يوم الأسير.. انتهاكات متصاعدة للمعتقلين الفلسطينيين بسجون الاحتلال الإسرائيلي
يُحيي الفلسطينيون هذا العام يوم الأسير الذي يصادف تاريخ 17 إبريل من كل عام في ظل موجة “انتهاكات متصاعدة” بحق الأسرى تزامنا مع عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. وتقول مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى إن تاريخ السابع من أكتوبر “شكل محطة فرضت تحولات جذرية على واقع الأسرى والمعتقلين في سجون إسرائيل”.
واتهمت تلك المؤسسات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ “جرائم مروعة بحقّ الأسرى، أدت إلى مقتل 16 أسيرًا جرّاء عمليات التّعذيب الممنهجة، والجرائم الطبيّة، وسياسة التجويع، إضافة إلى جملة من الانتهاكات وعمليات التنكيل والاعتداءات التي طالت الأسيرات والأسرى منهم الأطفال وكبار السّن والمرضى”.
وأكدت المؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى أن “قضية معتقلي غزة تبقى حبيسة لجريمة الاختفاء القسري التي فرضها الاحتلال عليهم منذ العدوان، حيث تعرض الآلاف من قطاع غزة للاعتقال خلال عمليات الاجتياح البري لغزة، منهم نساء وأطفال ومسنين ومرضى”، مشيرة إلى أن التقارير الإعلامية الإسرائيلية “كشفت عن مجموعة من المعطيات المروعة، كان أبرزها استشهاد 27 معتقلًا من غزة داخل المعسكرات التابعة للجيش”.
ويستمر الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي في اعتقال الفلسطينيين، حيث اعتقل منذ 7 أكتوبر 8270 فلسطينيا من الضفة الغربية والقدس الشرقية، ليبلغ مجموع الأسرى في السجون 9500، بحسب تقارير حقوقية. وأعلنت مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى، وفصائل فلسطينية عن فعاليات جماهيرية في كافة مدن وبلدات الضفة الغربية إحياء ليوم الأسير، وتضامنا مع الأسرى في السجون، ورفضا لحرب الإبادة في غزة.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، قدورة فارس، إن الاحتلال الإسرائيلي قتل 16 أسيرا معروفي الهوية وعشرات من أسرى غزة منذ 7 أكتوب 2023. وأضاف في مؤتمر صحفي عقده في مقر “هيئة شؤون الأسرى” في رام الله أمس الثلاثاء، أن “الأسرى الفلسطينيين يواجهون منذ 7 أكتوبر هجمة شرسة هي الأبشع في تاريخ الحركة الأسيرة”.
واتهم فارس الاحتلال باستدراج الأسرى إلى المواجهة من أجل قمعهم وقتلهم، لافتا إلى تواجد سجانين مسلحين داخل الأقسام، داعيا في الوقت نفسه لأن يكون يوم الأسير الفلسطيني “منعطفا على صعيد فعل شعبي في مواجهة إسرائيل في الضفة الغربية والقدس عبر مسيرات منددة بتلك الجرائم”.
الأسرى في أرقام
تفيد معطيات نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)،أن الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 9500 فلسطيني (لا يشمل الرقم أسرى قطاع غزة)، بينهم 80 سيدة، منهم 3 أسيرات رهن الاعتقال منذ ما قبل 7 أكتوبر2023 و200 قاصر.
كما تشير المعطيات إلى أن 3660 معتقلا إداريا في السجون الا حتلال (دون تهمة) بينهم 22 سيدة و40 طفلا، وتلفت إلى أن سياسة الاعتقال الإداري تصاعدت بعد السابع من أكتوبر 2023 بشكل لافت. ويبلغ عدد المعتقلين الذين تم تصنيفهم (بالمقاتلين غير الشرعيين) وفقًا لمعطى إدارة السّجون، (849) وهذا المعطى حتى بداية نيسان 2024.
أما أعداد المعتقلين المرضى، فقد تصاعدت بعد السابع من أكتوبر2023 “فهناك المئات من المرضى والجرحى، وأعدادهم في تصاعد مستمر جراء الجرائم والسياسات والإجراءات الانتقامية الممنهجة التي فرضها الاحتلال على الأسرى، وأبرزها التّعذيب والجرائم الطبيّة”، وفق نادي الأسير.
كما يعتقل الاحتلال الإسرائيلي 56 صحفيًا منهم 45 اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر، وما زالوا رهن الاعتقال من بينهم 4 صحفيات. وتظهر المعطيات أن الاحتلال يعتقل 21 أسيرا، منذ ما قبل اتفاقية أوسلو عام 1993، يضاف لهم 11 أسيرًا اعتقلوا قبل توقيع اتفاقية “أوسلو” وأفرج عنهم ضمن صفقة “وفاء الأحرار” التي تمت عام 2011 وأعيد اعتقالهم عام 2014.
ومن بين المعتقلين، وفق نادي الأسير، 600 معتقلا يقضون أحكاما بالسّجن المؤبد (99 عاما حسب القانون العسكري الإسرائيلي) لمرة واحدة أو عدة مرات، بينهم الأسير عبد الله البرغوثي المحكوم بالسجن 67 مؤبدا.
أسرى فارقوا الحياة
وتشير معطيات نادي الأسير إلى “استشهاد 252 معتقلا داخل السجون، منذ عام 1967”. ومن بينهم “16 أسيرًا استشهدوا بعد السابع من أكتوبر2023 (لا يشمل أسرى قطاع غزة)”. وتحتجز سلطات الاحتلال جثامين 27 أسيرا، وترفض تسليمهم لذويهم، أقدمهم أنيس دولة، الذي توفي في سجن عسقلان عام 1980.
أسرى ما بعد 7 أكتوبر
ارتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، إلى 8 آلاف و270 منذ 7 أكتوبر 2023، وتشمل معطيات المعتقلين منذ 7 أكتوبر الماضي مَن أبقت إسرائيل على اعتقالهم ومن أفرجت عنهم لاحقا. ومن بين المعتقلين 275 سيدة، و520 قاصرا، و66 صحفيا، فيما بلغت أوامر الاعتقال الإداري أكثر من 5168 أمرا ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد، بعضها بحقّ أطفال ونساء.
ويرافق حملات الاعتقالات المستمرة منذ السابع من أكتوبر انتهاكات متصاعدة، منها: عمليات تنكيل واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التّخريب والتّدمير الواسعة في منازل المواطنين، ومصادرة المركبات، والأموال، فضلا عن عمليات التدمير الواسعة التي طالت البُنى التحتية تحديدًا في مخيمات طولكرم، وجنين ومخيمها.
يذكر أنه تم اختيار يوم 17 إبريل يوما للأسير منذ عام 1974، من قبل المجلس الوطني الفلسطيني (برلمان منظمة التحرير)، خلال دورته العادية.
وكالة الأناضول بتصرف