محطات من الخطاب الملكي – نورالدين قربال

اعتمد مجلس الأمن يوم الجمعة 31 أكتوبر2025 قرارا متميزا عن القرارات السابقة يحمل رقم 2797(2-25). بهذه المناسبة وجه جلالة الملك خطابا أعلن عن فتح جديد بعد هذا القرار التاريخي، معتبرا هذه المرحلة فاصلة “ومنعطفا حاسما، في تاريخ المغرب الحديث. فهناك ما قبل 31 أكتوبر 2025، وهناك ما بعده”. مضيفا جلالته “أننا انتقلنا في قضية وحدتنا الترابية، من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير”. مؤكدا على أن اليوم “ندخل، والحمد لله، مرحلة الحسم على المستوى الأممي، حيث قرر مجلس الأمن المبادئ والمرتكزات، الكفيلة بإيجاد حل سياسي نهائي لهذا النزاع، في إطار حقوق المغرب المشروعة”.
يضيف جلالته” وفي هذا السياق، نوجه نداء صادقا، لإخواننا في مخيمات تندوف، لاغتنام هذه الفرصة التاريخية، لجمع الشمل مع أهلهم، وما يتيحه الحكم الذاتي، للمساهمة في تدبير شؤونهم المحلية، وفي تنمية وطنهم، وبناء مستقبلهم، في إطار المغرب الموحد”.
ثم وجه جلالته خطابا للرئيس الجزائري قائلا” أدعو أخي فخامة الرئيس عبد المجيد تبون، لحوار أخوي صادق، بين المغرب والجزائر، من أجل تجاوز الخلافات، وبناء علاقات جديدة، تقوم على الثقة، وروابط الأخوة وحسن الجوار”.
قراءة في القرار الأممي رقم 2729
إن مجلس الأمن يدعم ما يقوم به الأمين العام، ومبعوثه الشخصي، ستيفان دي مستورا، في جهودهما الرامية إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن ودفع العملية السياسية إلى الأمام. كما التزم المجلس بمساعدة الطرفين على التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين، قائم على التوافق. مؤكدا على ضرورة التوصل إلى حل لهذا النزاع على وجه السرعة. وأحيط المجلس علما بالدعم الذي أعربت عنه العديد من الدول الأعضاء لمقترح الحكم الذاتي المغربي، المقدم في 11 أبريل 2007 إلى الأمين العام، كأساس لحل عادل ودائم ومقبول للطرفين للنزاع، وإذ يؤكد أن الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية يمكن أن يشكل الحل الأكثر جدوى، وإذ يرحب كذلك بالتزام أعضاء المجلس بتسهيل التقدم.
لقد أعرب مجلس الأمن عن دعمه الكامل للأمين العام ومبعوثه الشخصي في تيسير وإجراء مفاوضات، استناد إلى مقترح الحكم الذاتي المغربي، يهدف التوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول للطرفين للنزاع. كما دعا الطرفين إلى المشاركة في هذه المناقشات دون شروط مسبقة، على أساس مقترح الحكم الذاتي المغربي.
بناء على هذا القرار ورد في الخطاب الملكي يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025 ما يلي:”سيقوم المغرب بتحيين وتفصيل مبادرة الحكم الذاتي، وسيقدمها للأمم المتحدة، لتشكل الأساس الوحيد للتفاوض، باعتبارها الحل الواقعي والقابل للتطبيق”. مؤكدا جلالته على النفس الوحدوي “لقد حان وقت المغرب الموحد، من طنجة إلى لكويرة، الذي لن يتطاول أحد على حقوقه، وعلى حدوده التاريخية”. ستكون الولايات المتحدة حاضرة، لذلك ورد في القرار الأممي ما يلي: ” وإذ يعرب عن تقديره للولايات المتحدة لاستعدادها لاستضافة المفاوضات تعزيزا لمهمة المبعوث الشخصي في التوصل إلى حل للصحراء”. لذلك خص جلالته عبارات الشكر والتقدير لكل دول العالم التي “ساهمت في هذا التغيير، بمواقفها البناءة، ومساعيها الدؤوبة، في سبيل نصرة الحق والشرعية، وأخص بالذكر الولايات المتحدة الأمريكية”.
وأخيرا وليس آخرا
إن الإنجازات غير مستحيلة على المغاربة ملكا وشعبا، لقد انطلق المسلسل بخطاب المغفور له محمد الخامس رحمه الله بتاريخ 25 فبراير سنة 1958 بمحاميد الغزلان عندما قال رحمه الله: “سنواصل العمل بكل ما في وسعنا لاسترجاع صحرائنا، وكل ما هو ثابت لمملكتنا بحكم التاريخ ورغبات السكان، وهكذا نحافظ على الأمانة التي أخذنا على أنفسنا بتأديتها كاملة غير ناقصة”، مذكرا بأن السلطان الحسن الأول رحمه الله كان يزور المناطق الصحراوية كلما فكر أي خصم على المس بالثغور المغربية عبر الصحراء.
وقام المرحوم الحسن الثاني رحمه الله بالتحضير لمسير خضراء موجها خطابا من أكادير يوم الأربعاء 1 نونبر سنة 1975. بانطلاق المسيرة الخضراء نحو الصحراء، معتمدا على الآية الكريمة “فإذا عزمت فتوكل على الله”، معلنا نداءه الخالد” غدا إن شاء ستخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة، غدا إن شاء الله ستطالون أرضا من أراضيكم، وستلمسون رملا من رمالكم، وستقبلون أرضا من وطنكم العزيز”.
ها نحن اليوم الجمعة 31 أكتوبر2025 يصدر القرار التاريخي الذي قال فيه جلالة الملك محمد السادس حفظه الله “لقد حان وقت المغرب الموحد، من طنجة لكويرة، الذي لن يتطاول أحد على أحد على حقوقه، وعلى حدوده التاريخية”. بالتالي نستنبط أن البيعة بين الشعب والعرش تخلق ملامح تكتب التاريخ بمداد من الذهب وتتمحور حول الدين والوطن والملكية.




