وزير الثقافة الفلسطيني: الاحتلال يشن حربا على تراث غزة فاقت بشاعة المغول ببغداد
اتهم وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف الاحتلال “الإسرائيلي” بـشن حرب على الرواية والسردية الفلسطينية من عبر سرقة المتاحف واللغة الأثرية في قطاع غزة.
وشبه ما يجري في غزة من تدمير وسرقة للموروث الثقافي على يد الاحتلال بما جرى خلال النكبة الفلسطينية عام 1948، معتبرا أنه “فاق في بشاعته ما قام به المغول في بغداد” بعد اقتحامها عام 1258م، في “محاولة لسلخ الفلسطيني عن تاريخه وأرضه”.
وقال الوزير في مقابلة مع وكالة “الأناضول”، : “ما يجري في غزة هو تدمير غير مسبوق للتراث، ولا يمكن مقارنته حتى بأفعال كل الغزاة والأقوام الأكثر بشاعة، مثل ما قام به المغول عند اقتحام بغداد، وحتى ما قامت به فرنسا وبريطانيا في إفريقيا” بعد استعمارها. وأضاف “إسرائيل تشن حربا حقيقة على الرواية والسردية الفلسطينية، فالغزاة يسرقون آثارانا، واذا لم يستطيعوا يقومون بتدميرها”.
وزاد أبو سيف”لا نعرف حتى الآن عدد المسروقات بالتحديد، لكن إسرائيل دمرت 12 متحفا وسرقت محتوياتها”، منذ شن حربها على غزة في 7 أكتوبر/تشرين أول 2023، موضحا أن جل عمليات التدمير والسرقات استهدفت متاحف مدينة غزة وشمال القطاع، ويبرز من بينها متحف “الثوب” الفلسطيني، وهو ملك شخصي للسيدة ليلى شاهين في رفح، لافتا إلى تدمير 320 قطعة في هذا المتحف، “عمر أجددها أكبر من عُمر إسرائيل”.
وأشار المتحدث إلى أن الاحتلال استهدف كذلك متحف “المتحف” الذي يحتوي على آلاف القطع، ومتحف “القرارة” الذي يحتوي على رأس عشتار، بجانب متحف “العقاد” ومتحف “القلعة”. كما دمرت قوات الاحتلال نحو 230 مبنى تاريخي في غزة، بما يشمل مساجد مثل المسجد العمري ومسجد هاشم، إضافة إلى كنائس وأسواق وحمامات تاريخية، وتم رصد تدمير الاحتلال لـ32 مركزا ثقافيا ومسرحا، وآلاف اللوحات الفنية، وقتل 46 كاتبا وفنانا بينهم أسماء بارزة.
وأكد الوزير الفلسطيني أن بعض القطع الأثرية المسروقة والمدمرة “تعود إلى فترات زمنية قديمة جدا، بينها الفترة الكنعانية الأولى”، التي يرجع بعض المؤرخين بدايتها إلى أوائل الألف الثالث قبل الميلاد، منبها إلى أن مكتبة بلدية غزة، التي دمرتها قوات الاحتلال خلال العدوان المستمر حاليا تُعد أكبر مكتبة فلسطينية، وتحتوي على كتب وصحف لفترة ما قبل عام 1948، وفيها كنوز ثقافية.
وقال أبو سيف: “جميع الغزاة وكل المتوحشين عندهم تقدير للجمال، فـالقائد العسكري الفرنسي نابليون بونابرت دمر غزة عندما غزاها في عام 1799، لكنه أقام في قصر الباشا، بينما جاء جيش الاحتلال الإسرائيلي ودمر هذه القصر بالدبابات”، متسائلا عن صمت العالم وسكوته على جريمة تدمير دبابات الاحتلال لثرات يشكل ذاكرة العالم، كالميناء الفينيقي القديم شمالي مخيم الشاطئ، و أقدم مقبرة كنيسية في العالم شرقي جباليا.
وبيَّن الوزير الفلسطيني، أن الاحتلال يسعى من همجيته وحملته على التراث الفلسطيني في غزة المخطط لها قبل 100 عام ، لتدمير الثقافة والهوية والسردية الفلسطينية، و”محاولة سلخ الفلسطيني عن أرضه ووعيه التاريخي، ونفيه خارج الجغرافية” و“يريدون أن يقولوا إنه لا علاقة للفلسطينيين بهذا المكان”.
وشدد المتحدث أن الاحتلال يشن بالموازاة مع الإبادة الجماعية حربا ثقافية ممنهجة لإزالة الشعب الفلسطيني من أرضه والحلول مكانه، و محو التاريخ والذاكرة لتثبيت مقولة وادعاء أنها الوارثة للبلاد” معتبرا أن “أصل الصراع ثقافي وسردي ورواية”.
عن وكالة الأناضول بتصرف