مظاهرات في عشرات المدن الألمانية تطالب بحظر حزب البديل

شارك الآلاف أمس الأحد في مظاهرات ضد حزب البديل من أجل ألمانيا وللضغط على الساسة والحكومة للتحرك من أجل حظر الحزب الذي صنفته الاستخبارات الداخلية كحزب يميني متطرف، وهو ما اعترض عليه الحزب وطعن فيه أمام القضاء.
وتأتي المظاهرات ذلك بعد أن دعت أول أمس السبت كل من شبكة “معا ضد اليمين” ومبادرة “الدفاع عن الكرامة الإنسانية – حظر حزب البديل الآن”، وعدد آخر من منظمات المجتمع المدني، إلى تنظيم يوم عمل وطني مشترك.
وأقيمت المسيرة المركزية في العاصمة برلين عند بوابة براندنبورغ، وقدرت الشرطة عدد المشاركين في وقت متأخر من بعد ظهر بنحو 4000 شخص، في حين قدر المنظمون عددهم بنحو 7500 متظاهر. أما في مدينة ميونيخ، فقد خرج نحو 2500 شخص إلى الشوارع بحسب الشرطة. وبوجه عام، تم الإعلان عن تنظيم هذه المظاهرات في أكثر من 60 مدينة.
وتجمع المتظاهرون في أكثر من 60 مدينة من كولونيا إلى هامبورغ مرورا بالعاصمة تلبية لدعوة شبكة “معا ضد اليمين”. وكتبت الشبكة على موقعها “حزب البديل من أجل ألمانيا ليس حزبا عاديا وينبغي عدم التعامل معه على هذا الأساس. الآن هو الوقت المناسب لدرس حظره جديا”. وردد المتظاهرون “كلنا معا ضد الفاشية” حاملين لافتات مناهضة للحزب.
وطالب المنظمون الساسة (البرلمان ومجلس الولايات والحكومة الألمانية الجديدة) بالشروع فورا في إجراءات قانونية لحظر حزب البديل، مؤكدين في بيان لهم أن مسألة حظر الحزب ليست قضية سياسية، بل قانونية. وجاء في البيان: “لكن من أجل البت فيها، يجب على الساسة التحلي بالشجاعة لتقديم طلب رسمي لبدء إجراءات الحظر”.
وكان المكتب الاتحادي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) أعلن في مطلع الشهر الجاري عن تصنيف حزب البديل على أنه “حالة مؤكدة لحزب ذي مساع يمينية متطرفة”. وفي المقابل، طعن الحزب في هذا التصنيف بتقديم طلب مستعجل لدى المحكمة الإدارية المختصة في كولونيا. وحتى صدور قرار المحكمة، علقت الاستخبارات الداخلية هذا التصنيف الجديد، وتواصل في الوقت الحالي اعتبار الحزب مجرد “حالة مشتبه بها”.
وقال المنظمون للتظاهرات، إن حزب البديل “خطر ملموس” لكن يمكن إيقافه، مشيرين إلى أن هذا ما ينص عليه القانون الأساسي (الدستور) وطالبوا بعدم الوقوف موقف المتفرج والانتظار قائلين: “علينا أن ندافع عن الديمقراطية والحقوق الأساسية”.