آيت الحو: القانون ليس كافيا لضبط سلوكيات الإنسان في الزواج ولا بد من السياج الأخلاقي
أكد يوسف آيت الحو الكاتب العام للهيئة الوطنية للعدول أنه لا يمكن لأحد أن يتحدث عن الأسرة بمعزل عن المجتمع وأن أي تأثر للأسرة فهو تأثر للأسر جميعها.
ويرى آيت الحو خلال مداخلته في الندوة التي نظمتها وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة أمس الجمعة بفعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، أن الأسر في ظل ارتفاع حالات الطلاق والتفكك الذي تعاني منه تحتاج إلى تغيير المناخ الداخلي للأسر أكثر من المناخ الخارجي حيث ان العلاقات الأسرية بين الزوج والزوجة تحتاج إلى معالجة دقيقة ولا تعالج فقط بالقانون.
ولفت الكاتب العام للهيئة الوطنية للعدول خلال ندوة “جسر الأسرة والخدمات الأسرية”، إلى أن مجال الأسرة يتجدد ويتغير ولا ينتهي فيه البجث والتمحيص ويبقى دائما مثار تمحيص وتدقيق، خصوصا وأن الله تعالى خلق في الإنسان فطرة تأسيس الأسرة والسعي في حياته إلى إعانتها والعناية بها، لذلك تكون الأسرة أكبر هدف للإنسان في حياته وهي أعز ما يسعى إليه وأعز ما يملك.
واعتبر المتحدث أن أهم شيء في الأسرة هو الاستقرار والاستمرار وحدد المشرع في سبيل ذلك ضوابط وسيجها بالأخلاق ورغم ذلك الواقع ليس بخير وينذر بمزيد من التفكك الأسري من خلال ارتفاع حالات الطلاق وارتفاع ظاهرة الأطفال المشردين وظهور ظاهرة الإقرار بالبنوة الذي هو أمر جديد ينذر مستقبلا بارتفاعه وغيرها من الظواهر الخطيرة
ونبه آيت الحو إلى أنه رغم أن مجتمعنا يدين بدين الاسلام ورغم أن الدولة أحاطت الأسرة بمجموعة من الضمانات والقوانين لكن وحدها ليست كافية لضبط سلوكيات الإنسان خاصة في الزواج ولا بد من السياج الأخلاقي قبل القانون، وليس الالتجاء إلى القانون مباشرة لحل مشكل الخلافات الزوجية.
واعتبر أن من أسباب التفكك الأسري غياب الهدف من الزواج وغياب التأهيل القبلي مبديا تأسفه من أنه في القرآن الكريم سورة سميت بالطلاق وهي أكثر الصور التي ذكرت فيها كلمة “اتقوا” ولكن عددا من المسلمين في الزواج لا يتقون الله.
من جهتها، أكدت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة عواطف حيار خلال كلمتها الافتتاحية للندوة على أن الندوة تأتي في سياق الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس،نصره الله، للأسرة المغربية.
وأضافت الوزيرة خلال اللقاء على أن وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة جعل من الأسرة وحدة أساسية للاستهداف، من خلال استراتيجيتها 2022-2026 “جسر لإدماج اجتماعي مبتكر ومستدام”،
وتهدف الاستراتيجية إلى اعتماد جيل جديد من خلال رقمنة الخدمات، لتحسين استهداف المستفيدين، وتيسير عملية التتبع والتواصل والولوج، وتجويد وتقريب خدمات القطب الاجتماعي من المواطنين و المواطنات.
موقع الإصلاح