مهندس متخصص يكشف أحد أسباب فاجعة فيضانات أسفي

كشف مهندس دولة المتخصص في هندسة المياه عبد اللطيف سودو عن أحد الأسباب الكامنة خلف تدفق المياه بكثافة في وادي الشعبة بمدينة آسفي بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة الأحد الماضي وتوفي على إثرها 37 شخصا، انطلاقا من فيديو يوثق الخطأ الجسيم الذي ارتكب وكان له أثر سلبي أثناء الفيضانات.
وأشار المهندس إلى وجود كثلة خرسانية صناعية بأشكال هندسية متنوعة تسد منفذ وادي الشعبة إلى البحر وتُستخدم لإنشاء دروع فعالة، مثل الأكروبود، كور لوك، دولوس، إكس بلوكس، لتبدد طاقة الأمواج بفضل شكلها الفريد الذي يجعلها تتداخل.
وأوضح سودو في تدوينة له على حسابه الرسمي في “فيسبوك” أن هذه الكثل تشكل درعا يعمل على تبديد طاقة الأمواج وتقليل تأثيرها على الساحل، مما يحمي البنية التحتية الساحلية ومنها الطريق، وتُصنع حسب الطلب (غالبًا بالأطنان) باستخدام قوالب معدنية محددة لتناسب الظروف المحلية.
وأضاف خريج المدرسة الحسنية للأشغال العمومية بخبرة 34 سنة: “هذه الكثلة ليس مكانها داخل المنفذ، ووجود الكثلة في المنفذ يعوق التدفق الطبيعي للمياه، لأنها ساهمت بضعف صبيب الماء داخل المنفذ لأقل من 10٪، وتصل إلى 1٪ إذا ما علقت ما يحمله الماء بين الكثلة الخرسانية وجوانب المنفذ”.
وخلص إلى أن هذا كله أثر على منفذ الماء وجعله يتجمع قبل المنفذ في الساحة، وساهم في ارتفاع منسوب الماء داخل المدينة العتيقة، وبالتالي أصبح هناك فخ لمن لا يعرف السباحة، لأنه ببساطة سيغرق وسط البحيرة الاصطناعية نتيجة تجمع المياه.
وتساءل سودو عن أسباب غياب صيانة للمنفذ وإزالة الكثلة الخرسانية، والمسؤول عن وضع الكثلة داخل المنفذ، أو بفعل فاعل أو قوة الأمواج عبر الزمن، معتبرا أنه في كل الحالات هذا خطأ جسيم ستقوم النيابة العامة بدورها لتحليله وترتيب المسؤولية.




