مشعل: نرفض منح القوة الدولية صلاحيات تمس سكان غزة أو سلاح المقاومة

قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالخارج خالد مشعل، إن تصريح وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بشأن دور القوة الدولية في غزة موفق، ويعبر عن موقف مصري وعربي وإسلامي عام.
وأعلن مشعل في مقابلة مع برنامج “موازين” بثتها قناة الجزيرة أمس الأربعاء عن رفض أي صيغة تمنح تلك القوة صلاحيات تمس سكان القطاع أو سلاح المقاومة.
وكان الوزير المصري عبد العاطي شدد في 14 نوفمبر الماضي على ضرورة أن تكون القوة الدولية المزمع نشرها في غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار جزءا من مهمة حفظ السلام، بحيث تكون “عملية وقابلة للتطبيق”، مؤكدا ضرورة حصولها على موافقة الفلسطينيين، حسب مقابلة أجرتها معه قناة “خبر تورك” التركية.
و قال مشعل إن بعض النصوص المتعلقة بما يسمى “قوة الاستقرار” تمنحها أدوارا في التعامل مع السكان، بما يعني عمليا نزع السلاح، وهو أمر غير مقبول. وأوضح أن دور أي قوة استقرار يجب أن يقتصر على “التواجد على الحدود لمنع الاشتباكات وحفظ السلام، لا فرضه”، مشددا على أن “الطرف الصهيوني هو من يملك أدوات الدمار، ويجب تشديد القيود عليه”.
واعتبر مشعل أن دخول هذه القوات إلى غزة سيجعلها “قوات احتلال بديلة عن الاحتلال الصهيوني”، وهو ما “لا يمكن لأي دولة عربية أو مسلمة قبوله”.
حكومة تكنوقراط لغزة
تحدث مشعل للجزيرة عن ترتيبات إدارة قطاع غزة، وقال إنه جرى التوافق على تشكيل “حكومة تكنوقراط من داخل غزة” بعد تعثر إيجاد صيغة لحكومة تدير الضفة وغزة معا في ظل ظروف الحرب والفيتو الإسرائيلي.
وأضاف أنه عقدت حوارات معمقة مع الفصائل والإدارة المصرية، وأُعدّت قائمة من 40 اسما اختير منها 8 شخصيات “ذات كفاءة وتمثل تنوع المجتمع الغزي”، على أن ترافقها “قوات شرطة لحفظ الأمن”.وأكد أن حماس والفصائل “لن تتدخل في الإدارة المدنية”.
مجلس السلام
وبشأن مجلس السلام- الذي يرأسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب- قال مشعل إنه “محفوف بالمخاطر، حيث إنه اقترح أن يضم المجلس عددا من رؤساء الدول، وأن يكون هناك مجلس تنفيذي تحت هذا المجلس هو الذي يشكل الحكم الحقيقي في غزة، وهذا الذي نتوقف أمامه، لأنه مرفوض بالنسبة لنا، فهو شكل من أشكال الوصاية، ويذكر بالانتداب البريطاني منذ مئة عام”.
وأوضح أن “العودة إلى صيغة الانتداب أو الوصاية غير مقبول، وهم (الأمريكيون) يعتبرون أن حكومة التكنوقراط أداة ملحقة بهذا المجلس التنفيذي، وهذا أمر مقلق وغير مقبول في الوعي الفلسطيني”، مؤكدا “نحن نريد أن يحكم الفلسطيني الفلسطيني، فهو من يقرر ومن يحكم”.
المرحلة الأولى من خطة ترامب
وذكر مشعل أن المرحلة الأولى من خطة ترامب “لم تنتهِ بعد” بسبب “إعاقة الاحتلال”، ما تسبب في استمرار المعاناة الإنسانية بغزة، خاصة مع تأثر القطاع بالمنخفض الجوي الأخير وغرق آلاف الخيام المهترئة. وقال: “الأصل أن يبدأ الإعمار في المرحلة الثانية، لكن الناس اليوم بلا إيواء ولا كرافانات”.
وتحدث مشعل عن مخالفات إسرائيلية فيما يتعلق بالمساعدات، قائلا إن “هناك انتهاكات ومخالفات صهيونية في موضوع الإيواء، والمساعدات، فقد تم الاتفاق على 600 شاحنة، في البداية كان يدخل 150 شاحنة فقط، ثم زادت الشاحنات لتقترب من 500 شاحنة في اليوم، لكن ثلث هذه الشاحنات مساعدة للناس، وثلثاها تجارة”.
وزاد “الناس في غزة يحتاجون للمساعدة، وتوفر بعض البضاعة في غزة لا يكفي، فالناس لا تملك المال”ـ مشيرا إلى الحاجة الماسة لدخول المعدات الثقيلة، وإزالة الركام، وإعادة تأهيل المستشفيات، وتوفير الأدوية، وفتح معبر رفح.
وقال مشعل، إن “إسرائيل” تنتهك الخط الأصفر (المناطق التي تحتلها داخل قطاع غزة) وتقدمه إلى الداخل، بحيث أصبحت “60 بالمئة من مساحة قطاع غزة تحت السيطرة الصهيونية”. وأكد أن إنهاء المرحلة الأولى يتطلب معالجة ملفات عديدة، بينها ملف المفقودين، حيث يوجد “10 آلاف مفقود”، إضافة إلى جثامين وصلت إلى ذويها “لم يُتعرف عليها”.
ووصف مشعل التعامل الدولي مع الملف بأنه “ازدواجية معايير”، قائلاً إن العالم لا يسأل عن آلاف الضحايا الفلسطينيين بينما يركز على أعداد قليلة من الجثامين الإسرائيلية، مؤكداً أن إسرائيل “تخفي مصير الأسرى لديها”.
وشدد مشعل على أن الفصائل “تطرح مقاربات واقعية وعملية” تمنع التصعيد العسكري بعيدا عن فكرة نزع السلاح التي “تعني نزع الروح” بالنسبة للفلسطينيين. وأضاف “تجربتنا تقول إنه حين يفقد الفلسطيني سلاحه تأتي المجازر”.
ورغم انتهاء حرب الإبادة على غزة بسريان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي، لم يشهد واقع المعيشة لفلسطينيي غزة تحسنا جراء القيود المشددة التي تفرضها “إسرائيل” على دخول شاحنات المساعدات، منتهكة بذلك البروتوكول الإنساني للاتفاق.
عن وكالة الأناضول




