ندوة فكرية لـ”مجموعة العمل” تحذر من مخاطر التطبيع على قضية الوحدة الترابية للمملكة
حذرت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين في ندوة فكرية بنادي المحامين بالرباط مساء اليوم الخميس من مخاطر التطبيع مع الكيان الصهيوني على السيادة الوطنية وعلى قضية الوحدة الترابية
ونظمت الندوة في إطار فعاليات طوفان الأقصى التي أطلقتها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين منذ السابع من أكتوبر ومواكبة لقضايا الوطن والأمة، وبمناسبة الذكرى 49 للمسيرة الخضراء.
وأكد الدكتور عبد القادر العلمي خلال عرضه لأرضية الندوة أن منطقة الصحراء المغربية عرفت تطورات جيوسياسية؛ امتدت مشاكلها إلى الخارج من خلال دول هددت أمن واستقرار وسيادة المملكة سواء من خلال الرغبة في السيطرة، أو حملها لأجندة خاصة لقوى إمبريالية قديمة في إشارة إلى مخطط التجزيء والتقسيم.
ونبه في هذه الصدد إلى أن قضية الصحراء دخلت اليوم مرحلة جديدة للتشويش على الوحدة، وهي الأخطر وهي معادلة التطبيع مع الصهاينة ومقايضتها بقضية الوحدة الترابية بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني.
وأضاف العلمي أن الأمر يزداد خطورة مع ربط السيادة الوطنية على الصحراء المغربية بهذا الكيان المنبوذ وطنيا ودوليا، وهذا يحصل ومازالت هناك استحقاقات متواصل لاسترجاع باقي أراضي الصحراء المغربية المحتلة.
واستحضر العلمي في هذا الإطار سعي القوى الخارجية للتدخل في قضية الوحدة الترابية لاستغلال التناقضات لتفجير المنطقة بما يتلاءم مع مصالح شركائها العابرة للحدود، محذرا من أن الهرولة نحو التطبيع يشكل خطرا على المغرب والمنطقة المغاربية والوحدة المغاربية واستقرار وأمن المنطقة ككل.
ومن جانبه نبّه المحجوب السالك المنسق العام لتيار “خط الشهيد” بجبهة “بوليساريو” إلى تحول البوليساريو من حركة تحرير وطنية إلى بيدق بيد الجزائر.
وتطرق أيضا إلى قصة انفصاله عن كيان البوليساريو بعدما اكتشف أكاذيبهم ومزاعمهم، وضلوعهم في جرائم تعذيب وقتل بشراكة مع الجزائر، وإعلانه فيما بعد عن معارضتهم وعودته إلى الوطن بعد 40 سنة من الغياب وعدم مواجهته أية مشاكل أو صعوبات.
كما أكد على ضرورة وجود ثقة بين الدولة المغربية والمواطنين المغاربة بالصحراء عبر محاربة الفساد والريع بالأقاليم الجنوبية، وإقناع الصحراويين بأن الدولة معهم، وتدعمهم عبر التنمية ومحاربة الريع ومن يستغل النزاع بدل إقناع العالم بمغربية الصحراء.
وانتقد السالك تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تهجم على المقاومة الفلسطينية واصفا ذلك بدس السم في العسل، مؤكدا أن الصحراء مغربية وستبقى مغربية.
واستعرض الدكتور أحمد ويحمان عدد من الومضات التاريخية في قضية الصحراء المغربية، محذرا في البداية وحدات الذباب الإلكتروني في مواقع التواصل الاجتماعي الصهيونية، التي تثير الفتن وتسعرها بين الأمم والجيران، مما يقع في فخ الفتن الكثير من الأغبياء من الجانبين، مؤكدا على أن الحدود بين الأقطار الشقيقة لا معنى لها وما يتنازع عليه لا يمتلكه أي طرف.
كما تناول ويحمان في معرض حديثه أن هناك ثقب في الذاكرة مستحضرا ميثاق 47 الذي جمع رموز وقيادات حركات التحرر، ومقاومة الاستعمار الوطنية في الأقطار المغاربية بقيادة زعيم المقاومة محمد بن عبد الكريم الخطابي.
ومن بين أبرز ما أكد عليه الميثاق في بنده الأول، أن المغرب العربي بالإسلام كان وبالإسلام يبقى، ويتعهد الموقعون على الميثاق على الكفاح المسلح حتى تحرير آخر شبر من المغرب العربي.
وعرض ويحمان ورقة بعنوان السيادة الوطنية في الميزان والبوريطية عنوان السقوط، تطرق فيها لما وصفه بالتطور الدراماتيكي الذي عرفته القضية الوطنية “التي أفضت إلى مقايضتها ورهن السيادة الوطنية بالتطبيع ما العدو الصهيوني”.
واعتبر ويحمان أن تصريح وزير الخارجية ناصر بوريطة في مؤتمر أيباك بالذهاب إلى أبعد الحدود في التطبيع مع الكيان الصهيوني هو التزام رسمي بتسليم السيادة الوطنية للحركة الصهيونية على المغرب.
يذكر أن الندوة الفكرية عرفت حضور الأستاذ عبد الرحيم شيخي الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح والأستاذ رشيد العدوني نائب رئيس الحركة وعدد من الشخصيات الوطنية من مختلف التوجهات والمجالات المدنية والسياسية والحقوقية والنقابية.
موقع الإصلاح