معرض الكتاب وسؤال الثقة بين الزوار والعارضين – حسن المرابطي
جرت العادة تنظيم المعرض الدولي للنشر والكتاب كل سنة، حيث كانت الدورة الثامنة والعشرين السنة الماضية 2023؛ كما أن المغرب مقبل على تنظيم الدورة التاسع والعشرين بالرباط ما بين 9 و19 ماي 2024، حسب ما أعلنت عليه وزارة الشباب والثقافة والتواصل؛ وبهذه المناسبة، نثمن الوفاء بتنظيم هذه المعارض والتي تساهم في نشر الثقافة وترسيخ ثقافة الكتاب في عصر طغت فيه التكنولوجيا التي أبعدت الناشئة عن الكتاب الورقي، فضلا عن أن مثل هذه المناسبات تلعب دورا هاما في الديبلوماسية الموازية.
وعليه، فإن تنظيم هذا المعرض عرف تسجيل ملاحظات كثيرة من طرف أغلب رواده، والتي تخص أثمنة الكتب على سبيل المثال؛ فضلا عن تسجيل بعض الفروق بين ثمن الكتاب المحدد في اللوائح المعروضة في الموقع وبين ثمنها في فضاءات البيع، والتي في بعض الحالات تكون مرتفعة مقارنة مع سعرها في المكتبات العادية خلال الأيام العادية.
غير أن أهم ملاحظة سجلت بهذا الخصوص هو عدم إشهار الأثمنة على أغلفة الكتب، مما يضطر معه الزوار كل مرة الالتجاء للمسؤول عن جناح دار النشر للاستفسار عن الثمن، فضلا عن فتح باب التشكيك في مصداقيتها، لاسيما أن الكثير من الزوار سجلوا تفاوت ثمن الكتاب الواحد لدى نفس الدار، الأمر الذي يجعلهم مضطرين اللجوء إلى التفاوض كل مرة مع مسؤولي الرواق، حتى إن تم تحديد ثمن الكتاب.
لكل هذا، فإن استقطاب أكبر عدد من الزوار والقراء، وإنجاح النسخ المقبلة يقتضي من دور النشر تحديد الأثمنة وتخفيضها قدر الإمكان، كما وجب على القطاع الوصي إجبار كل الناشرين إشهار الأثمنة حتى لا يفتح باب اللاثقة، ويسيء لسمعة المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي دأب المغرب تنظيمه، واستقطاب مختلف الناشرين من بقاع العالم.