وسط أجواء تصالحية بين قطر والسعودية.. قادة “التعاون الخليجي” يختتمون قمتهم الأربعين
وسط أجواء تصالحية بين قطر والسعودية، اختتم قادة مجلس التعاون الخليجي قمتهم الأربعين في الرياض بالتأكيد على أهمية تماسك ووحدة دول المجلس، وعلى ضرورة التكامل العسكري والأمني بينها وفقا لاتفاقية الدفاع المشترك.
وشدد بيان القمة التي انطلقت في الرياض يوم الثلاثاء على ضرورة العمل للوصول إلى الوحدة الاقتصادية الكاملة والمواطنة الخليجية بحلول عام 2025، وعلى ضرورة تحقيق الأمن الغذائي كهدف ثابت لمجلس التعاون الخليجي، وتطوير آليات الحوكمة المالية والشفافية والمساءلة.
وقال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إن القمة الخليجية شهدت أجواء إيجابية، وأعرب عن شعوره بـ”الارتیاح للخطوات الإیجابیة والبناءة التي تحققت في إطار جھودنا لطي صفحة الماضي”.
وقال أمير الكويت، الذي تقود بلاده وساطة لحل أزمة الخليج “بالأمس التقى شبابنا في مھرجان ریاضي، وفر له الأشقاء في دولة قطر كل أسباب النجاح، لیسطر ھؤلاء الشباب صور التلاحم والإخاء”، في إشارة لكأس خليجي 24، التي توجت بها البحرين.
وأعرب أمير الكويت، عن تطلعه بـ”تفاؤل” إلى ما سیتم اعتماده الیوم في اللقاء من قرارات وتوصیات “ستسھم بلا شك في دعم مسیرتنا وتحقیق طموحنا”. وأضاف “لعل لقاءنا المبارك الیوم بأجواء إیجابیة، مؤشر على عزمنا لتحقیق الوحدة في مواقفنا والتمسك بوحدتنا”.
ولاحظ بعض المحللين والمتابعين أن القمة الحالية -التي كان يفترض أن تعقد في الإمارات، قبل أن تنقل إلى الرياض- تعقد في أجواء وصفوها بالتصالحية بعد أزيد من سنتين على اندلاع الأزمة الخليجية في منتصف العام 2017.
واستقبل الملك سلمان الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس الوزراء وزير الداخلية القطري لدى وصوله إلى المطار في العاصمة السعودية. وتبادل المسؤولان الأحاديث والابتسامات، بحسب ما ظهر في تسجيل مباشر للاستقبال نقل على التلفزيون السعودي الحكومي، في حين كان المعلق يقول “أهلا وسهلا بأهل قطر في بلدكم الثاني”.
ويرى محللون أن الأزمة أضرت بالدول المقاطعة لقطر أكثر مما أضرت بالدوحة. ويبدو أن السعودية بدأت باعتماد مقاربة لنزع فتيل التصعيد بعد تبنيها ما يقول خبراء في السياسة الخارجية إنها “سياسات متشددة” أخافت المستثمرين الأجانب.
وقال مصدران مطلعان على المفاوضات -بينهما دبلوماسي عربي- لوكالة الصحافة الفرنسية إن هناك من “يعارض” في أبو ظبي إعادة العلاقات. وهذا يعني -وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية- إمكانية وجود “سلام متشعب”، مما يعني قيام الدوحة بتطبيع العلاقات فقط مع بعض الدول المقاطعة لها، ومن بينها السعودية التي تشترك معها في حدودها البرية الوحيدة.
وكانت القمة الخليجية الـ40 انطلقت في العاصمة السعودية الرياض برئاسة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وحضور أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، وملك البحرين حمد بن عيسى، في حين ترأس وفد دولة قطر في هذه القمة الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وترأس وفد سلطنة عمان فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء العماني، أما وفد الإمارات فترأسه محمد بن راشد رئيس الوزراء حاكم دبي.
الإصلاح/ وكالات