يوسف هاشم يكشف مستجدات المنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي (حوار)
قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التجديد الطلابي يوسف هاشم إن المنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي يشكل موعدا علميا سنويا للمطارحات الفكرية والعلمية والثقافية، موضحا أن المنتدى في دورته الـ24 من المرتقب أن يشارك فيها ما يقارب 500 طالب وطالبة، ويأطير أزيد من 20000 طالب سنويا.
وأشار هاشم، في حوار مع موقع “الإصلاح” إلى أن المنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي يعتبر مناسبة هامة للتعارف بين مختلف طلبة الجامعة المغربية، مضيفا أنه سيستضيف شخصيات وطنية لتأطير محاوره وفقراته. وفي ما يلي النص الكامل للحوار:
تعقد منظمة التجديد الطلابي الدورة 24 من المنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي بجامعة مكناس من 5 إلى 9 ماي المقبل. ما أهمية هذه المحطة بالنسبة لكم؟
يشكل المنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي موعدا علميا سنويا للمطارحات الفكرية والعلمية والثقافية تلتقى على مائدته مختلف الأطياف بمختلف قراءاتها في فضاء من التلاقح الفكري والثقافي تجتمع من خلاله جميع جامعات المملكة حيث يعتبر أكبر نشاط تشهده الجامعة المغربية يشارك ما يقارب 500 طالب وطالبة سنويا طيلة 24 دورة جابت مجمل جامعات المملكة.
وتتجلى أهمية المنتدى في كونه يفتح نقاشا طلابيا واعيا تنخرط فيه جميع الجامعات المغربية، ويساهم في تأطير أزيد من 20000 طالب سنويا من خلال المواضيع التي يناقشها والقضايا التي يقاربها والتي تجعل الطالب طارحا للأسئلة الكبرى المرتبطة بالجامعة والوطن والأمة بشكل عام، مما يفتح أفقا لبناء وعي جماعي قادر على تقديم إجابات حقيقية لإشكالات المجتمع والجامعة.
رفعتم خلال هذه الدورة من المنتدى شعار “نحو نظام تعليمي في خدمة النهوض الحضاري”. لماذا هذا الاختيار؟
ستخصص الدورة الرابعة والعشرون من المنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي التي تنظم هذه السنة بجامعة مولاي إسماعيل مكناس لمناقشة موضوع النظام التعليمي بالمغرب ورهان النهوض الحضاري، وهو ما يظهر جليا في شعار المنتدى “نحو نظام تعليمي في خدمة النهوض الحضاري”.
لم يكن اختيار هذا الموضوع اعتباطيا في ظل السياقات الهامة والمؤثرة التي سينظم خلالها المنتدى الوطني للحوار والإبداع والطلابي، والتي يقع في القلب منها التحولات الكبرى التي تعرفها القضية الفلسطينية خصوصا بعد أحداث 7 من أكتوبر، وهي القضية التي لا يمكن أن نضعها إلا في سياق قضية أكبر هي نهضة الأمة الإسلامية نهضة تزيل عنها قيود التبعية الثقافية والسياسية للقوى الغربية، ومن هنا تشديدنا على مفهوم النهوض الحضاري، وإعادة الاعتبار له من خلال هذه الدورة، وجعله بوصلة للفعل الإصلاحي والمقاوم في تفكير ووجدان الطالب المسلم، وكذا التداعيات الخطيرة للأزمة التي يعرفها النظام التعليمي بالمغرب على الأجيال اللاحقة، باعتبارها أزمة تهدد الوعي الجمعي لمجتمعنا.
وقد وجدت هذه الأزمة تعبيرها الأبرز في الموسم التعليمي الحالي من خلال لحظتين خطيرتين؛ الأولى، إضرابات الأساتذة الرافضة للنظام الأساسي الجديد المنظم لقطاع التعليم والثانية إضرابات طلبة الطب الرافضة للإصلاح البيداغوجي الجديد، كل هذه السياقات جعلت مناقشة قضيتي التعليم والنهوض الحضاري تكتسب راهنية قصوى تستحق أن يتم تسليط الضوء عليها ضمن فعاليات النسخة 24 من المنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي.
اعتادت المنظمة خلال هذه المحطة على طرح قضايا مهمة بحضور ضيوف وازنين. ما هي أبرز المحاور التي ستناقشها الدورة ومن هم أبرز الضيوف؟
ارتباطا بالسؤال السابق المتعلق بجدوائية شعار المنتدى لهذه السنة فإنه سيناقش مجموعة من القضايا الراهنية من بينها: استدامة أزمة التعليم المغربي سوء تدبير أم سياسة عمومية ؟ فمن نافل القول الحديث عن أهمية التعليم في فعل الاستنهاض الحضاري لدى أي أمة من الأمم، وخطورة التعليم المؤسساتي في ظل الدولة الحديثة في العالم ككل وبالمغرب بوجه خاص باعتباره حقلا كبيرا للتنشئة الاجتماعية، يتشكل خلال مؤسساته مفهوم الإنسان المغربي، لذا فإن أي عطب يصيب تعليمنا الوطني نؤدي ضريبته في نوع الإنسان أو المواطن الذي سيفرزه هذا النظام التعليمي لأجيال عديدة، فتعليم معطوب لن ينتج سوى أجيال معطوبة، وتعليم مستلب لن ينتج سوى أجيال مستلبة، والعكس بالعكس.
- المغرب إلى أين؟
قراءات متقاطعة: عرف مسار الانتقال الديمقراطي في المغرب عدة تقلبات نتيجة التناقضات التي ظل يعرفها المجتمع المغربي بمختلف قواه الحية وحركاته وبناه الاجتماعية منذ استقلاله إلى اليوم. وقد اعتبر البعض سياق 2011 سياقا فارقا في الزمن السياسي المغربي دون اعتبار للشروط التي تحكمه داخليا وخارجيا، في حين أنها مرحلة، أي مرحلة 2011 وما تلاها، لم تحظ إلى اليوم بالدراسة الموضوعية التي تستحقها 2011، دخل المغرب معها سياسة مشوشة ومتخبطة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والمجتمعية، كما أن التحولات الهامة التي بات يعرفها النظام العالمي، والتي ينظر إليها كثير من الباحثين في المجال، باعتبارها ملامح تشكل نظام دولي جديد، لا تحظى فيه الولايات المتحدة الأمريكية بهيمنة مطلقة وأحادية، في ظل صعود قوى منافسة كالصين وروسيا، تجعل من سؤال موقع المغرب في ظل هذه التحولات أمرا هاما.
- القضية الفلسطينية وأزمة العدالة الدولية
حيث عرفت القضية الفلسطينية في السنين الأخيرة تحولات عميقة، حاول معها الكيان الصهيوني مدعوما بالقوى الغربية تصفية القضية الفلسطينية معنويا وسياسيا، من خلال سياسات دولة الاحتلال المتوغلة يوما بعد يوم في الأراضي والمقدسات الفلسطينية، وانطلاق مسار تطبيعي جديد مع الكيان الصهيوني على أرضية المصالح الوطنية الضيقة، دون أن يحقق أي مكسب سياسي لصالح القضية الفلسطينية وشعبها المقاوم، وما صاحب هذا المسار التطبيعي من اختراق للوعي الجمعي الإسلامي واهتزاز قناعاته المرتبطة بعدالة القضية وأهميتها الدينية والسياسية.
كما يتضمن المنتدى ضمن فقراته مجموعة من الحلقيات النقاشية وليلة قرآنية بالإضافة ليوم خاص بقضايا الوطن والأمة. ويساهم في تأطير هذه المحاور وغيرها جملة من المفكرين والعلماء أمثال أبو زيد المقرئ الإدريسي وعبد الرحيم شيخي وعمر الكتاني وطلال الحلو ويونس مسكين..
ما هي أبرز الأهداف والمخرجات التي تسعون إليها في ختام هذه الدورة؟
من خلال شعار المنتدى والمحاور التي سبقها فإن الغرض الأساسي من هذه الدورة هو إشراك الطالب الجامعي للإجابة عن تساؤلات المجتمع والأمة، والعمل على تقريب وجهات النظر للإجابة عن سؤال دور الجامعة في النهوض الحضاري.
كما يعتبر المنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي مناسبة هامة للتعارف بين مختلف طلبة الجامعة المغربية، بما يتيح الاطلاع على تجارب ومعارف وخبرات للاستفادة منها، وهو ما نبتغيه ضمن الأهداف الأساسية المرجوة من هذه الدورة.
موقع الإصلاح