ورشة عمل دولية تناقش إمكان دمج التكنولوجيا الرقمية في التربية والتعليم بالمغرب
نظم المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي بشراكة مع منظمة اليونسكو صباح اليوم الخميس 21 نونبر 2024 بمقر المجلس بالرباط، ورشة عمل حول “التحول الرقمي في التربية والتعليم بالمغرب”.
وتأتي هذه المبادرة حسب الجهة المنظمة في سياق الجهود المستمرة التي يبذلها المغرب لتطوير منظومته التربوية من خلال توظيف الحلول الرقمية الحديثة، وتعزيز استفادة التربية والتعليم من التكنولوجيا.
كما تهدف الورشة إلى تحقيق هدفين رئيسيين: أولاً، دراسة ومراجعة ومناقشة النتائج الأولية لاستبيان تقييم مدى استعداد المغرب للاستفادة من التكنولوجيا الرقمية في مجالات التربية والتكوين والتعليم العالي؛ وثانياً تحديد الأولويات الرئيسية لتعزيز التحول الرقمي، لتنفيذ خارطة الطريق 2022-2026، والاستراتيجيات القطاعية.
وتضمنت الورشة جلستين أساسيتين: الجلسة الأولى نظمت على شكل مجموعات نقاش وتركزت على تحديد التحديات المتعلقة بجاهزية التحول الرقمي، في عدة أبعاد، منها: التنسيق والقيادة، التكلفة والاستدامة، القدرات والثقافة، المحتوى والحلول، الاتصال والبنية التحتية، إضافة إلى البيانات والأدلة. والجلسة الثانية، خصصت للتفكير في حلول عملية وفرص رئيسية لمعالجة هذه التحديات.
ودعا الحبيب المالكي رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي إلى التفكير معا حول كيفية دمج التكنولوجيا الرقمية في ممارساتنا التعليمية بطريقة مستدامة وأخلاقية وشاملة.والتفكير فيما هو أبعد من الحلول المؤقتة وبناء تعليم للمستقبل يكون مبتكرًا ومنصفًا.
واعتبر رئيس المجلس الأعلى أن التكنولوجيا الرقمية توفر إمكانيات جديدة لإثراء المحتوى التعليمي، وتخصيص مسارات التعلم، وتطوير المهارات للقرن الحادي والعشرين – لكل من المعلمين والمتعلمين.
واستعرض المالكي عدد من المبادرات التي اتخذها المغرب وتهدف إلى وضع أساس واعد للاستفادة من التقدم في التكنولوجيات الرقمية من خلال إدماجها في العمليات التعليمية. وتطلبت تعبئة موارد استثمارية كبيرة من مختلف الإدارات الوزارية، ركزت أولا على تطوير البنى التحتية التكنولوجية لإتاحة ولوج أفضل للتكنولوجيا الرقمية من خلال، على وجه الخصوص، توسيع شبكات الهاتف المحمول ونشر الألياف الضوئية.
ومن بين هذه الإجراءات إطلاق برنامج GENIE منذ أكثر من عقدين من الزمن والذي يهدف إلى تشجيع استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في المدارس العمومية من خلال تزويدها بالمواد والمعدات اللازمة وضمان التوصيل بالحاسوب المناسب. الشبكات. وإطلاق برامج تدريبية محددة بالشراكة مع المنظمات الدولية في هذا المجال. كما تم دعم هذه الإجراءات من خلال تطوير الموارد التعليمية الرقمية ذات المحتوى المكيف مع البرنامج المدرسي المعمول به في نظام التعليم المغربي.
وأكد المالكي في كلمته أنه على الرغم من أهمية الجهود المبذولة، إلا أن ديناميكية التحول الرقمي في مجال التعليم لا تزال تظهر العديد من أوجه القصور وتطرح العديد من التحديات الكبرى، سواء بالنسبة للمتعلمين أو لأعضاء هيئة التدريس والمؤسسات التعليمية.
من بين ذلك، إمكانية الوصول والحاجة إلى تقليص الفجوة الرقمية. حيث يتطلب نجاح التحول الرقمي أن يتمتع جميع المتعلمين بإمكانية الوصول على نطاق واسع إلى جميع الأدوات والموارد الرقمية وتقليل الفوارق بين مختلف فئات المستفيدين. ويتطلب أيضًا توافر بنية تحتية فعالة تسمح بالاتصال الكافي لضمان التغطية الكاملة والعادلة لصالح جميع المستخدمين.
وفي ختام الورشة، تم إعداد ملخص شامل للأفكار المطروحة، إلى جانب وضع خطة عمل عملية يقدمها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، ومنظمة اليونسكو.
وشارك في أشغال هذه الورشة ممثلون عن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، ومنظمة اليونسكو، إضافة إلى ممثلي الوزارات الوصية على قطاعات التربية والتكوين والبحث العلمي، ومجموعة من الخبراء على المستويين الوطني والدولي، إلى جانب ممثلي برنامج (DTC) على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية.