مقترح لجنة حكومية بحظر الحجاب بمدارس الدانمارك يقابل برفض كبير
يعود مقترح حظر الحجاب في المدارس بالدانمارك إلى الواجهة بعدما أثارته عدة تيارات يمينية متطرفة مدفوعة بتوصيات من لجنة عينتها الحكومة خلال العام الحالي.
وحذّر المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن اقتراح اللجنة الحكومية الدنماركية بفرض حظر على ارتداء الحجاب في المدارس الابتدائية، ستكون له نتائج عكسية وخطيرة وتحريضية.
وكانت اللجنة الحكومية، أوصت بحظر الحجاب الإسلامي بالمدارس الابتدائية، ومنع إعفاء غير المسيحيين من حضور حصص الديانة المسيحية، وتعزيز التربية الجنسية للأطفال في المدارس الابتدائية، وتشديد رقابة المدارس الإسلامية المستقلة، بالإضافة إلى توصيات أخرى تتعلق بالرقابة الاجتماعية وتعليم الأمهات.
وقالت زعيمة حزب “الشعب الدنماركي” (يمين متطرف) بيا كيرسغورد لوسائل إعلام محلية “من غير المفهوم تماما أن نرى فتيات تتراوح أعمارهن بين 8و10 سنوات يرتدين الحجاب”.
وخلفت هذه التوصيات انقساما بين الأحزاب السياسية الدنماركية، حيث دعا مؤيدو الحظر إلى تطبيق النموذج الفرنسي الذي سبق أن طرحه اليمين القومي الدنماركي عام 2016، لكنه لم يحظ بالموافقة بعد اعتراض معظم الأحزاب. فيما رفضت شخصيات يسارية الدعوات الجديدة إلى حظر الحجاب واصفة هذه الخطوة بالاعتداء على الحريات.
وقالت زعيمة حزب “راديكال فينسترا” الدنماركي صوفي كارستن نيلسن إن “إجبار الفتاة على ارتداء الحجب أمر مبالغ فيه، لكن إذا كانت الدولة هي التي تجبرها على نزعه، فهذا أيضا اعتداء”.
ويحتاج تبني حظر الحجاب في الدنمارك من قبل التيارات اليمينية المتطرفة ليصبح قانونا إلى أغلبية برلمانية، ومن المحتمل عرضه للتصويت بعد الانتخابات القادمة لكنه في المقابل قد يصطدم برفض الشارع الدنماركي. وكشف استطلاع أجراء مركز فوكس ميتر Voxmeter lùgu مطلع الشهر الحالي أن 56 بالمائة من الدانماركيين يرفضون حظر الحجاب بالمدارس.
ولاحظت كبيرة مسؤولي الإعلام في المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان نور علوان، وجود اتجاه خطير متنام في الدنمارك وعبر أوربا يظهر كلما كانت الانتخابات وشيكة بأن تتلقى الأصول الإسلامية والعرقية الضربات.
وأثارت توصيات اللجنة المشار إليها جدلا في الأوساط السياسية والشعبية الدنماركية، كما عبر ما يقرب عن ستة آلاف متظاهر عن رفضهم للتوصيات في تظاهرة أمام مبنى البرلمان الدنماركي قبل أسبوع شارك فيها أعداد من الدنماركيين ومن غير المسلمين وذلك حسب ما نقله موقع “الدنمارك24”.
كما لاقت التوصيات حسب نفس المصدر، انتقادات كبيرة من العديد من الخبراء الدنماركيين الذين صرحوا بأن مثل هذا الحظر لا معنى له، فيما قامت عدد من النساء الدنماركيات بنشر صور لهن بالحجاب على منصاب التواصل الاجتماعي تعبيرا عن تضامنهن مع المسلمات وانتقادهن للتوصيات.
وأكدت رئيسة اللجنة، الحكومية كريستينا كرزيروسياك هانسن وهي رئيسة بلدية “هولبيك” تنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي (الحزب الحاكم) في رد مكتوب على موقع الإذاعة الدنماركية بقولها، هناك اتفاق واسع داخل اللجنة أن الأمر لا يزال مجرد مقترحات وقابل للمناقشة، مبدية ترحيبها بكل الحجج الجيدة المؤيدة والمعارضة لهذا المقترح، لكن في النهاية -تضيف- الأمر متروك للسياسيين في كريستيانبورغ (البرلمان الدنماركي).
مواقع إعلامية -بتصرف