الخبيرة المصرية هبة جمال الدين: “الإبراهيمية” مخطط صهيو-أمريكي لتصفية القضية الفلسطينية
قالت الدكتورة هبة جمال الدين، الخبيرة في معهد التخطيط القومي المصري إن “الإبراهيمية” مخطط صهيو-أمريكي لتصفية القضية الفلسطينية وتفتيت المنطقتين العربية والإسلامية بدعم مالي ضخم، وأضافت “لا يوجد سلام مع صهيوني”.
جاء ذلك في محاضرة لها عن بُعد نظمتها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، وذلك اليوم الأربعاء 22 ماي 2024 بمقر مجموعة العمل بالرباط في موضوع “الإبراهيمية وإعادة ترتيب المنطقة – سايكس بيكو الجديد”، أدارها عضو السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، أحمد ويحمان.
وأكدت هبة أن ما يحدث في قطاع غزة من مجازر يشكل بداية إرساء المخطط، على اعتبار أن هذه القوى لاحظت أنها فشلت في تغيير هوية المقاومة الفلسطينية على مدار 75 سنة مضت.
ولاحظت الخبيرة المصرية أن غزة كانت بمثابة عقبة قوية، وقفت أمامها الولايات المتحدة الإبراهيمية التي يسعى الاحتلال “الإسرائيلي” إلى تفعيلها على أرض الواقع، موضحة أن الكان الصهيوني يحاول جاهدا تكريس اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية وتفكيك الروابط القومية داخلها.
وأوضحت أستاذة العلوم السياسية، أن الحديث عن الإبراهيمية أصبح جزءا أساسيا في الدبلوماسية الأمريكية، وأن الإبراهيمية هي عبارة عن هوية إحلالية تستهدف الشعوب وليس الأنظمة، منبهة إلى أنها ترمي إلى إعطاء الشعوب خريطة سياسية جديدة.
وأشارت المحَاضِرة إلى أن الحديث عن الإبراهيمية بدأ أكاديميا في 2017، بينما لم يظهر على الساحة السياسية إلا مع ربطها بالتطبيع مع الاحتلال الصهيوني، موضحة أن المخطط يرمي إلى تطبيقها عبر عدة مستويات منها مسار السياحية الدينية الذي يمر عبر 10 دول منها العراق ثم تركيا إلى مصر.
ونفت المتحدثة وجود ما يسمى بـ”الدين الإبراهمي”، مؤكدة على تنوع الأديان في العالم، مشيرة إلى أن الإسلام اعترف بالمسيحية واليهودية، بينما اعترفت المسيحية باليهودية وأنكرت الإسلام، فيما أنكرت اليهودية المسيحية والإسلام على حد سواء.
ودعت إلى نصرة غزة والدفاع عنها، مشددة على التمسك بالوحدة والانتباه لمخطط التقسيم الذي يهدف إلى تقسيم الأوطان العربية والإسلامية، موضحة أن هذا المخطط لن ينجح نتيجة المناعة التي يجب أن تبديها الشعوب العربية والإسلامية.
وفي تعقيبه على مداخلة الدكتورة هبة جمال الدين، أكد الدكتور عبد المجيد الصغير أن هذه المصطلحات التي يتم تداولها في الدبلوماسية الأمريكية، تتطلب إعادة النظر في هذه المفاهيم ومنها الاتفاق الإبراهيمي والدين الإبراهيمي.
وأوضح أن فهم مصطلح الدين الإبراهيمي لا يتم إلا بامتلاك رؤية تاريخية وفكرية، منبها إلى أن تاريخ الفكر المسيحي ملء بنزاعات تلفيقية وتبديلية رغبة في التكيف مع التغيرات الاجتماعية والفكرية، محذرا من اقتفاء بعض الدول لهذا النهج التلفيقي للدين.
ونبه الأستاذ عبد المجيد الصغير إلى أن إبراهيم التوراة لا علاقة له بالنبي إبراهيم الخليل عليه السلام، داعيا إلى الرجوع للتوراة التي لا ترى في إبراهيم إلا شخصا يسلب ممتلكات الأخرين، موضحا أن هذا ما يظهر في مساعي أهل صفقة القرن.
وحذر المتحدث من محاولات بعض الأنظمة تطويع العلماء والمثقفين لتبني الدين الإبراهيمي، مشيرا إلى أن العلمانية انطلقت مع “سايكس بيكو” وانتهت إلى الإبراهيمية مع “سايكس بيكو الجديد”، مشيرا إلى أن هذا المرحلة الممتدة لم يشهد فيها المسلمون إلا الكوارث رغم ما وعدهم به الغرب من رخاء.
وطالب الأستاذ الصغير بضرورة أن تكون قضية غزة محركا للمفكرين بغية أخذ زمام المبادرة، موضحا أن من المخاطر التي نتجت عن إبرام الصفقات الإبراهيمية مساعدة دول عربية للاحتلال “الإسرائيلي” لتحديث نقاط المراقبة لفائدة جيشه في الأراضي الفلسطينية، علاوة على شراء منتوجات المستوطنات من دولة عربية رغم رفض دول أوروبية لتلك المنتوجات.
موقع الإصلاح