مقبرة إسلامية جديدة لمواجهة أزمة القبور في ألمانيا
يعاني المسلمون في ألمانيا من نقص في المقابر المخصصة لدفن موتاهم وفق الطقوس الإسلامية. ويتم بناء مشروع جديد لمقبرة إسلامية في مدينة فوبرتال الألمانية قد تصبح نموذجا مثاليا لمواجهة هذا النقص.
وبخلاف ما كان عليه الأمر سابقا، فإن عدد المسلمين في ألمانيا الذين يعبرون عن رغبتهم في الدفن بالبلاد التي عاشوا فيها يتزاير باستمرار، وهو ما أكده سمير بوعيسى رئيس جمعية “المقابر الإسلامية في فوبرتال” البالغ من العمر 50 عاما (هاجر مع والديه من المغرب إلى ألمانيا بعمر عامين واستقر في مدينة فوبرتال غرب ألمانياç.
- ألمانيا تستنجد بالمهاجرين لإنقاذ اقتصادها ومواجهة الشيخوخة27 نوفمبر، 2024
وقال بوعيسى في حوار مع DW “بدأنا بالعمل على مشروع مقبرة إسلامية في مدينة فوبرتال منذ 2008. ومنذ وقت طويل كان واضحا بالنسبة لنا بأن ألمانيا تحتاج إلى مقابر إسلامية”.
وتعتبر فكرة المقابر الإسلامية في مدينة فوبرتال أمرا رائدا على اعتبار أن المهاجرين المسلمين في البلاد افتقدوا لعقود طويلة لإمكانية دفن موتاهم في بلد إقامتهم بالطريقة التي تتماشى مع تعاليم دينهم وتقاليدهم. ويرجع ذلك لمجموعة من الأسباب فألمانيا كبلد استقبال لم تول الكثير من الاهتمام للموضوع، كما أن الولايات الألمانية والبلديات لم تهيئ الأرضية القانونية اللازمة لذلك.
واحتاج الأمر للكثير من النقاش العمومي حتى قامت أول ولاية ألمانية بالتخلي عن إجبارية الدفن في تابوت وسمحت بالدفن بالكفن فقط، وهي طريقة يشترك فيها المسلمون واليهود في دفن موتاهم. وذاد هذا الأمر أيضا من الضغط على البلديات لإيجاد مقابر ملائمة لهذا النوع من الدفن خاصة وأن الجزء المخصص لدفن المسلمين بالمقابر التابعة للبلدية باتت لا تكفي.
وفي الأسابيع القليلة الماضية وصلت تحذيرات من برلين، تفيد أن المقابر القليلة بالمدينة التي بها جزء مخصص لدفن المسلمين وصلت بالفعل إلى حدود طاقتها الاستيعابية. ولا يقتصر الأمر على برلين بل إن الكثير من المسلمين يضطرون منذ أعوام إلى دفن موتاهم في المدن المجاورة لغياب هذه الإمكانية في المدن التي يعيشون فيها، كما يؤكد بوعيسى.
وأكد بوعيسى في مقابلة مع DW أن المسلمين في مدينة فوبورتال لم يعودوا قادرين على دفن موتاهم في المدينة بسبب نقص المساحة، ويضطرون إلى اللجوء إلى مقابر في مدن مجاورة مثل إيسن أو سولينغن، ويوضح أن المسلمين يعيشون نفس الوضع أيضا في مدن أخرى مثل هيلدن وميتمان أو أجزاء أخرى من ولاية شمال الراين ويستفاليا.
ومنذ 2008 يحاول بوعيسى ونشطاء آخرون التغلب على مشكلة نقص أماكن الدفن المخصصة للمسلمين، ويقول بهذا الخصوص “هناك حاجة ماسة لذلك” خاصة مع تزايد عدد العائلات التي أصبحت تفضل دفن أقاربها بجانبها في بلدهم الجديد. وهذا هو السبب الذي جعل مبادرة إقامة مقبرة خاصة بالمسلمين في فوبرتال تحظى بقبول جميع الأحزاب في بلدية المدينة.
مواقع إعلامية