نكبة جديدة تلوح في الأفق.. تهجير قسري يسرع خطة ضم الضفة الغربية

أقرّ وزير جيش الاحتلال “يسرائيل كاتس” أمس الأحد 23 فبراير 2025، بتعمّد جيشه تهجير عشرات آلاف الفلسطينيين من مخيمات شمال الضفة الغربية المحتلة، متوعدا بعدم السماح لهم بالعودة لبيوتهم خلال العام الجاري.

وقال “كاتس” في تصريحات نقلتها إذاعة جيش الاحتلال، إن مخيمات شمال الضفة بجنين، وطولكرم ونور شمس، شبه فارغة من السكان حيث تم إخلاء قرابة 40 ألف من سكانها.

وتوعّد كاتس بعدم السماح بعودة سكان المخيمات الثلاثة خلال العام الجاري، مشيرا إلى أن الجيش سيبقى في هذه المخيمات لفترة طويلة لضمان عدم عودة المسلحين إليها.

ووصف الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، تصريحات وزير جيش الاحتلال كاتس بمنع سكان مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية من العودة لبيوتهم، وقرار الحكومة “الإسرائيلية” إدخال الدبابات لمخيمات ومدن الضفة، بالخطيرة للغاية.

وأكد البرغوثي في تصريح صحفي أمس الأحد، أن مخطط الاحتلال هو التطهير العرقي الكامل لمخيمات اللاجئين وتصفية قضية اللاجئين، عبر إلغاء وجود وخدمات وكالة الغوث وإزالة المخيمات، موضحا أن المطلوب إجراءات عملية بفرض العقوبات والمقاطعة على “إسرائيل”، وإلغاء اتفاقيات التطبيع معها فورًا.

وأضاف البرغوثي أن المطلوب من القمة العربية قرارات واضحة وحاسمة ضد الإجراءات العدوانية “الإسرائيلية”، ومشروع ترمب للتطهير العرقي في غزة، وتشريع الضم للضفة، مشيرا إلى أنه لم يعد مقبولا التقاعس عن التوجه للوحدة الوطنية وتشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحدة لمواجهة أخطر مؤامرة للتطهير العرقي منذ نكبة 48.

من جهتها أدانت حركة المجاهدين الفلسطينية، أمس الأحد، قرار وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس، بمنع عودة سكان مخيمات اللاجئين في شمالي الضفة، واستمرار اقتحامها بالدبابات، مشددة على أنها خطوات خطيرة تأتي ضمن الحرب المفتوحة على شعبنا.

ويواصل جيش الاحتلال “الاسرائيلي” عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الخامس والثلاثين على التوالي مخلفا، 27 شهيدا، وعشرات الإصابات.

واقتحم جيش الاحتلال عدد من بلدات جنين، وسط تخريب ودمار متعمد للبنية التحتية والشوارع، وفي تطور خطير دفع الاحتلال أمس الاحد، بوحدة من الدبابات الى مدينة جنين، حيث اقتحمت المدينة من مدخلها الغربي، ووصلت إلى محيط مخيم جنين، ومنطقة الجابريات في المدينة.

وواصل جيش الاحتلال اقتحام بلدة قباطية جنوب المدينة لليوم الثاني، حيث اقتحم الاحتلال البلدة وفرض حظرا للتجول لـ48 ساعة، فيما دمرت جرافاته البنية التحتية وخطوط المياه والكهرباء وجرفت الشوارع وممتلكات المواطنين.

وفي بلدة اليامون غرب جنين جرف الاحتلال الشوارع ونشر القناصة وفرق المشاة في البلدة، وداهم منازل المواطنين واستجوبهم، كما اقحمت آليات الاحتلال بلدة السيلة الحارثية وأجبرت المواطنين على اغلاق محالهم التجارية.

وفجر اليوم، اقتحم الاحتلال بلدة برقين غرب مدينة جنين، وقامت جرافاته بعمليات تدمير وتخريب واسع في الشوارع والبنية التحتية خاصة في محيط دوار العبارة.

وعزل الاحتلال “الإسرائيلي” يوم أول من أمس السبت منازل المواطنين غرب مخيم جنين بأسلاك شائكة بعد إجبارهم على إخلائها.

ويتكشف الدمار الواسع والكبير الذي خلفته جرافات الاحتلال في داخل أحياء المخيم، حيث دمر منازل المواطنين وممتلكاتهم وغير من معالم وجغرافية المخيم بشكل كبير.

وانتشرت فرق المشاة من جنود الاحتلال في عدة مناطق من مخيم جنين بالقرب من دوار شيرين أبو عاقلة وطلعة الغبز والمخيم الجديد.

ويحول الاحتلال لليوم الـ35 على التوالي عدد من منازل المواطنين لثكنات عسكرية، خاصة في البنايات القريبة والمطلة على مخيم جنين.

ووفق مصادر في بلدية جنين ومركز الخدمات فإن الاحتلال هدم قرابة 120 منزلاً بشكل كامل، إضافة إلى هدم عشرات المنازل والممتلكات بشكل جزئي داخل المخيم.

وفي سياق متصل، قالت اللجنة الإعلامية في مخيم طولكرم إن قوات الاحتلال “الإسرائيلي” اعتقلت 147 مواطنا، منذ بدء عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها المتواصل لليوم الـ28 على التوالي.

وأوضحت اللجنة في بيان لها أمس الأحد، أن قوات الاحتلال داهمت 237 منزلا وفتشتهم، وهدمت 603 منازل ومنشآت فلسطينية.

وأضافت أن عدوان الاحتلال المستمر، أدى إلى نزوح قرابة 16 ألف فلسطيني، وأصبح نحو 85% من سكان مخيم طولكرم نازحين، مشيرة إلى أن جرائم الاحتلال تسببت بقطع جميع الخدمات الأساسية في المخيم.

من جانبها أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أن توسيع جيش الاحتلال “الإسرائيلي” عملياته العسكرية في جنين ومناطق شمال الضفة الغربية، والدفع بتعزيزات عسكرية ودبابات لأول مرة منذ سنوات، يكشف بوضوح نوايا الاحتلال الخطيرة في الإمعان بحرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني، ومواصلة سياسة التدمير والتخريب غير المسبوق.

وأضافت حماس في تصريح صحفي أمس الأحد، أن قرار الاحتلال بتوسيع عدوانه في الضفة الغربية، واستمراره في حملات التهجير القسري التي طالت أكثر من 40 ألف فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة، يستدعي من جميع مكونات الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة تشكيل جبهة موحدة للتصدي لهذه الجرائم الوحشية.

وأشارت إلى أن التصريحات التي أدلى بها وزير جيش الاحتلال يسرائل كاتس، بشأن إبقاء جيشه في مخيمات شمال الضفة لمدة عام، ومنع سكانها من العودة، “هي أوهام لن تتحقق؛ فشعبنا ومقاومته لهم بالمرصاد، وسيفشلون جميع هذه المخططات”.

ودعت حماس كافة أبناء الشعب في الضفة الغربية إلى تصعيد العمل المقاوم لردع الاحتلال عن ارتكاب المزيد من الجرائم، مؤكدة أن جميع محاولات الاحتلال وممارساته العدوانية لن تكسر إرادة شعبنا، بل ستزيد من وتيرة الغضب الشعبي في وجه المحتل.

بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن إقدام قوات الاحتلال على استخدام الدبابات كآلة بطش إضافية في تصعيدها المستمر ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة، وقرارات وزارة العدوان بإخلاء ثلاثة مخيمات فلسطينية هي خطوة عدوانية جديدة تهدف إلى اقتلاع الشعب من أرضه.

وأكد البيان أن هذه الإجراءات القمعية والإرهاب المنظم الذي تمارسه حكومة الاحتلال، يؤكد المأزق الذي يعيشه الاحتلال المأزوم والمهزوم في غزة، وخشية حكومته النازية من ارتدادات فشلها الذريع في تحقيق أهدافها.

وجاء في البيان أن الاحتلال تجاوز اليوم كل الحدود في مشروع الضم الفعلي لمناطق الضفة الغربية، بما في ذلك المناطق المصنفة تحت إدارة السلطة في رام الله، حيث يتمدد الاستيطان وتُفرض الوقائع الجديدة على الأرض بدعم وتواطؤ أمريكي واضح وصمت دولي مريب، بتأييد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهذه الممارسات الإجرامية.

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى