ندوة الشباب في برنامج تكوين الأطر تسلط الضوء على تاريخ القضية الفلسطينية ومشاريع التهويد

سلطت ندوة  شبابية انعقدت ضمن برنامج “تكوين الأطر في القضية الفلسطينية” في دورته الرابعة، صباح اليوم السبت، الضوء على أبرز فصول القضية الفلسطينية ونشأة الصهيونية ومشاريع التهويد، حيث أشرف على تأطيرها شباب المستفيدون من البرنامج يمثلون الجهات الأربع لحركة التوحيد والإصلاح.

الندوة التي احتضنها فضاء مركز التكوين بالرباط قسم إلى أربعة محاور أساسية، قدم فيها شباب جهة الجنوب عرضا بعنوان “مصطلحات ومفاهيم في القضية الفلسطينية”، وتناول ممثلوا جهة الوسط “مختصر تاريخ فلسطين”، بينما تطرق شباب جهة الشمال الغربي لنشأة الصهيونية، بينما بسط شباب الجهة الكبرى للقرويين “مشاريع التهويد”.

وأكدت الأستاذة إيمان نعاينيعة مسؤولة أكاديمية باب المغاربة في كلمة لها قبل انطلاق العروض، أن الندوة ليست مجرد محور ثانوي في برنامج تكوين الأطر في القضية الفلسطينية، ولكنه محور أساسي ويعد أول منتوج لأكاديمية باب المغاربة بعد دورات سابقة.

ونوهت إلى أن مداخلات الندوة تهدف إلى ترسيخ المهارات السابقة، موضحة أنها تشكل تدريبا سيخضع لتقييم جماعي من طرف كل المستفيدين من البرنامج قصد النقاش وإبداء الملاحظات، حيث بالإمكان خلال الدورة المقبلة التفكير في استثمارها عبر عدة مقترحات.

وأضافت عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح أنه بإمكان المستفيدين أيضا إعطاء ملاحظاتهم حول العروض المقدمة عبر استمارة تقيمية ستقدم لهم بعد الندوة، داعية في نفس الوقت إلى إعطاء نفس الجدية اللازمة والتركيز قصد بلورة هذه المواد القيمة.

العرض الأول من الندوة الذي حمل عنوان “مصطلحات ومفاهيم في القضية الفلسطينية، أكد فيه ممثلا جهة الجنوب على أهمية المصطلح ودوره المركزي في تشكيل الفهم العام وتوجيه الخطاب، وبناء السرديات التي تؤثر على الرأي العام والمواقف السياسية على الصعيدين المحلي والدولي.

وتطرق العرض إلى أن المصطلحات ليست مجرد كلمات بل تحمل معها دلالات ومعاني يمكن أن تكون مؤثرة في كيفية رؤية الناس للواقع والنزاعات والصراعات، ويكمن ذلك من خلال القضية الفلسطينية في تحديد الهوية والسردية، وتشكيل الرأي العام، والدفاع عن حقوق الفلسطينيين، والحفاظ على الذاكرة الجماعية.

واختار العرض توضيح مصطلحات أساسية وهي المسجد الأقصى والسياسات الاستعمارية والاستيطان والمقاومة والتمييز بين التسوية والنصر.

أما العرض الثاني حول “مختصر تاريخ فلسطين”، فسلط الضوء على فلسطين في العصور القديمة والوسطى والحديثة منذ تواجد وسكن الإنسان في فلسطين والحضارات المتعاقبة.

وذهب إلى أن مملكة إسرائيل لم تطل في فلسطين أكثر من أربعة قرون وكان حكمهم أغلب الوقت ضعيفا وخضع أحيانا لنفوذ وهيمنة دول قوية مجاورة، وفي نفس الوقت ظل أبناء فلسطين من الكنعانيين وغيرهم في أرضهم، ولم يهجروها أو يرتحلوا عنها.

كما تطرق العرض إلى التطورات اللاحقة حتى الوصول إلى الانتداب البريطاني وقيام دولة الاحتلال “الإسرائيلي”، ثم إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية والحروب العربية مع الكيان، وقيام الانتفاضات الفلسطينية.

وختم ممثلا جهة الوسط هذا العرض بأنه رغم الاتفاقيات ومحاولات التسوية، لا تزال الاعتداءات الصهيونية مستمرة في حق الشعب الفلسطيني، بالمقابل تستمر المقاومة الفلسطينية بمختلف أشكالها، سواء من خلال النشاطات الشعبية أو العمل المسلح، في مواجهة سياسات الاحتلال الإسرائيلي المتمثلة في الاستيطان والتهويد وفرض الحصار على غزة.

عرض “نشأة الصهيونية” الثالث خلال هذه الندوة، استهل بتعريف الصهيونية من خلال الأنسيكلوبيديا اليهودية وموسوعة السياسة الصهيونية، ثم الأفكار المؤسسة للحركة الصهيونية المتمثلة في فكرة الإنسان الطبيعة وفكر تشارلز داروين، وظهور النظريات العنصرية وفكرة الشعب العضوي.

وتناول العرض مراحل انتشار الصهيونية ورموز علَم الحركة الصهيونية، والمدارس الأساسية لها التي تختلف فيما بينها على عدة أمور وعلى رأسها المحتوى الاجتماعي ولكنها في نهاية المطاف تنطلق من نسق أيديولوجي واحد قائم على إقامة دولة لليهود على أرض الميعاد.

وتتمثل هذه المدرس في الصهيونية السياسية التي تزعمها تيودور هيرتزل والصهيونية العمالية الاشتراكية ومن قادتها دافيد بن غوريون أول رئيس حكومة للاحتلال، والصهيونية الدينية التي تسعى لتطبيق أحكام التوراة، والمدرسة الصهيونية الثقافية التي ترى أن القيم اليهودية نتاج الشعب اليهودي وليس التوراة.

وكانت “مشاريع التهويد” هي موضوع العرض الرابع والأخير من الندوة الذي تطرق إلى إقامة المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية والمقصود بها، وأشار إلى أن المجتمع الدولي لا يعترف بالمستوطنات حيث أن الأمم المتحدة قررت سنة 1979 أن سياسة وممارسات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وغيرها من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 ليس لها أي شرعية قانونية وتشكل عائقا خطيرا أمام تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

كما تضمن العرض الذي قدمه ممثلو الجهة الكبرى للقرويين، تطور المستوطنات الكبير الذي ارتفع إلى 332 بالمائة حسب إحصائيات رسمية خلال 30 عاما في محاولة لتهويد الأرض وتوسيع نفوذ الاحتلال، وتاريخ محاولات هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل ومكانته عند المسلمين والمسيحيين.

وسلط العرض الضوء على تهويد المناهج الدراسية الفلسطينية في فلسطين لإضعاف الهوية الفلسطينية والدين الإسلامي واللغة العربية داخل المناهج التعليمية الفلسطينية وإحلال أساطير من تحريفات وتأويلات للديانة اليهودية والتاريخ القديم والمعاصر ليمجد الأهداف الصهيونية.

وتهدف الدورة التي تختتم مساء اليوم من خلال هذه الندوة وباقي العروض، إلى فهم واستيعاب العلاقة التاريخية بين المغرب وفلسطين، وإقدار المتدرب على فهم واستيعاب وتوظيف المفاهيم العقائدية للقضية الفلسطينية، وتمكين المتدرب من تطوير مهارات المبادرة والإنتاج والتنسيق والمتابعة واستثمارها في التدافع من أجل القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى تواصل المتدربين مع فاعلين في القضية الفلسطينية.

يذكر أن المبادرة المغربية للدعم والنصرة و”أكاديمية باب المغاربة” أطلقت في 30 دجنبر 2023 الفوج الأول من برنامج تكوين الأطر في القضية الفلسطينية (فوج طوفان الأقصى) تحت شعار “الوعي سبيل التحرير”، بالمقر المركزي لحركة التوحيد والإصلاح بالرباط.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى