مقاومة الضفة الغربية تشتد وتتواصل – رامي أبو زبيدة
ارتقاء خمسة شهداء قرب قرية برقين شمال غرب جنين، وفي في منطقة بدو شمال غرب القدس وإصابة ضابط وجندي “بجيش العدو الإسرائيلي” بجروح خطرة الليلة الماضية خلال الاشتباكات، يؤكد أن خيار مواجهة الاحتلال والتصدي له ومقاومته بكل الوسائل هو الأقدر على إرباك الاحتلال وإجباره على وقف جرائمه، وما يحدث بالضفة الغربية يتطلب من السلطة إنهاء التنسيق الأمني مع الاحتلال، ووقف اللقاءات التطبيعية معه؛ لأن وجود التنسيق الأمني مع الاحتلال هو وصمة عار.
بالضفة الغربية باتت قوات الاحتلال الإسرائيلي، تواجه تحديا حقيقيا في العديد من المناطق وعلى وجه التحديد مدينة ومخيم جِنين. وهذه القوات حين تقتحم جنين وبعض المناطق، تُواجه مقاومين يطلقون الذخيرة الحية باتجاهها، وتندلع اشتباكات مسلحة. وبحسب إحصائيات فلسطينية، استشهد منذ مطلع العام الجاري (11) من شباب ومقاومي جنين، برصاص جيش الاحتلال. ويعرف مخيم المدينة بصلابته في مواجهة جيش الاحتلال، حيث خاض مقاوموه معركة ضارية.
المقاومة المسلحة في جنين ومخيمها تشهد تصاعدا مع كل اقتحام للاحتلال، وهو ما بدا واضحا خلال الأشهر الثلاث الماضية. وقد أشار المحلل العسكري في صحيفة “معاريف” (طال ليف رام) إلى أن اشتباكات مسلحة كهذه “تحولت إلى أمر اعتيادي. لا يوجد نقص في السلاح في المخيم، ويوجد فيه مئات المسلحين المنظمين.
ستعود وتتهيأ الظروف الممكنة لانطلاقة جديدة للمقاومة بالضفة – بعد زوال الأسباب القاهرة التي اضطرت المقاومة إلى الغياب عن المشهد – ستعود للقيام بواجبها بإذن الله تعالى، ولن تكل المقاومة أو تمل حتى إعادة الحق لأهله، وأهل الضفة ورجالها أصحاب تجربة وثقة فريدة مع مقاومتهم.
الأحداث الجارية في الضفة تشير إلى حقيقة مهمة، وهي أن أي مـقاومة وثورة في التاريخ الحديث والقديم، لم تشهد خطا بيانيا مستقيما للعمليات المسلحة والفعل المـقاوم، فهذا مستحيل تماما، بل كانت القاعدة هي اختلاف اتجاهات الخط البياني، فتارة يرتفع وتارة ينخفض الخط البياني تبعا للظروف الموضوعية.
إذا نظرنا إلى ما يجري في الضفة الآن فإن أول ما يلفت نظرنا هو تصريحات قادة الاحتلال، وهي تحدد حقيقة ما يجري، فقد نشر عدد من محللي المواقع والقنوات العبرية مؤخراً توقعاتهم حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها الضفة الغربية، حيث شهدت الضفة عدة عمليات وشهداء خلال الأسابيع القليلة الماضية وتوقعات الاحتلال بتصاعد العمليات المسلحة وعمليات إطلاق النار.
عندما يتحدث قادة الاحتلال أن الهدوء النسبي في الضفة مخادع، فهم يعلمون مدى قناعة أهلنا بالضفة بالمقاومة المسلحة، وأنها السبيل للتخلص من الاحتلال وعدوانه، وفشل كل المحاولات الحثيثة لترهيب المواطنين من الإقدام على أي عمل مقاوم، من خلال حملات الاعتقالات والتهديد.
الضفة هي الذخر الاستراتيجي للمـقاومة، وقوتها وتطورها يخدم مشروع المـقاومة والتحرير، ويقرب من زوال الاحتلال، فعندما تكون المقاومة الفلسطينية في الضفة بخير لن تنعم أي مدينة وأي شارع في العمق الصهيوني بالأمن، وعندما تكون المقاومة بالضفة بخير، لن يتجرأ المستوطنين من السير والعربدة في شوارعها، ولن تتمدد المستوطنات.
رامي أبو زبيدة