“مهرجان الطفولة والشباب” يؤكد أهمية التوريث الاستراتيجي للقضية الفلسطينية بين الأجيال

شارك 42 إقليما وفرعا لحركة التوحيد والإصلاح في مهرجان الطفولة والشباب لنصرة القدس وفلسطين مساء أمس الأحد بتقنية التناظر عن بعد تحت شعار “مع القدس وفلسطين حتى النصر والتحرير”.

واستضافت قاعة عبد الله بها بالمقر المركزي لحركة التوحيد والإصلاح عددا من القيادات الوطنية، فيما تم ربط الاتصال المرئي مباشرة مع قيادات فلسطينية، ومع عدد من فروع وأقاليم والحركة التي نظمت أنشطة موازية تزامنا مع المهرجان الذي يشرف عليه قسم الطفولة والشباب.

وقال نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح الأستاذ رشيد العدوني خلال كلمة له بالمهرجان أن الحضور الكبير خلال هذه الفعالية، دليل على الموقف الحقيقي والراسخ للشعب المغربي المتلاحم والداعم للقضية الفلسطينية وهو تجسيد للأخوة والتلاحم بين الشعبين.

ونوه العدوني في كلمته إلى أن المهرجان يدل أيضا على مركزية القضية الفلسطينية عند حركة التوحيد والإصلاح، خصوصا وأن شعار “مع القدس وفلسطين حتى النصر والتحرير” جاء ليجسد دعم الشعب الفلسطيني حتى اندحار العدو الصهويني لأن القضية عادلة والحق بازغ والباطل زهوق مهما علا والنصر قريب.

 

واستحضر نائب رئيس الحركة عددا من السياقات التي يأتي فيها هذا المهرجان منه الذكرى 56 للنكبة، وهي مناسبة لإحياء الذاكرة لمختلف الأجيال لفضح الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني، ثم سياق اليوم المتمثل في التزييف والتلبيس تحت مسميات عديدة منها التطبيع والتسامح والسلام وخطابات مضللة، لذلك لا يمكن الحديث عن تطبيع مع كيان عاش التقتيل والتيئيس والتهجير في حق الشعب الفلسطيني.

وركز العدوني في مداخلته على أهمية توريث القضية للأجيال المقبلة، ودعمها باعتبارها قضية وطنية مركزية وأن الشعب المغربي لديه كامل الوعي بالتلبيسات الحالية وسيبقى صامدا في دعم القضية، معتبرا أنه من بين مقاصد الحركة هو إقامة الدين على مستويات من بينها الأمة والقضية الفلسطينية من مقتضيات هذا المقصد لذلك تشتغل عبر مبادرات، وائتلافات ووقفات وفعاليات من أجل ترسيخ هذا البعد وكذلك شبابها في عدد من المحطات.

ووجه العدوني رسالة إلى شباب الحركة بضرورة وضع جدول أعمال جديد بعد هذا المهرجان بمثابة برنامج فردي وجماعي من خلال الانخراط في مبادرات لدعم القضية، وفضح المطبعين ومسار التطبيع الذي لن يجلب لبلدنا سوى الخراب، وموقف الحركة ثابت في دعم ومساندة النضال الفلسطيني حتى النصر والتحرير.

المرابطة الفلسطينية هنادي الحلواني حذرت من جهتها في اتصال مباشر من ساحة المسجد الأقصى المبارك من مخططات جماعات الهيكل، وقالت إن الله اختارنا ووضع لنا إرثا لكي ندافع ونقدم دماءنا من أجل الأقصى رغم هدم منازل المرابطين والمساجد والمقابر وتدميرها.

ونوهت هنادي بالمهرجان الذي تنظمه الحركة بمشاركة وازنة من مختلف فروعها وأقاليمها بربوع المملكة، مؤكدة أنه رسالة للفلسطينيين والمرابطين أنهم ليسوا وحدهم، وأن باب المغاربة الذي ينكل به العدو صباح مساء هو إرث للمغاربة.

وجددت المرابطة المقدسية العهد على الثبات في الأقصى والصمود والمقاومة ضد أي اعتداء للعدو الصهيوني، وأن النصر قريب وهذا المشروع زائل لا محالة، بمزيد من النصر والصبر والتحمل وهذا النشاط دليل على أننا لسنا وحدنا، وحركة التوحيد والإصلاح دائما سباقة لأي خطوة في دعم القضية ونصرتها.

وذكرت هنادي في نهاية كلمتها بأهمية تعزيز خيار مقاومة التطبيع لدى الشباب، والحضور الرقمي للدفاع عن فلسطين انسجاما مع شعار المهرجان “مع القدس وفلسطين حتى النصر والتحرير”.

وفي مداخلة للمفكر المغربي أبو زيد المقرئ الإدريسي، أكد على أهمية التوريث الاستراتجيي للقضية الفلسطينية لتبقى حية وراسخة ومرتبطة بخلفيتها وأهمية القراءة والمعرفة في ذلك، مقترحا بعض المراجع المهمة من أجل تحقيق هذا الهدف ووضع طموح من أجل حمل الأجيال المقبلة هذه الرسالة.

وجدد الإدريسي رفضه لمقايضة الصحراء المغربية بالقضية الفلسطينية، خصوصا وأن الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه منذ زمان بعيد، والذين يجعلون العدو الصهيوني أكثر وقاحة هم المطبعون الذي يتواطئون ويهددون الفلسطينيين باسمنا من نكبة جديدة وليس كما كان قبلا من خلال اقتصاره على تواطئ الأمم المتحدة فقط.

ودعا المفكر الإسلامي إلى ضرورة تحصين الأمة من خلال بناء الوعي الاستراتيجي بطبيعة العدو، وبناء الوعي الشرعي والتاريخي والسياسي على الرغم من أن المقررات الدراسية محاصرة في ذلك، يمكن بناءه في الأسر والحركات الإسلامية والهيئات المدنية المدافعة عن القضية.

كما طالب المقرئ الشباب بضرورة النضال من أجل الديمقراطية والحرية وفرض الرأي العام للأمة، ومناهضة جميع أشكال التطبيع خاصة الثقافي والجامعي والفلاحي والزراعي والأمن المائي، كما نوه أيضا بضرورة العناية الخاصة والدقيقة بالخطباء والوعاظ، وأن يقوموا بدورهم فيما هو متاح في الوعظ والإرشاد في القضية.

ودعا أبو زيد إلى تحصين الأسرة المعقل الأخير في فلسطين، والسعي لإطفاء نار الفتنة داخل الأمة كما هو حاصل في مواقع التواصل بين المغاربة والجزائريين الذين هم في الأصل شعب واحد. وطالب كافة المنابر الإعلامية والدعوية والفكرية للقيام بدورها في دعم القضية.

ومن جهته، أكد رشيد فلولي منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة أن أطفال اليوم سيشكلون غدا جيل التحرير والنصر وتخليص الأقصى من دنس الصهاينة، موجها التحية في الآن ذاته لأطفال فلسطين، و حث على الاستمرار في مثل هذه الفعاليات وعدم تحقيرها في نصرة القضية ودعمها الكبير لإخواننا في الأقصى الذين يحسون بها أنهم ليسوا وحدهم.

وعن شعار المهرجان، اعتبره فلولي تعبيرا  عن الحق في إحياء الذاكرة لدى الأجيال، لأن الصهاينة حاولوا هدم الذاكرة لأكثر من ألف سنة، وشباب اليوم معول عليهم مستقبلا في حفظ هذه الذاكرة لأن القدس أمانة في أعناقهم حتى النصر والتحرير.

وعبَّر منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة بالمناسبة هم إدانة المبادرة الشديدة لاستقبال مجرم الحرب رئيس كنيست العدو بالبرلمان المغربي وإدانة من استقبله من وزراء ومسؤولين في الوقت الذي يجب أن يتم محاكمته على جرائم الحرب التي اقترفها في حق الشعب الفلسطيني.

وجدد فلولي مرة أخرى على أهمية بناء الذاكرة والوعي بها باعتبارها جزءا من تحقيق التحرير، وأن التطبيع اليوم هو محاولة سرقتها، ومهما كانت درجة التطبيع فالشعب المغربي ضده والمجرمين لم يكونوا أبدا أصدقاء للمغاربة وقريبا ستمحى هذه الصورة البئيسة.

وفي كلمة لبشار زغموت مسؤول الشباب بالائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين ، ركز في اتصال مباشر معه من تركيا على الدور الذي يقوم به الشباب خاصة المرابطون في الأقصى،  وأن كل الشباب لهم دورهم ومسؤوليتهم في الدفاع عن القضية الفلسطينية ويجب أن يكون لهم برنامجهم، مستحضرا  في هذا الإطار مشروع “حراس 144” الذي يشتغل عليه الائتلاف الموجه للشباب الراغب في الدفاع عن الأقصى والتعريف بالقضية.

ودعا زغموت الشباب إلى الانخراط في هذا المشروع الذي له دور كبير في إعداد الشباب لخدمة الأقصى وفلسطين في العالم الإسلامي، للتعريف بالأقصى ومخاطر التهويد التي تتهددها من قبل العدو الصهيوني، وإثباتهم أنهم حماة للأقصى بالعلم والجهد والوقت.

مسؤول قسم الطفولة والشباب بحركة التوحيد والإصلاح، عبد اللطيف تغزوا أكد من جانبه ن في كلمته أن مشاركة أطفال من 42 إقليما وفرعا للحركة إشارة إلى أنهم يمثلون أطفال المغرب عبر ربوعها في دعم القضية الفلسطينية.

وقال تغزوان، إن من بين رسائل المهرجان هو أن البرامج التطبيعية لا يمكن أن تغير أن أطفال المغرب دائما مع فلسطين في كل المحطات، وسيظلون دائما مع القدس وغزة وكامل فلسطين، وشعار “مع القدس وفلسطين حتى النصر والتحرير” سيظل دائما شعارا موحدا.

وعرفت فعاليات مهرجان الطفولة والشباب لنصرة القدس وفلسطين ربط الاتصال بعدد من الفروع والأقاليم من بينها من الصحراء المغربي فرع السمارة وإقليم الصحراء (الداخلة) وإقليم باب الصحراء (كلميم)، بالإضافة إلى إقليم أنفا وإقليم القنيطرة بعرض عدد من الفقرات الإنشادية والأبيات الشعرية لأطفال وشباب الحركة، فيما وزعت الجوائز في إقليم أكادير على الفائزين بدوري باب المغاربة.

وأهدى الطفل زيد العدوني كلمة لأطفال فلسطين تدعو المسلمين إلى تطوير علاقتهم والتعاون على تحرير فلسطين وتؤكد على الفلسطينيين أنهم ليسوا وحدهم والمغرب في صحرائه حتى تحرير فلسطين، فيما اختتمت فعاليات المهرجان بترديد قسم العهد الأبدي لنصرة الأقصى وفلسطين وتلاوة الفاتحة على روح شهداء القضية الفلسطينية.

موقع الإصلاح

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى