجل إسقاط التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ووصف العدوني مسيرة اليوم بالصرخة من أجل إيقاف كل أشكال التطبيع ومن أجل حل ما يسمى بلجنة الصداقة البرلمانية المغربية الصهيونية، منبها إلى أن هذه الاتفاقات وهذه اللجان لا تشرف المغاربة ولا تعبر عنهم ولا تنسجم مع الموقف الحر المبدئي للمغاربة المساند لفلسطين والمناهض للصهيونية.
من جهته، اعتبر الأستاذ إدريس الأزمي الإدريس رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية أن المسيرة الوطنية الشعبية بالرباط هي تجسيد وتكريس لمواقف الشعب المغربي الثابتة من القضية الفلسطينية وأساسا من دعم القضية الفلسطينية المسلحة ضد هذا الكيان الغاصب، لأن هذا الكيان لا يعرف إلا السلاح والمقاومة ولا يعرف سلما ويعتبر نفسه كيان فوق البشر ساميا وفوق كل الأجناس البشرية.
واستحضر الأزمي سياق المسيرة الذي يأتي في ظرف صعب جدا وخطير لأن العدو الصهيوني النازي المجرم يهدد بالهجوم على رفح على مشارف مصر، حيث تأوي هذه البقعة المركزة الصغيرة أزيد من مليون فلسطيني وفلسطينية مدنيين عزل.
وتابع القيادي في حزب العدالة والتنمية “هذا العدو يريد مواصلة إبادة الشعب الفلسطيني في شمال غزة ووسطها واليوم يهجم على رفح على مشارف مصر ماذا تنتظر الدول العربية والإسلامية وأمريكا تهجم على العراق وسوريا واليوم على اليمن وعلى مشارف مصر التي تعد من أكبر الدول العربية والإسلامية. والكيان الصهيوني بالأسلحة الأمريكية والأوربية يمارس وظيفته كما انتدب لها بالهجوم على الأمة العربية والإسلامية بتفتيتها وزرع الفتنة والفرقة بينها فماذا تنتظر هذه الدول”.
ودعا الأزمي الدول العربية والإسلامية إلى التحرك والضغط بكل ما تملك من وسائل القوة وما يمكن أن يردع هذا العدو والدول الراعية لها وأولها إيقاف مسلسل التطبيع، واعتبر أن المسيرة صرخة ودق ناقوس الخطر ونحن نعيش فترة صعبة جدا وما يراد برفح يراد في الحقيقة بالأمة العربية والإسلامية وليس بغزة وحدها.
ووجه الأستاذ امحمد الهلالي العضو السابق في المكتب التنفيذي للحركة تحية الإباء والافتخار لجنوب إفريقيا التي تنوب عن الأمة والشعوب يوم تخاذلت الأنظمة في خطوتها نحو محكمة العدل الدولية عند متابعة فصول إدانة الكيان الصهيوني.
وأشاد الهلالي بالتفاف الشعب المغربي بالقضية الفلسطينية الذي يضرب مرة أخرى موعدا مع القضايا الكبرى للأمة قضية فلسطين وقضية مناهضة التطبيع ليقول أن جميع الشركاء بما فيهم الأنظمة العربية التي تحاصر فلسطين وغزة .
ودعا الهلالي الأحزاب السياسية التي مازال لديها ممثل في ما يسمى جمعية الصداقة البرلمانية مع هذا الكيان الغاصب إلى سحب ممثليهم قبل أن يسحب الشعب المغربي أصوات منهم في الاستحقاقات المقبلة.
ووجه الهلالي رسالة إلى شعب غزة وكل فلسطين قائلا: صبرا فإنكم منصورون أنتم تحمون ما بقي من الأمة من كرامة فما يضركم من خذلكم، أنتم تنتصرون في سماء القيم والكرامة والعزة، ويكفيكم اليوم أن العالم ينتظر ردكم على صفقات لا تقبل بأي ثمن لأنكم دفعتم الثمن الغالي، وها أنتم نقلتم الكيان الصهيوني إلى محاكم الجرائم الدولية في انتظار أن تزيلوه بمقاومتكم وسلاحكم وصبركم وقيمكم”.
موقع الإصلاح