من الهدايات المنهاجية في سورة “الفرقان” – عبد الحق لمهى

في المجلس الخامس عشر والأخير من مجالس القرآن لسورة الفرقان، والمعنون ب ” في مقام الانتساب إلى مدرسة ” عباد الرحمان” [1]وتحديدا الفصل الثالث منه والذي اندرج ضمن عنوان” في معارج التخرج ” عرض الدكتور فريد الانصاري  رحمه الله  كلمات الابتلاء لهذا المجلس، وهي قوله تعالى ” وَالذِينَ لَا يَشْهَدُونَ اَ۬لزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّواْ كِرَاماٗۖ (72) وَالذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّواْ عَلَيْهَا صُمّاٗ وَعُمْيَاناٗۖ (73) وَالذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنَ اَزْوَٰجِنَا وَذُرِّيَّٰتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٖ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماًۖ (74) ا۟وْلَٰٓئِكَ يُجْزَوْنَ اَ۬لْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةٗ وَسَلَٰماً (75) خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاٗ وَمُقَاماٗۖ (76) قُلْ مَا يَعْبَؤُاْ بِكُمْ رَبِّے لَوْلَا دُعَآؤُكُمْۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاما (77).” سورة الفرقان “. وسيرا على منهجية في مدارسة السور القرآنية تناول الأنصاري البيان العام للآيات السالفة الذكر، وهو عبارة عن تفسير مختصر لمعانيها انطلاقا من كتب التفسير وغيرها من الكتب المفيدة لفهم معاني الآيات.

وفي الخطوة الثالثة، بعد عرض كلمات الابتلاء والبيان العام، ساق أستاذ علم أصول الفقه بالمغرب في حياته، مجموعة من الهدايات المنهاجية المستنبطة من الآيات أعلاه، ومن تلك الهدايات المنهاجية أنه قال “بأن الاشتغال الدعوي ببناء الأسرة المسلمة، وحفظ هويتها، وإعطائها الأولوية في تجديد الدين على المستوى الاجتماعي. ومعلوم ما يبذله الغرب اليوم من مجهودات جبارة في سبيل تحريف مسار الأسرة المسلمة، وتدمير خصوصياتها الحضارية، وانتمائها الإسلامي، بما يجعلها قابلة للابتلاع العولمي الاستعماري المتوحش، والمدمر للبلاد والعباد.

فالعمل الأسري ـ يضيف رحمه الله ـ اليوم على مستوى الدعوة والإصلاح يعتبر من أهم المواقع الجهادية بمفاهيم القرآن وكلماته، فذلك حصن من الأمة الأعظم اليوم لو  ينهار في موطن ما ـ لا قدر الله ـ فلن تبقى للمسلمين في ذلك الموطن بقية، فما أعظم أن يشتغل الدعاة العاملون في الصف الإسلامي ببناء مجالس القرآن الأسرية وإن في ذلك ما فيه من الضمان والأمان للأسرة، والتجديد لنسيجها العمراني على موازين القرآن؛ بما يحفظها محمية محصنة، ويجعلها أقوى من أن تدمرها وسائل الاعلام ؛ أو تخرقها قيم الغرب، وأفكاره المدمرة للنسيج الاجتماعي ولسائر القيم والأخلاق” [2]

مما سبق ذكره، يتأكد مركزية الأسرة في الفعل الدعوي الإصلاحي في كل زمان ومكان، ومنه فإعطاء هذه القضية موقعا هاما في مشاريع الإصلاح يعد من الرشد الدعوي اليوم.

 

هوامش: 

[1] ـ مجالس القرآن مدارسات في رسالات الهدى المنهاجي للقرآن الكريم من التلقي إلى البلاغ، الجزء الأول، فريد الانصاري، ص274 وما بعدها،

[2] ـ مجالس القرآن مدارسات في رسالات الهدى المنهاجي للقرآن الكريم من التلقي إلى البلاغ، الجزء الأول، فريد الانصاري، ص275 وما بعدها

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى