مهرجان “ذكرى إحراق المسجد الأقصى” يناقش دور العلماء في الدفاع عن المقدسات
نظمت المبادرة المغربية للدعم والنصرة بتنسيق مع حركة التوحيد والإصلاح فرع سلا مهرجانا إلكترونيا، أمس الخميس 22 غشت 2024، تحت شعار “ذكرى إحراق المسجد الأقصى ودور العلماء في استنهاض الأمة للدفاع عن أولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
وانطلق المهرجان بكلمة للمرابطة المجاهدة المغربية عائشة المصلوحي، والتي اعتبرت أن ذكرى إحراق المسجد الأقصى تزيدنا ألما مع مرور الأعوام ولا زال مسرى الرسول وأولى القبلتين إلى اليوم يرزح تحت الاحتلال.
وأوضحت المتحدثة أن المغاربة في الأقصى يزدادون تجذرا في أرضهم كسلفهم منذ عهد صلاح الدين الأيوبي، ولازالوا يعيشون بجانبه في زاوية لهم بعد أن دمر الاحتلال “الإسرائيلي” حي المغاربة بأكمله في نكسة 67.
وأكدت المتحدثة أن الشعب الفلسطيني كله إيمان بالفرج القريب خاصة بعد “طوفان الأقصى”، مشيرة إلى أن الحق لا يسقط بالتقادم، وأن أجيال اليوم لا زالت تحمل مسؤولية الدفاع عنه.
من جهته، ركز أوس رمال رئيس حركة التوحيد والإصلاح في كلمته، على أهمية دور العلماء منبها إلى تلبيسات البعض منهم فيما يتعلق بالتطبيع حيث تم إبرام ميثاق بين الكيان وبعض الدول العربية والإسلامية وذلك لتكبيل يديها فلا تعمد إلى نصرة الفلسطينيين، مشيرا أن هذا يخالف ما أمر به الله تعالى من واجب النصرة للمسلمين فيما بينهم ولذلك وعدهم بالنصر المبين، واصفا إياه بالميثاق الفاسد.
وأشار إلى أن التلبيس الثاني هو تقديم التطبيع على أن فيه خير باعتباره علاقة تفتح باب الحوار والذي يمكن أن يكون فيه مصلحة للفلسطينيين، وأن من هو ضد التطبيع ويتظاهر فهو يريد الحرب، متسائلا عن شرعية الاتفاق مع من يقتل ويدمر ويعتدي على حقوق الغير.
ونوه رمال بدور العلماء على مر تاريخ الإسلام حيث تركز دورهم في تحفيز الناس وتحريضهم على الجهاد في سبيل الله بما أوتوه من جهد وبما تيسر لهم من سبيل لأنهم حملة مشعل الرسول وهم الذين ورثوا منه العلم.
واعتبر محمود النفار عضو هيئة علماء فلسطين، أن الحريق لازال مشتعلا في المسجد الأقصى وفي القدس وغزة وفي الخليل، وأنه أخدود القرن والعشرين الذي أتى على 50 ألف شهيد و100 ألف جريح وعشرات الجرحى والمفقودين والأيتام والثكلى وآخرون أخرجوا من ديارهم بغير حق، مشيرا إلى أن الحكومة اليمينية المتطرفة هي امتداد طبيعي لحادثة إحراق المسجد الأقصى وانتساب بديهي للمجرم الذي قام بفعلته الشنيعة تلك.
وأضاف المتحدث أن الحريق يهدف إلى تقسيم أماكن السيادة في المسجد، وتهويد أكبر قدر من مساكن أصحاب الأرض لإخراج أهلها منها، مقابل بناء الديار والطرق والحدائق للغزاة، منوها أن إطفاء هذا الحريق سيكون بفريضة الجهاد على أيدي أبناء الأمة الإسلامية المباركة.
وتركزت كلمة الدكتور محمد عز الدين توفيق حول الحديث عن دور العلماء والذي يتمثل في التبيان للمسلمين ثم للناس حقيقة هذه الأرض المقدسة، باعتبارها وقفا إسلاميا وفيها مسجد هو أولى القبلتين ومسرى الرسول وأن ولايته للمسلمين وأن الصلاة فيه تفضل عن غيره من المساجد.
وأضاف عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، أن العلماء يبينون وضع المدينة والمسجد اليوم باعتبارها وضعا شاذا بعد تقسيمها واحتلالها وضياعها في 67 وإحراق المسجد الأقصى في 69، وهو وضع غير قابل للاستمرار، موضحا أن على العلماء يبينوا أن تحرير فلسطين يكون بالأيدي المتوضئة والجباه الساجدة.
وأشار المتحدث إلى أن للعلماء مهمة أخرى وهي الرد على الباطل ومنها دعاوى الاحتلال بأنها أرضهم والسردية التاريخية التي يحرفون بها الحقائق ويمهدون بها ما يسعون له من إقامة الهيكل المزعوم، وكشف كل الأدلة القانونية التي تثبت أن المسجد حق خالص للمسلمين، مع التأكيد على رفض التطبيع واعتبار كل الاتفاقيات معه باطلة شرعا ولا تساوي الحبر الذي كتبت به.
من جانبه، أكد الشيخ حسن الكتاني أن العالِم سيفه لسانه وقلمه، فهو من يبين للناس أحكام الدين ومكانة الشهيد والشهداء وهو الواقف على حدود الله، مشيرا إلى أن كل الأمراء الذين دافعوا وحاربوا وحرروا المسجد الأقصى كالمجاهد صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس وقطز كان معهم العلماء في صدارة المعارك.
واعتبر الكتاني أن طوفان الأقصى هو امتحان لعلماء الإسلام ليقوموا بما أمرهم الله من الصدع بالحق وتبيان ما يحصل لإخواننا هناك خاصة وأنهم قاموا للدفاع عن المسجد الأقصى بعد ما تعرض له مرارا وتكرارا من هجمات كان منها إحراقه قبل 55 سنة.
واختتم المهرجان بكلمة لرشيد فلولي منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة، حيث أكد على أن دور العلماء يبقى مهما باعتبارهم منارات للهدى، في ظل ما تشهده الأنظمة الرسمية من تخاذل وعجز، وأن دورهم هو تحريض الأمة واستنهاضها للذوذ عن المقدسات.
وأكد على ضرورة إسناد أهلنا في فلسطين باعتبارهم رأس الحربة في هذه المعركة، مستحضرا التضحيات التي يقدمها الفلسطينيون في الضفة وغزة والقدس.
ونوه فلولي بارتباط الشعب المغربي بالمسجد الأقصى، موضحا أنه يخرج يوميا من أجل مناهضة التطبيع الذي يسيء للارتباط التاريخي بين المغرب وفلسطين.
موقع الإصلاح