هل غير مونديال قطر نظرة غربيين للعرب والمسلمين؟
تعرضت قطر قبل انطلاق كأس العالم لحملات إعلامية غربية منظمة خاصة كونها أول دولة عربية وإسلامية تنظم أكبر تظاهرة رياضية على المستوى العالمي. وعملت الحملات على تشويه صورة المجتمع العربي والإسلامي في مخيلة الإنسان الغربي، بل دعت عدد من الصحف الغربية منها إلى سحب تنظيم هذه التظاهرة العالمية من قطر.
وزادت هذه الحملات المنظمة بشدة أثناء المونديال بسبب تشبث البلد المنظم بقيمه وثوابت الدين الإسلامي ، والإيمان الراسخ بأن الرياضة أخلاق ومبادئ قبل أن تكون ألعاب، خصوصا بعد إعلان السلطات القطرية رفض كل ما من شأنه أن يخل بالحياء العام.
في مقابل هذه الحملات، دشن الآلاف من النشطاء العرب حملات موازية على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، معلنين فيها تضامنهم الكامل مع قطر ضد هذا الهجوم الإعلامي غير مبرر الذي باء بالفشل مع وصول عدد من مشجعي دول أوربية وغربية، وتأكيد عدد منهم على أن الأجواء التي عاشوها في قطر كانت جيدة على عكس ما تم الترويج له قبل المونديال من صور خاطئة.
شهادات.. منع الخمور ساهم في الحد من التحرش
حظي مقطع مصور للقاء مع بعض المشجعين البريطانيين الذين أتوا إلى قطر؛ قامت به قناة “جي بي نيوز” (GB News) برواج واسع عبر المنصات البريطانية، حيث أكدوا سعادتهم بالأجواء واستمتاعهم بوقتهم هناك. واستنكر أحدهم ردود الفعل التي قابلها قرار منع الخمور في حدود الملاعب، حيث أكد أن الأمر لا يستحق هذا الاهتمام ولا يمثل مشكلة كبيرة.
كما نقل تقرير لصحيفة تايمز (The Times) البريطانية شهادات لمجموعة من المشجعات الإنجليزيات اللواتي رافقن منتخب بلادهن إلى الدوحة من أجل تشجيع “الأسود الثلاثة”، يؤكدن فيها عدم تعرضهن لأي مضايقات، واعتبرن أن قرار السلطات القطرية القاضي بمنع المشروبات الكحولية خلال المباريات ساهم إلى حد كبير في ذلك، ووصفن ملاعب قطر المونديالية بأنها ملائمة أكثر للنساء لمشاهدة المباريات مقارنة بما يجري في بلادهن.
دعوة بريطانية إلى الاستفادة من التجربة
وقال رئيس الشرطة مارك روبرتس المسؤول عن شرطة كرة القدم في المملكة المتحدة إن الأجواء في قطر كانت “عاطفية ولكنها ودية” على غرار نهائيات كأس أمم أوروبا 2022 للسيدات التي أقيمت الصيف الماضي. مؤكدا أن المملكة المتحدة يمكن أن تتعلم من التجربة في قطر وأن “تتخلى عن أفكار إعادة إدخال الكحول إلى المدرجات”.
فيما أحصى الاتحاد الدولي لكرة القدم 45 واقعة تحرش جنسي، منها 15 بحق صحفيات، خلال نهائيات المونديال في روسيا، بل إن أرقام منظمة “كرة قدم ضد العنصرية في أوروبا” ذكرت أن مونديال روسيا شهد نحو 300 حالة من أعمال التحرش والمضايقات في الشوارع مما شوه الصورة الإيجابية للبطولة. وقد تكرر المشهد في مونديالات سابقة عجت بحالات تحرش ومضايقات للسيدات.
نالت نهائيات كأس العالم “قطر 2022” إشادة خاصة من المشجعات الأجنبيات اللاتي عبرن عن إعجابهن بمستوى الأمان والتنظيم، مقارنة ببطولات عالمية أخرى، خاصة فيما يتعلق بخلوّ الملاعب من المشروبات الكحولية، ما أسهم بمنع التحرش بهن، على حد قولهن.
وفي تقرير لصحيفة “ذا تايمز” (The Times) البريطانية نقل شهادات لمجموعة من المشجعات الإنجليزيات اللواتي رافقن منتخب بلادهن إلى الدوحة، أكدن فيها عدم تعرضهن لأي مضايقات، ووصفن ملاعب قطر المونديالية بأنها ملائمة أكثر للنساء لمشاهدة المباريات مقارنة بما يجري في بلادهن.
ونشرت وكالة الأنباء الألمانية (DPA) تقريرا، قالت فيه إن “قطر واصلت الأداء البطولي والاستثنائي في كل المراحل والأيام، لأول نسخة من المونديال تقام في العالم العربي. وهو ما نجحت فيه حتى الآن، وفقا لآراء المشجعين والمشجعات الموجودين على أرضها للاستمتاع بفعاليات البطولة، وصولًا إلى دخول الملاعب ومناطق احتفالات المشجعين والتنزه، موفرة -أيضًا- تجربة آمنة خاصة للمشجعات، وهو ما حظي بإشادة على نطاق واسع”.
اللاعبون المغاربة .. تميز وإلهام
حظيت القيم التي أشاعها لاعبو المنتخب الوطني المغربي في بطولة كأس العالم بقطر باهتمام الإعلام الدولي، الذي أفرد صفحات ومقالات للحديث عنها والتوصية بقراءتها بشكل فاحص للتخلي عن النظرة الدونية والصور النمطية عن المسلمين.
ودعت صحيفة “الغارديان” البريطانية إلى الاستلهام من تمسك اللاعبين المغاربة بالخصال الإسلامية، موضحة أن متابعة لاعبي المنتخب المغربي في مونديال قطر وهم يؤدون جوانب مختلفة من معتقداتهم الإسلامية على الملعب بمعية أمهاتهم تدعو إلى البهجة والسرور.
التحام عربي وإسلامي
وأكدت صحيفة “الغارديان” أن منتخب المغرب باعتباره بلدا عربيا وإسلاميا وأفريقيا في آن واحد، قدم حالة من التجانس بين أفراده، إضافة إلى تمسكهم بتعاليم الدين الإسلامي لتقديم صورة حقيقية عنهم وتحطيم الصورة التي أرادها ولا يزال يريدها الغرب.
و ظهر للعالم جليا خلال هذا المونديال حجم الالتحام والوحدة التي ظهر بها العالم الإسلامي، ورفع العلم الفلسطيني والدعاء والصلاة والسجود والتضامن والتعاون، حيث توحدت الأمة الإسلامية جسداً واحداً لدعم المنتخب المغربي، خاصة وأن بعض اللاعبين في المنتخب المغربي قد ولدوا وترعرعوا في الدول الغربية، رغم ذلك أظهروا ولاء لبلدهم المغرب ولقيمهم الإسلامية، بالإضافة إلى إظهار اعتزاز عدد من مغاربة المهجر من مشاهير ونجوم في مختلف المجالات على حساباتهم الرسمية في منصات التواصل الاجتماعية باعتزازهم وافتخارهم بأصولهم المغربية وقيمهم الإسلامية.