مسلمو بريطانيا مستاؤون من استبدال الحكومة مصطلح “الإسلاموفوبيا” بمفهوم ” معاداة المسلمين”

أثار قرار الحكومة البريطانية التراجع عن تبني تعريف رسمي للإسلاموفوبيا والاكتفاء باصياغة جديدة واستعمال مفهوم “معاداة المسلمين” موجة استياء واسعة النطاق بين مسلمي بريطانيا.
ورأوا في الخطوة نكوصا عن وعود سابقة وتعهدات قُطعت قبل الانتخابات، وأن الحكومة خضعت لضغوط اليمين المتطرف ولوبيات معادية للإسلام طالما اعتبرت أي تعريف رسمي للإسلاموفوبيا “تهديدا لحرية التعبير”.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تشير فيه بيانات وزارة الداخلية البريطانية إلى أن جرائم الكراهية الدينية ضد المسلمين بلغت مستوى قياسيا، بواقع أكثر من 3100 حادثة في عام واحد، بارتفاع يقارب 20 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يزيد من الشعور بالخذلان داخل المجتمع المسلم في بريطانيا الذي كان يأمل اتخاذ خطوات حقيقية لحمايته لا تبنّي خطابات رمزية.
وكان حزب العمال الحاكم في بريطانيا شكل شهر فبراير الماضي، لجنة للنظر في تعريف الإسلاموفوبيا بعدما ارتفعت جرائم الكراهية ضد الجالية المسلمة في البلاد، ومنحت اللجنة ستة أشهر لتقدم توصياتها، وتوصلت إلى نتيجة مفادها التخلي تماما عن المصطلح وكلمة “الإسلاموية”، واستخدام مكانهما جملة اسمية قصيرة هي “Anti-Muslims Hate”، يمكن ترجمتها إلى العربية بـ”الكراهية ضد المسلمين” أو “الكراهية الموجهة ضد المسلمين”.
وأكد مصدر مطلع على عمل اللجنة التي يقودها الوزير المحافظ السابق دومينيك غريف، أن كلمتي “الإسلاموفوبيا” و”الإسلاموية” لا تردان أبدا في التوصيات التي قدمت للوزراء، والمصطلح الجديد الذي استخدم مكانهما انطوى على تعريف واضح يحدد الكراهية الموجهة ضد المسلمين ويحمي حرية التعبير في الوقت ذاته، لكن كلام المصدر لا يبدو مطمئنا بالنسبة إلى بعض الفعاليات والساسة والنواب في مجلس العموم.