أخبار عامةالرئيسية-المدرسة المغربية

ندوة دولية بمراكش تثير الإشكالات الأخلاقية والقانونية في تعديل الجينوم البشري 

تستضيف كلية الحقوق بمراكش في 11 أبريل المقبل ندوة علمية دولية تناقش موضوع “تعديل الجينوم البشري بين التقدم العلمي والكرامة الإنسانية” في إطار المشروع البحثي “التجارب البيولوجية لتحسين الجنس البشري بين القانون والأخلاق”.

وتنطلق هذه الندوة العلمية حسب أرضيتها من الثورة غير المسبوقة؛ التي تعرفها البشرية في مجال العلوم البيولوجية، خصوصا في تقنيات التعديل الجيني والهندسة الوراثية. وأصبح بإمكان الإنسان التدخل في الموروث الجيني للكائنات، بل وحتى الإنسان نفسه، بهدف الوقاية من الأمراض الوراثية، وتحسين القدرات البيولوجية، وتحقيق إنجازات علمية وطبية غير متصورة قبل عقود قليلة.

وتشير أرضية الندوة إلى أنه على الرغم من هذه الطفرة العلمية، فإنها تثير إشكالات أخلاقية وقانونية عميقة تمس جوهر الكرامة الإنسانية ، ومفهوم الإنسان ذاته، وحدود التدخل في الطبيعة البشرية، بين متحمس يرى فيها سبيلا لتقدم الإنسان والطب، وبين محذر يرى فيها تهديدا لحقوق الإنسان واستقلاله الجسدي والمعنوي، يقف القانون في تحدّ صعب في تحقيق التوازن بين حرية البحث العلمي وحماية الكرامة الإنسانية.

وتهدف  الندوة الدولية إلى مناقشة هذه القضايا من زوايا متعددة علمية، وقانونية، وأخلاقية، من خلال تسليط الضوء على مفهوم التعديل الجيني، تطوره، وآفاق استخدامه في الطب والبحث العلمي، مع بيان أهم التقنيات المعتمدة مثل CRISPR-Cas9 وتطبيقاتها العلاجية.

كما تناقش الندوة حدود البحث العلمي حينما يتعلق الأمر بجسد الإنسان، ومدى توافقه مع القيم الأخلاقية والقانونية التي تحمي كرامة الإنسان بوصفه غاية لا وسيلة، ويتطرق أيضا إلى موقف الشريعة الإسلامية من تقنيات التعديل الجيني والهندسة الوراثية، في ضوء مقاصد الشريعة التي تهدف إلى حفظ النفس والنسل والكرامة الإنسانية، والحدود الشرعية للتدخل في الموروث الجيني، والفصل بين ما يدخل في باب العلاج المشروع وما يعد تغييرا في خلق الله.

ومن المنتظر أن تعرض الندوة العلمية أهم الاتفاقيات الدولية، مثل إعلان اليونسكو بشأن الجينوم البشري، والمواثيق الأوربية الخاصة بالأخلاقيات الطبية، وما تضمنته من قيود وضوابط. وتناقش أيضا التحديات القانونية في تحديد المسؤولية المدنية والجنائية عند وقوع أضرار بسبب التعديل الوراثي، سواء على الأفراد أو البيئة، مع استحضار النماذج التشريعية المقارنة.

ويبحث المتدخلون في الندوة من خبراء ومتخصصين دور الذكاء الاصطناعي في مراقبة التجارب الجينية وضمان سلامتها، وفي استخدامه كآلية للحد من الانحرافات أو التجاوزات العلمية. وبذلك تسعى الندوة الدولية إلى إثراء النقاش الأكاديمي والعلمي حول هذه القضايا، وبحث السبل الممكنة لوضع إطار قانوني وأخلاقي متوازن يضمن تطوير العلوم الحيوية مع صون الكرامة الإنسانية.

أخبار / مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى