ملصقات عنصرية ضد المسلمين تثير موجة غضب واسعة بفرنسا
أثارت ملصقات عنصرية في شوارع مدينة أورليان الفرنسية موجة غضب واستنكار واسعين، لتضمنها رسائل تحريضية صريحة على المسلمين، مما يعكس تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا بشكل مقلق في البلاد.
ووضعت هذه الملصقات على أعمدة الإنارة في محيط جامعة أورليان، وتضمنت عبارات صادمة مثل: “لقد دخلتَ منطقة ممنوعة على المسلمين”، إلى جانب رموز دلالية تحظر الحجاب، الصلاة في الأماكن العامة، اللحية، الذبح الحلال، بل وحتى مجرد الوجود الإسلامي.
وفي أسفل الملصق كتب بوضوح: “مجتمع أفضل بدون مسلمين”، إلى جانب عنوان موقع إلكتروني يعود إلى متجر معروف بارتباطه بجماعات يمينية متطرفة، يُروّج لمنتجات تحمل رموزا نازية ومعادية للأجانب.
انتشار الصور على مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة أثار موجة غضب عارمة، وحرّك السلطات المحلية لفتح تحقيق فوري في القضية. وأعلنت النيابة العامة في مدينة أورليانز الفرنسية، الخميس الماضي، عن فتح تحقيق بتهمة “التحريض على الكراهية على أساس الدين” عقب اكتشاف ملصقات معادية للمسلمين في وسط المدينة وفي جامعة أورليانز، الأربعاء.
وقالت المدعية العامة في أورليان إيمانويل بوتشينيك-بورين لوكالة فرانس برس “لقد فتحنا تحقيقا بتهمة التحريض على الكراهية على أساس الدين “. وقد تم تكليف دائرة الشرطة القضائية المحلية في أورليانز بالتحقيقات.
وتم تداول العديد من الملصقات على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وتم اكتشافها في وسط مدينة أورليان، وكان أحدها لا يزال مرئيًا حتى الأربعاء، وفقًا لصحفي وكالة فرانس برس. وكان يتضمن رسالة “منطقة محظورة على المسلمين” وتمت إزالته في وقت مبكر من صباح الخميس.
كما تم نشر رابط لموقع على شبكة الإنترنت، والذي أصبح غير قابل للوصول منذ ذلك الحين، ووجه الناس إلى متجر يزعم أنه يبيع الملابس لـ “القوميين والرؤوس الحليقة” على وجه الخصوص، وفقا لمعلومات من Ici Orléans ، والتي أشارت إلى أن رسائل Telegram “تشير إلى أن تاريخ النشر يعود إلى بداية شهر مايو” .
جامعة أورليان لم تكن بمنأى عن هذا التحريض، إذ تم العثور على العديد من الملصقات العنصرية داخل الحرم الجامعي. في بيان صحفي شديد اللهجة، أدانت الجامعة ما وصفته بـ”المظاهر المعادية للإسلام” في حرمها الجامعي مؤكدة التزامها الكامل بمناهضة جميع أشكال التمييز. كما أعلنت إصدارها قرارا فوريا بإزالة الملصقات ورفعت شكوى رسمية.
وقالت الجامعة في بيان لها، إنها اكتشفت “ملصقات معادية للإسلام في حرم أورليانز-لا سورس”، الأربعاء، مؤكدة أن “مثل هذه المظاهر الجامحة من التصريحات البغيضة لا يمكن التسامح معها”. وأشارت الجامعة إلى أنها لن تتردد في إحالة القضية إلى لجنة التأديب الداخلية إذا ثبت تورط أي من أفراد مجتمع الجامعة، ما يعكس موقفا حازما ضد محاولات نشر الكراهية داخل الأوساط الأكاديمية.
وأدانت مقاطعة لوار، التي أحالت الأمر إلى المدعي العام بموجب المادة 40 من قانون الإجراءات الجنائية، “بأشد العبارات نشر رسائل في أورليان تحرض على الكراهية أو العنف أو التمييز ضد المجتمع الإسلامي” ، وذلك في رسالة على موقع X.
وقالت البلدية لوكالة فرانس برس إن ” التقارير المقدمة من قبل المحضر ستتم بشكل منهجي عند اكتشاف كل ملصق وسيتم تقديم شكوى ضد شخص مجهول ” .
