مرصد حقوقي: عملية “السور الحديدي” تطهير عرقي بالضفة الغربية

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن قوات جيش الاحتلال “الإسرائيلي” هجّرت بالقوة القهرية عشرات آلاف الفلسطينيين في إطار هجومها العسكري ضد المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية شمال الضفة الغربية، في عملية تطهير عرقي جديدة.
وأكد المرصد في تقرير له اليوم الإثنين 10 فبراير 2025، أن القوات “الإسرائيلية” تصعّد عملياتها في الضفة الغربية من خلال ممارسات منهجية؛ أبرزها التهجير القسري الجماعي الذي ظهر بوضوح مع إعلان الاحتلال تنفيذ عملية عسكرية واسعة تحت مسمى “السور الحديدي”. وبدأت في جنين ومخيمها وبلداتها منذ 21 يناير الماضي، وامتدت إلى طولكرم ومخيمي طولكرم ونور شمس منذ 27 يناير.
وبيّن المرصد أن الأيام الماضية شهدت تهجير عشرات العائلات، إلا أن عمليات التهجير تصاعدت اليوم بشكل خطير، إذ اضطرت مئات العائلات للنزوح القسري تحت وطأة التجويع والحصار والتهديد بقصف المنازل. وقد أُجبر السكان على مغادرة منازلهم عبر مسارات فرضتها القوات الإسرائيلية، وسط إجراءات مهينة وحاطة بالكرامة، وفي ظل أجواء جوية باردة، ودون توفير أي مأوى ملائم لهم.
وحذر المرصد الأورومتوسطي من أن إفلات “إسرائيل” من العقاب طوال العقود الماضية وحالة التعاجز التي رافقت ارتكابها لجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة على مدار أكثر من 15 شهرًا، تشجعها على توسيع عدوانها وخطر ارتكاب ذات الجريمة في الضفة الغربية.
وطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العملية “الإسرائيلية” في الضفة الغربية وضمان حماية المدنيين الفلسطينيين. كما نبه إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية تأتي في ظل إعلان إسرائيلي متكرر عن النية لضم الضفة الغربية وفرض السيادة عليها.
وفي سياق متصل، قالت اللجنة الإعلامية في مخيّم جنين إن قوات الاحتلال “الإسرائيلي” تواصل عدوانها العسكري على الضفة الغربية، ما أسفر عن ارتقاء 49 شهيدا، منذ بدء العملية العسكرية في 2 فبراير الجاري.
وأوضحت اللجنة أن العدوان على مدينة جنين ومخيمها أسفر حتى الآن عن ارتقاء 25 شهيدا، وأجبرت العمليات العسكرية المستمرة 3200 عائلة فلسطينية بإجمالي 20 ألف فلسطيني على النزوح من المخيّم، مما زاد من معاناة السكان.
وأضافت أن المخيم يُعاني من انقطاع تام للمياه والكهرباء ونقص حاد في المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية للأطفال، إلى جانب توقف المدارس والخدمات الصحية، مما يُفاقم الأوضاع المعيشية.
وفي وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، توسيع عملياته العسكرية في مخيم نور شمس بطولكرم، في إطار حملته العسكرية على الضفة الغربية المحتلة، تزامنا مع الانسحاب من محور نتساريم بقطاع غزة.
من جهته، قال وزير الدفاع “الإسرائيلي”، يسرائيل كاتس، أمس الأحد، إن إسرائيل لن تسمح لإيران بتهديد المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، مشيرا في تغريدة على حسابه بمنصة “إكس اليوم” إلى توسيع عملية “السور الحديدي” في شمال الضفة الغربية (المحتلة) إلى مخيم نور الشمس للاجئين في مدينة طولكرم. وتابع: “نحن نسحق البنية التحتية في مخيمات اللاجئين ونمنع عودتها”.
وكالات