مسؤول قسم الشباب المركزي للحركة في حوار لموقع “الإصلاح” حول التعليم عن بعد وامتحانات الباكلوريا في ظل “كورونا”
أجرى موقع “الإصلاح” حوارا مع الأستاذ جمال بخوش؛ مسؤول قسم الشباب المركزي لحركة التوحيد والإصلاح، حول قضية التحصيل الدراسي وجهود القسم في ظل الحجر الصحي، ورأيه في عدد من الإجراءات التي قامت بها الوزارة سواء من خلال التعليم عند بعد أو امتحانات البكالوريا وتراجع مؤشر الغش، وكذا الدور الذي لعبه قسم الشباب في المساهمة في تشجيع الاجتهاد في التحصيل الدراسي ومناهضة الغش في الامتحانات ودعم الأساتذة والمتعلمين. وإليكم نص الحوار كاملا:
كيف تنظرون إلى التعليم عن بعد في ظل الحجر الصحي الذي أملته التدابير الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا؟
بداية يجب التنويه بالجهود التي بذلتها الوزارة المعنية في هذه الفترة، صحيح أنها نجحت بشكل مقدر، ولكن طبيعي جدا أن تكون هناك بعض الاختلالات والتعثرات بحكم أن التجربة أولية وبحكم أن المشاركين في هذه العملية لم يكن لهم تجربة سابقة في هذا المجال، وأقصد هنا المتعلمين وكذلك الأساتذة، وهذه مناسبة جديدة لننوه بالأداء الفعال والمشرف لنساء ورجال التعليم، وقد سبق أن نوهنا بهم في بلاغات الحركة وكذلك في أعمال قسم الشباب، سواء في المنشورات أو الفيديوهات التي أعددناها خلال فترة الحجر الصحي والتي كانت تستهدف هذه الفئة، فنوجه لها الشكر مجددا ونقدم لها كامل الاعتراف والعرفان تقديرا لهذه الخدمات الجليلة .
بمناسبة الحديث عن دور الحركة. ما هو الدور الذي لعبته خصوصا عبر قسم الشباب المركزي خلال فترة الحجر الصحي في دعم وتشجيع التحصيل الدراسي خاصة التعليم عن بعد؟
لقد ركزت الحركة باعتبارها فاعلا مدنيا كغيرها من الفاعلين الآخرين على التفاعل الإيجابي مع تداعيات تفشي فيروس كورونا، واتخذت مجموعة من الإجراءات وأنجزت مجموعة من الأعمال مركزيا وجهويا ومحليا، ولعل الحملة الوطنية الرقمية أمان واطمئنان التي أطلقتها تبين هذا التفاعل الإيجابي، ولا شك أن المتعلم كان في صلب اهتمامات الحركة في هذه الفترة حيث أنتج قسم الشباب المركزي مجموعة من الوسائط الرقمية المحفزة للمتعلمين على مواصلة دراستهم عن بعد، ناهيك عن مجموعة من البطائق والرسائل والبرامج الإعلامية التي تم إنجازها من طرف الأقسام الشبابية الجهوية واللجن الإقليمية والمحلية للشباب، دون أن نغفل الدورات التكوينية عن بعد التي استفاد منها العديد من المتعلمين والمتعلمات سواء تعلق الأمر بالدعم التربوي أو النفسي أو المهاراتي ….
ولا شك أن نساء ورجال التعليم كما أشرنا سابقا كان لهم دور كبير في إنجاح ورش التعليم عن بعد، فوعيا منا بأهمية هذه الفئة فقد عملنا على تحفيزهم على مزيد من العطاء والعمل من خلال مجموعة من الوسائط الرقمية والفيديوهات والبطائق والرسائل ومختلف الإبداعات الشبابية التي كان ينجزها المتعلمون تعبيرا منهم على تقدير ما تقوم به هذه الفئة، وهذا الاهتمام بهذه الفئة هو استمرار للحملات السابقة التي أطلقها قسم الشباب خصوصا حملة “شكرا أستاذي” التي حاولنا من خلالها إعادة الاعتبار لنساء ورجال التعليم.
وعلى العموم فقسم الشباب المركزي للحركة كان وسيبقى دائما في تفاعل إيجابي مع مختلف الأعمال التي تصب في مصلحة المتعلم والمؤسسة التعليمية المغربية بشكل عام,
ما هي وجهة نظركم في الأجواء التي مرت فيها امتحانات الباكلوريا والإجراءات الاحترازية التي صاحبتها لمنع تفشي فيروس كورونا؟ وكيف كان تفاعل قسم الشباب مع هذه المحطة؟
يجب التنويه مجددا بالخطوات التي اتخذتها الوزارة الوصية لإنجاح هذه المحطة المهمة في مسار التحصيل الدراسي للمتعلمين وهي فترة الامتحانات، وأكيد تابعنا جميعا حرص الوزارة على أن تمر هذه المرحلة في أحسن الأجواء والظروف، وقد لاحظنا فعلا أن هنالك تحسنا ملحوظا في هذه العملية خصوصا من خلال الانخراط الفعال من قبل نساء و رجال التعليم الذين أنجحوا هذه العملية ولولا جهودهم بطبيعة الحال ما كللت هذه العملية بالنجاح.
وقد ساهم قسم الشباب للحركة في هذه الفترة (الإعداد للامتحانات) من خلال انخراط اللجن الإقليمية والمحلية والأطر العاملة في مجال الشباب في عملية الدعم الدراسي والنفسي للمقبلين على الامتحانات، وقد رصدنا تجاوبا كبيرا من طرف المتعلمين.
ما دلالة المعطيات التي قدمتها الوزارة حول انخفاض نسبة الغش في امتحانات الباكلوريا إلى 30 بالمائة؟ وما هي قراءتكم لهذا المؤشر؟
ظاهرة الغش في الامتحانات من الظواهر السلبية المتفشية في صفوف المتعلمين، وهذا راجع لعدة أسباب وعدة عوامل وسبق لنا في قسم الشباب أن سلطنا الضوء على هذه الظاهرة من خلال الحملات التي قمنا بها منذ سنة 2013، وهي حملات تستهدف مناهضة الغش وتشجيع النجاح الدراسي والجد والاجتهاد ( يمكن الرجوع لهذه الحملات ).
وأكيد أن للحركة إسهام كبير كفاعل مدني في هذه العملية وفي هذه الحملات لمناهضة الغش، والوزارة مشكورة انخرطت إلى جانب الفاعلين المدنيين في هذه الحملات التربوية والتوعوية لمناهضة الغش وهذا هو المطلوب.
إن انخفاض نسبة الغش في الامتحانات هو مؤشر إيجابي، غير أنه يجب أن تكون هناك جهود إضافية من طرف الوزارة ليس فقط خلال فترة الامتحانات، بل يجب أن يكون هناك استهداف للمتعلمين طيلة السنة من خلال العمل على نشر القيم التربوية المحفزة على الجد والاجتهاد بعيدا عن ظاهرة الغش.
والمؤكد أن مسألة الغش تحتاج إلى مقاربات متعددة، فالمقاربة القانونية مهمة، لكن المقاربة التربوية بالنسبة لنا في حركة التوحيد والإصلاح أهم، فوجب إعطاء الأهمية لهذه المقاربة التربوية التوعوية التي تشجع على قيم الاجتهاد والمثابرة والجد عند المتعلمين، وحركة التوحيد والإصلاح من بين الفاعلين المساهمين بشكل كبير في هذه الحملات التربوية والتوعوية التي يجب أن تشرك فيها الوزارة الفاعلين المدنيين لتطوير ذلك.