نشطاء في القضية الفلسطينية يطالبون بتطوير الإسناد المغربي لغزة
اتفقت مداخلات نشطاء في مجال الدفاع عن القضية الفلسطينية على ضرورة تطوير الإسناد المغربي لغزة، على اعتبار أن المغرب ضمن ثلاث دول عربية تواصلت فيها التظاهرات المساندة لقطاع غزة دون انقطاع لأزيد من عام، إلى جانب اليمن والأردن.
وأجمعت المداخلات المقدمة أمام المائدة المستديرة التي نظمتها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين حول “مدارسة معركة طوفان الأقصى”، الجمعة 11 أكتوبر 2024، على ضرورة توحيد الكلمة في هذه الفترة الحساسة من الصراع مع الاحتلال، وعدم الانسياق حول التفرقة المذهبية التي ينفخ فيها.
وانعقدت المائدة المستديرة بحضور منسق المجموعة الأستاذ عبد القادر العلمي وإدارة الأستاذ عبد الرحيم شيخي ومشاركة الأساتذة المصطفى معتصم وأحمد ويحمان وعزيز هناوي وعبد الحفيظ السريتي. وحضر هذه المائدة مجموعة من المهتمين، كما تابعها عبر النقل المباشر جمهور من المغرب وخارجه.
وأكد منسق المجموعة الأستاذ عبد القادر العلمي أن المائدة المستديرة تأتي ضمن الفعاليات المستمرة التي تقوم بها المجموعة دعما للشعبين الفلسطيني واللبناني على مدار عام كامل، موضحا أن هذه المائدة المستديرة يراد منها التطرق لعدة قضايا تستأثر باهتمام الشعب المغربي في إطار بناء وعي جامع حيالها.
وأوضح عضو سكرتارية مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، عبد الرحيم شيخي، خلال تسييره للمائدة المستديرة، أن المغاربة يحيون هذه الأيام الذكرى الأولى للعبور الكبير ضمن عملية طوفان الأقصى التي قادتها المقاومة الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر 2023 لتستبق مخطط التصفية النهائية للقضية الفلسطينية.
وأضاف شيخي أن الجميع وجد نفسه اليوم أمام منعطف حاسم وتجاذبات دولية غير مسبوقة من أجل جعل الاحتلال الصهيوني أمرا واقعا لا مفر منه، مشيرا إلى أن معركة طوفان الأقصى كانت إجابة على المخططات الصهيو-أمريكية الرامية إلى إدماج الكيان الصهيوني في المنطقة، مع تغيير هذه الأخيرة وفق مشروع شرق أوسطي جديد.
ورأى الأستاذ المصطفى معتصم أن طوفان الأقصى شكل صدمة للإنسانية وليس فقط للأمتين العربية والإسلامية، مضيفا أن التيارات الأصيلة في الأمة ستظهر بقوة من جديد، وستلعب دورا أساسيا في استرجاع الأمة لوعيها الحضاري، وتحقيق تحولات جديدة، متوقعا أن تكون هناك صحوة إسلامية حقيقية.
وحذر معتصم من الانسياق وراء ما يروج له الاحتلال الإسرائيلي من نعرات طائفية ومذهبية، ومحاولة تشتيت بقية نسيج الأمة الوجداني باستدعاء الخلافات التاريخية بين السنة والشيعة والأباضية، وبين العالم العربي وإيران وحتى تركيا، في استرجاع لطريقة تدمير الإمبراطورية العثمانية بإذكاء نار الفتنة بين العرب والترك.
وأوضح عضو السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين عبد الحفيظ السريتي أن المتطرفين الصهاينة كانوا يعتزمون هدم المسجد الأقصى باعتباره يسرع تنفيذ معتقداتهم على أرض الواقع، مشددا على أن هذا يعني أن الصراع مع الاحتلال هو صراع وجود.
وأضاف السريتي أن المقاومة التي تعرضت لضربات لازالت تصارع هذه العصابات الإجرامية وحققت أشياء كثيرة، منبها إلى أن الإعلام يحاول جاهدا التغطية على تلك المنجزات.
ورأى رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أحمد ويحمان أن طوفان الأقصى هو عمل غير مسبوق في تجارب حركات المقاومة في العالم عبر التاريخ، مشددا على ضرورة بناء الوعي الجمعي من أجل اتضاح الصورة تبديد التضبيب الذي يلفها أحيانا، وذلك بالبدء بعنوانين سائدين إعلاميا قبل طوفان الأقصى وهما: صفقة القرن، الإبراهيمية، موضحا أنهما وجهان لعملة واحدة ولمخطط واحد.
وفصل ويحمان في قضية صفق القرن باعتبارها دراسة للجنرال احتياط الصهيوني ديورا أيلاند لفائدة مركز بيغن السادات للسلام، ومنشورة في مجلة متخصصة سبع سنوات قبل أن يأتي بها دونالد ترامب دون تغيير أي حرف منها، كما فصل في الإبراهيمية بما تضمه من ركائز تتجسد في المشترك الإبراهيمي، ومسار إبراهيم، والولايات المتحدة الإبراهيمية.
وانتقد الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع عزيز هناوي استمرار التطبيع في المغرب رغم المجازر التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي، موضحا أنه إذا كان النضال في فلسطين بالسنان والسلاح والدم فالنضال في الساحة العالمية هو مدني وأول مطالبه بإسقاط التطبيع رسميا.
ورأى هناوي أن التطبيع تمت “فرملته” شكلا في المغرب لكنه لم يسقط، موضحا أن التطبيع اليوم يقاوم مسار ما بعد السابع من أكتوبر 2023، منتقدا الهجوم الذي تقوم به مجموعة من القوى داخل الوطن بعد مسيرة السادس من أكتوبر 2024 والتي رفعت صورة إسماعيل هنية وحسن نصر الله جنبا إلى جنب في دلالة على وحدة المعركة، مشيرا إلى أن أصحاب سردية الاحتلال استعروا جراء ذلك.
موقع الإصلاح