المسجد الأقصى بعد السابع من أكتوبر.. الصهانية يكثفون الاعتداءات و الاقتحامات
يتعرض المسجد الأقصى إلى هجمة غير مسبوقة منذ السابع من أكتوبر 2023 عقب اندلاع معركة “طوفان الأقصى”. وعرف المسجد اقتحامات بأعداد كبيرة وأداء كافة طقوس الهيكل، فيما فرضت قوات الاحتلال وأذرعه المختلفة حصارا مطبقا على مدينة القدس المحتلة من خلال فصل البلدة القديمة عن أجزاء القدس الأخرى، إضافة إلى شن حملات الاعتقال بحق المقدسيين، وهدم منازلهم.
وأفادت محافظة القدس يوم الأحد 22 شتنبر 2024، أن نحو 48 ألف مستوطن ومتطرف يهودي اقتحموا المسجد الأقصى منذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر، وهو عدد يقارب مجموع الذين اقتحموا المسجد خلال عام 2023، كما أعلنت استشهاد 71 فلسطينيا من القدس أو على أرضها خلال الفترة نفسها.
وحسب التقارير الأسبوعية لمؤسسة القدس الدولية حول تطورات الأحداث والمواقف في القدس، سجلت المؤسسة بعد أسبوع من الطوفان تصاعد الاقتحامات حيث بلغ عدد مقتحمي الأقصى 1332 مستوطنا، فيما استمر هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، وإجبار عدد منهم على هدم منازلهم ذاتيا تجنبا للغرامات الباهظة.
وبعد سنة من طوفان الأقصى، تستعد أذرع الاحتلال اليوم لتصعيد العدوان على القدس والأقصى بمناسبة قرب الأعياد اليهودية في الأسبوع الأول من أكتوبر المقبل، وذلك بعد أن أعلنت واحدة من المنظمات المتطرفة توفيرها حافلات مجانية لنقل المقتحمين من المستوطنات إلى المسجد الأقصى بهدف رفع أعداد المقتحمين بالتزامن مع هذه الأعياد.
وخلال الأسبوع الماضي، وضعت سلطات الاحتلال أساسات بناء مصعد كهربائي لتسهيل اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، ويمتد المصعد من “الحي اليهودي” الاستيطاني إلى حائط البراق المحتل، وسيخصص للمستوطنين المعاقين وكبار السن لتسهيل اقتحامهم للأقصى.
يضاف إلى ذلك ما تقوم به قوات الاحتلال ومستوطنيه من انتهاكات متعددة من تجريف أراض، وحرق حقول الفلسطينيين، والاعتداء على أراضيهم ومصادرتها، في محاولة مستمرة لتهويد المدينة المقدسة.
ويتعرض المسجد الأقصى والقدس في ظل العدوان المتواصل منذ سنة على قطاع غزة والضفة المحتلة لأبشع الانتهاكات وتزداد المخاطر المحدقة به في ظل تصاعد وتيرة الأنفاق والحفريات أسفله وفي محيطه، وهي الانتكاهات التي تشهدها المدينة منذ احتلالها سنة 67.
ويواجه المسجد الأقصى تهديدا وجوديا هو الأكبر في تاريخه، مع تكثيف الطقوس الدينية والممارسات الاستفزازية من قِبَل الجماعات اليهودية المتطرفة، والتي تزيد وتيرتها مع موسم الأعياد اليهودية التي تعد الأطول زمنيا.
ويمتد موسم الأعياد اليهودية هذا العام من 3 إلى 24 أكتوبر، ويتزامن مع الذكرى الأولى لعملية “طوفان الأقصى”، وبالتالي قد يكون من أكثر المواسم عدوانا على الأقصى، حيث تنظر القيادة “الإسرائيلية” إلى هذه الذكرى كمناسبة لمحاولة حل ما تسميه “عقدة 7 أكتوبر”.
وبداية شهر شتنبر الماضي حذرت محافظة القدس من أن الاحتلال يضيق الخناق ويضع العراقيل لمنع الوصول إلى الأقصى المبارك، ويوفر الغطاء الكامل للمستوطنين لأداء ما تسمى بـ”طقوس تلمودية”، منبهة إلى أن هذه الممارسات ما هي إلا مقدمة لفرض واقع جديد على الأرض تمهيدا لتقسيم المسجد مكانيا.
وقد عمد الاحتلال إلى تعميق حربه ضد القدس في أبعاد عدة، يمكن اختصارها في العناوين الآتية: حصار المسجد الأقصى، عمليات الإعدام والاعتقال والترهيب، استهداف التعليم وطلبة المدارس، تهديد البيوت الآمنة وقطع الأرزاق من خلال عمليات الهدم المتواصلة، بل وخنق الحياة اليومية في أدّق تفاصيلها.
وأخطر هذه العناوين توسيع المشاريع الاستيطانية، وهي واحدة من السياسات التي لا تتوقف أو تتعطل أيا كان الظرف، باعتبار أن كيان الاحتلال قائم في جوهره على السعي الدائم للتوسع والتمدد، بل ذهب بعيدا في مشاريع الاستيطان بالقدس منذ طوفان الأقصى، منها ما اعتُبر غير مسبوق منذ أكثر من 10 سنوات.