نقابيون يراسلون “الهاكا” و”وزارة التربية” ويحتجون على المس بكرامة الأساتذة بالقنوات العمومية
عادت الإساءة إلى رجال التعليم في البرامج التلفزيونية إلى الواجهة مرة أخرى، وسجلت النقابات عدد من التجاوزات التي ارتكبتها مسلسلات تلفزية تعرض على القنوات العمومية خلال شهر رمضان الفضيل.
واستهجن المكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم الإساءة الممنهجة في حق رجال ونساء التربية والتعليم، والتأثير السلبي في المخيال الجمعي لعموم شرائح المجتمع من خلال أحد الأعمال (الفنية) التي تبث على القناة الأولى خلال رمضان، الموجهة لبيوت الأسر المغربية ومختلف شرائح المجتمع، والممولة من جيوب دافعي الضرائب.
وعبرت الجامعة الوطنية (المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب) في بيان استنكاري أصدرته أمس الأربعاء، عن تضامنها المطلق مع كافة نساء ورجال التعليم، مشيدة بالتضحيات والمهام الأساسية التي يؤدونها خدمة للناشئة ومستقبل الوطن.
واستنكرت الجامعة الاستهداف المستمر لرجال ونساء التعليم سواء عبر وسائل الإعلام العمومية أو غيرها. ودعت وزارة التربية الوطنية إلى التدخل لحماية وصيانة كرامة نساء ورجال التعليم، والتصدي لمحاولات الإساءة للمدرسة العمومية والمنظومة التربوية بشكل عام. كما دعت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري إلى التدخل العاجل لوقف هذا العمل واتخاذ كل التدابير لعدم تكرار الأمر.
وراسلت الجامعة الوطنية لموظفي التعليم في اليوم نفسه الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بخصوص الموضوع، وأوضحت أن القائمون على هذه السلسلة عمدوا إلى تصوير رجل التعليم في شخصية موغلة في الإسفاف والعته والميوعة، سواء على مستوى المظهر الخارجي أو البناء الحواري للشخصية.
وأضافت المراسلة “في الوقت الذي كان من المفروض فيه الإعلاء من مكانة نساء ورجال التعليم وتبويئهم القيمة الرمزية والاعتبارية التي يستحقونها، باعتبارهم الفئة المؤتمنة على تكوين وتربية الناشئة التي تشكل أساس المستقبل، أبى القائمون على هذا العمل إلا أن يعاكسوا التيار ويستثمروا في التفاهة على حساب من كاد أن يكون رسولا”.
وبدورها، راسلت النقابة الوطنية للتعليم رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، احتجاجا على الاستهداف المتواصل للقنوات الإعلامية العمومية الرسمية لمهنة التدريس، بتقديمها لإنتاجات تسيء لصورة نساء ورجال التعليم وتتعمد تحقيرهم وإهانتهم، والحط من مكانتهم بشكل ممنهج ومقصود.
وأشارت النقابة (المنضوية تحت لواء الكنفدرالية الديمقراطية للشغلà تقديم “المعلم-الأستاذ” في عرض الحلقة الأولى من سلسلة تلفزيونية رمضانية الثلاثاء الماضي بالقناة الثانية، تكرس صورة سيئة ونمطية عنه، وتحاول جعله موضوع فكاهة فجة عوض تقديمه كقدوة ونموذج يحتذى به
وكان فريق الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بمجلس المستشارين، قد طرح في الثامن من فبراير الماضي، سؤالا كتابيا على وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى في موضوع “تحسين صورة المدرسة العمومية في الإعلام العمومي”.
وتناول السؤال الكتابي الإجراءت العملية التي ستتخذها الوزارة المذكورة لتجنب بث صور نمطية سلبية حول المدرسة العمومية ورجال ونساء والتربية والتكوين، والجهود التي ستبذل لتحقيق التكامل بين المنظومتين الإعلامية والتربوية لخدمة المدرسة المغربية وتحسين صورتها حتى تقوم بدورها على أحسن وجه.
وسبق أن أنذرت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) إذاعة خاصة بسبب بثها تصريحات على لسان ضيف أحد البرامج اعتُبرت مسيئة للأساتذة و ماسة بكرامة نساء ورجال التعليم.
وأشار قرار المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري رقم 23-60 المؤرخ في 13 جمادى الأولى 1445 27) نونبر 2023) إلى أن “العبارات الواردة على لسان ضيف البرنامج، وإن جاءت في سياق رأي وموقف شخصي، من شأنها أن تشكّل بطبيعتها تعبيرات ذات حمولة قدحية مسيئة، حتى وإن كانت غير متصلة بشخص بعينه”.
موقع الإصلاح