محام فرنسي: افتتاحية أولمبياد باريس إهانة للمسيحيين وسنلجأ للقضاء
بعد الضجة التي أثارها العرض المسرحي في حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024 بين السلطات الدينية والرأي العام لإساءته إلى المسيحية، قرر المحامي الكاثوليكي الفرنسي فابريس دي فيزيو رفع قضية على منظمي الحفل، معتبرا العرض بمثابة إهانة لمليارات المسيحيين حول العالم.
وشهد حفل افتتاح الألعاب الأولمبية، في 26 يوليو 2024 تقديم لوحة فنية حيّة تشبه لوحة “العشاء الأخير” للفنان الإيطالي ليونارد دافينشي، وتكونت من طاولة كبيرة اجتمع حولها رجال يرتدون أزياء نسائية ويتبرجون بشكل مبالغ به، بالإضافة إلى عارضة أزياء متحولة جنسيا.
وجاء في البيان الذي أصدرته الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية في 27 يوليو 2024 أن ” الحفل تضمن للأسف مشاهد تسخر من المسيحية، ونحن نأسف بشدة لهذا الموقف”.
وفي رده على الانتقادات قال المدير الفني لحفل الافتتاح توماس جولي، على قناة “BFMTV” الفرنسية، إنهم صوروا “مهرجانا وثنيا”، وليس لوحة “العشاء الأخير” في العرض المسرحي. وادعى جولي أن الرجل لم يمثل المسيح في العرض، بل إله الخمر في الأساطير اليونانية ديونيسوس.
وفي مقابلة مع وكالة “الأناضول” أعرب المحامي الفرنسي دي فيزيو عن اندهاشه من لقطات الحفل حين رآها أول مرة، قائلاً: “لم أكن أعتقد أننا وقعنا في مثل هذا الفجور. كان مشهدا من جهنم”.
وأضاف دي فيزيو: “إن مشهد “العشاء الأخير” إلى جانب الفجور بين المتحولين جنسيا والمثليين، كان بمثابة إهانة لمليارات المسيحيين حول العالم”. ولفت إلى أن هذا المشهد “يوضح الحالة التي وصلت إليها فرنسا وقسم من أوروبا اليوم”، مستنكرا عرض مثل هذا المشهد في حفل افتتاح يمثل صورة عن فرنسا، ويشاهده الملايين من أنحاء العالم.
وأكد المحام على ضرورة أن يعكس البلد المضيف الثقافات الأخرى ويحترمها، ويتوخى الحذر في المشاهد التي يعرضها، مشيرا إلى أن الثقافة الدينية منتشرة على نطاق واسع في مختلف دول أوروبا والعالم “وإنْ صارت غريبة في فرنسا”.
الدولة تهين المسيحية
ولفت المحامي إلى أن المتدينين من مختلف الديانات في فرنسا لا يؤذون أحدا، قائلا: “المتدينون في فرنسا يعيشون معتقداتهم في سلام ولا يطلبون أي شيء من الدولة”. وأضاف: “لماذا وصلت الدولة إلى حد إهانتهم كما فعلت مساء الجمعة؟ وأي غطرسة هذه التي تهين المسيحيين في كل أنحاء العالم؟”.
وأشار المحامي دي فيزيو إلى أنه كان يتابع لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بشكل وثيق بقضية معاداة الإسلام (الإسلاموفوبيا) لسنوات عديدة، لافتا إلى أنه سيرفع قضية إهانة الدين في الحفل إلى المحكمة هذا الأسبوع، وأنه سيتوجه أيضا إلى لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، للتساؤل عما إذا كان الوقت قد حان للاتفاق على تقديم ضمان ضد السخرية والتمييز على أساس الدين.
وأكد المحامي أن الدولة تتحمل مسؤولية ما حدث في الحفل، وأنه مهتم بما سيقوله قاضي المحكمة الإدارية حول هذه القضية، مع الأخذ في الاعتبار الضرر الأخلاقي الذي تعرض له المسيحيون في جميع أنحاء العالم.
وأوضح المتحدث أن 2600 شخص، بينهم مسيحيون وملحدون ومسلمون يعيشون في بلدان مختلفة، تواصلوا معه وأرادوا المشاركة في الشكوى القضائية ضد منظمي الحفل.
عن وكالة الأناضول