أكاديميون يسلطون الضوء على جمالية ومباني كتاب “مدارج آيات القرآن” للفقيدة سمية بنخلدون

احتضن فضاء المكتبة الوطنية بالرباط مساء اليوم ندوة علمية للقراءة في كتاب “مدارج آيات القرآن للفوز برضى الرحمان” للدكتورة سمية بنخلدون رحمها الله، من تنظيم حركة التوحيد والإصلاح.

واستعرضت الدكتورة خديجة مفيد عددا من مناقب الفقيدة من الصبر الجميل، والحركة الدؤوبة، وإعطائها نموذجا لحرية الاختيار واستقرار القرار، ولبسها لباس الرضى والتسليم في حياتها، وختمها مسارها بالمكابدة على التأليف، معتبرة أنه ختم جميل لمسار حافل كللته بالسلم.

واعتبرت خديجة مفيد في مداخلتها في موضوع: جمالية كتاب “مدارج آيات القرآن للفوز برضى الرحمان”، أن تأليف الكتاب هو استمرار وبداية، استمرار لحاجة الباحث إليه، وبداية أول دراسة إحصائية لمدخل علم العرفان ويجعله مدخلا لعلم العرفان من خلال الاسم الأول للكتاب “مدارج”.

ولفتت رئيسة مركز الدراسات الأسرية والبحث والقيم إلى أن المؤلف من حيث قيمته الغائية هو مبحث للتربية المفضي إلى رضى الرحمن ويعبر عن طبيعة صاحبته المهندس المتميز الذي كانت أول من جعل علم المعلومات يوظف لصالح الدين.

وأشارت أستاذة التعليم العالي إلى أن الكتاب غني في جمال المبنى حالا ومآلا، واشتغلت الفقيدة بمعاني خاصة فيه وهي معنى السلوك إلى الله معنى ومبنى في ضوء الجمال ومعانيها، وقد يحقق من خلاله إشراقات معرفية ويرتقي بالإنسان في سلم الارتقاء برفق وسلام.

وجمعت فيه الفقيدة بين عقلية المهندس الصارم والإنسان المسالم المشوق إلى الله في هذا العمل، وتناولت الدراسة بمنهج علمي بسطت فيه في هذا العمل العلمي العرفاني يسهل على القارئ ذو التوجه العلمي البحث فيه، مستحضرة نموذج لجدول الصفات المحصية المصنفة القلبية والسلوكية وجزاءاتها على الفرد.

من جهته، اختار الدكتور حسن غربي تسليط الضوء على إنارات إيمانية من خلال عشر آيات انتخبها من الكتاب موزعة على تسع سور (البقرة يونس هود الكهف مريم لقمان فصلت البروج البينة) من أصل 287 مقطعا من آيات الله عز وجل محصية في الكتاب تجمع بينهم قاسم مشترك هو وصف جزاء المؤمنين المتقين.

ونوه الداعية المغربي في مداخلته بعنوان: الحياة مع القرآن من خلال كتاب “مدارج آيات القرآن للفوز برضى الرحمان”، إلى أن هذه الآيات العشر تعيننا وتحفزنا على عبادة الله والتعلق به انطلاقا من الايمان بالله والعمل الصالح.

ومن الإنارات الإيمانية في هذه الآيات العشر أن الإيمان بالله والعمل الصالح جزاءه ألا خوف على عبده ولا يحزن والهداية والاخبات لله عز وجل والإخلاص ثم الخلود ولا يضيع أجر عمله الصالح والفوز بجنات الفردوس الأعلى ومحبوب عند الله وأجر غير ممنون وجنات تجري من تحتها الأنهار. وذهب إلى أن الإنسان الذي يهتدي من خلال هذه الآيات التسع فإنه يصبح خير البشر وينال الأبدية والخير والرضى. 

من جانبه، أكد الدكتور خالد الصمدي أن الكتاب جاء في سياق دقيق وهي أزمة القيم التي تعرفها الإنسانية في ظل انهيار الشعارات والمؤسسات التي كانت تدعو إلى التكاثف والتشاور والتفاه وغير ذلك، لذلك كانت الفقيدة تشعر بهذا وكانت تبحث عما يمكن أن يحل الإشكال أو يساهم فيه.

وأوضح الصمدي في مداخلته بعنوان: بناء القيم من خلال كتاب “مدارج آيات القرآن للفوز برضى الرحمان”، أن العالم يبحث عن نموذج يمكن أن يعيد للعالم توازنه واشتغال سمية بنخلدون رحمها الله في المنظمات الدولية يشعرها بذلك وهي تتحدث عن الخلاص العام باعتبار القرأن الكريم سيحل معضلة العالم.

وذهب الصمدي إلى أن الفقيدة كانت تشتغل على النموذج بمنطق استعادة روح الاستخلاف واستعادة العمران واستعادة الروح فيها، خصوصا والعالم اليوم يعبث في الميزان لذلك تنبهت لذلك وبحثت عن نموذج يعيد للعالم توازنه من خلال البحث عنه وترصده من خلال القرآن الكريم في الكتاب الذي جعلته مادة معرفية غنية.

ولفت رئيس المركز المغربي للدراسات والابحاث التربوية إلى أن الكتاب في منهجيته تفرد بمجموعة من الخصائص واستثمرت فيه الادوات الرقمية مستحضرة أن الجيل الحالي هو جيل رقمي يسهل تحويله معطيات الكتاب لمعطيات رقمية، كما أن المادة العلمية للكتاب تصلح لأن تكون منطلق لدراسات وأبحاث وأطروحات أخرى، فهي لم تغلق الكتاب كما يفعل آخرون ولكن تركت الباب مفتوحا للباحثين لتطوير كتابات من خلاله.

ونوه الصمدي إلى أن الكتاب جمع بين ما هو معرفي وسلوكي مهاراتي ووجداني رغم أنها لم تشر إلى ذلك لكنها استبطنته، وركزت على النموذج المعرفي وحددت الأفعال من خلال النموذج المهاراتي وحينما اهتمت بالحزاءات لامست الوجدان.

واقترح وزير التعليم العالي السابق في نهاية مداخلته مقترحات لاستثمار المؤلف من خلال البرامج واللقاءات وفي المواد التعليمية في عملية تأليف الكتب المدرسية في مادة التربية الإسلامية وفي التفسير والتدبير في سلك التعليم الأصيل، كما أنه يجمع بين العلمي والتربوي ويصلح لجمعيات المجتمع المدني في التزكية والتربية وهي مادة علمية غنية جدا.

وتابع الدكتور الصمدي إلى أن الكتاب ينتج منظومة القيم وينتج كونية الإسلام ويمكن تحويله لخرائط معرفية وهذا ممكن جدا، كما يمكن استثمار مادة في البحوث المنجزة حول القران في سلك الماستر في عدد من الجامعات المغربية، والاشتغال على مادة الكتاب لتحويله إلى خارطة معرفية وقاعدة بيانات، وبحث إمكانية ترجمة الكتاب إلى لغات أخرى خاصة الإنجليزية والفرنسية بالشراكة مع جهات فاعلة، كما اقترح الاتصال مع منظمة الإيسيسكو حيث كانت الفقيدة خبيرة داخل الهيئة الدولية من خلال تشجيعها على مشروعها في التشجيع على فهم القرآن الكريم

وافتتحت الندوة بكلمات أشرفت على تقديمها وتسييرها الدكتورة حنان الإدريسي نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، استهلت بكلمة للدكتور أوس رمال رئيس الحركة ثم كلمة للدكتور رضى بنخلدون باسم أسرة الفقيدة. تلتها كلمة للدكتورة عزيزة البقالي رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية، وكلمة للدكتور الحبيب الشوباني زوج الفقيدة حول سياق وظروف تأليف الكتاب، واختتمت بعرض شريط حول حياة سمية بنخلدون رحمها الله.

يذكر أن الفقيدة سمية بنخلدون رحمها الله ختمت رحلتها في هذه الدنيا بهذا الكتاب الذي صدر قبل وفاتها بأسابيع، واختارت له عنوان“مدارج آيات القرآن .. للفوز برضى الرحمان”، أرادته أن يكون مساهمة في الإرشاد إلى معالم الطريق المؤدية إلى الفوز برضى الرحمن.

ويقدم الكتاب تدبرا في كل آية من آيات المدارج مع عرض تفسيرين مختصرين من تفاسير أعلام المسلمين؛ أحدهما لعالم من رعيل القرون الأولى، والثاني لعالم من العلماء المعاصرين. وقد مهَّدت المُؤلفة للكتاب بمدخل منهجي يوضح الخطوات التي سلكتها في تأليف الكتاب والتفاسير التي اعتمدت عليها.

موقع الإصلاح 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى