مجلة “أوريان 21”: الداخلية الفرنسية طاردت مسلمين بذريعة مكافحة “معاداة السامية”
كشفت مجلة “أوريان 21” الفرنسية أن وزير الداخلية جيرالد دارمانان قرر استغلال مسألة الأمن المشروعة خلال الألعاب الأولمبية بباريس، ووضع خمسة آلاف ومئة مسلم تحت المراقبة، وتنفيذ 848 عملية تفتيش، وفرض 559 إقامة جبرية.
وأشارت المجلة إلى أن ذلك جاء تزامنا مع الإبادة الجماعية في غزة، وكذلك مع وصول اليمين المتطرف في فرنسا إلى السلطة خلال الانتخابات التشريعية المبكرة الأخيرة.
وتسببت حزمة من الضوابط الإدارية أطلقتها وزارة الداخلية الفرنسية تحت عنوان “أمن الألعاب الأولمبية ومكافحة معاداة السامية” إلى تعطيل حياة مئات الأشخاص من المسلمين؛ تتضمن فرض الإقامة الجبرية والطرد حتى لمن لم تتم إدانتهم مطلقا.
وذكرت المجلة أن من بين المتضررين من هذه الإجراءات عبد الرحمن رضوان، وهو مواطن من النيجر يعيش في فرنسا منذ أكثر من 35 عاما، وإمام مسجد بيساك، حيث رفضت السلطات تجديد تصريح إقامته، وباشرت إجراءات طرده رغم أن سجله الجنائي نظيف تماما.
وأوضحت “أوريان 21” أنه في 21 ماي الماضي خضع رضوان للمراقبة، مع إلزامه بالحضور إلى مركز الشرطة كل يوم، تحت طائلة عقوبة السجن، وفي 4 غشت أعلنت الوزارة طرده من الأراضي الفرنسية “كحالة طوارئ مطلقة”، وبعد أربعة أيام ألقي القبض عليه، ووضع في مركز احتجاز إداري في انتظار ترحيله إلى النيجر.
وتتهم السلطات رضوان بإظهار “الازدراء الشديد والمستمر للدولة الموصوفة بالعنصرية والمعادية للإسلام والاستعمارية”، وبنقل “إيديولوجيا معادية لقيم الجمهورية ومؤسساتها” من خلال منشورات تساهم في نشر رسائل ذات محتوى “معاد للسامية وضد إسرائيل واليهود”.
وقالت المجلة إن السلطات قررت طرد رضوان من خلال إدراجه في برنامجها لتطهير المنطقة من “المتطرفين الدينيين”، مشيرة إلى أنه منذ وصول الرئيس إيمانويل ماكرون إلى السلطة في العام 2017، تم طرد 734 مسلما، بتهمة “اعتناق معتقدات سياسية ودينية مناهضة للجمهورية”.
وأكدت المجلة ذاتها، أن طرد رضوان ليس ظاهرة ثانوية، بل “جزء من طريقة عمل نظام ولد قبل 7 أكتوبر 2023، ويستمر نشاطه الاضطهادي، على الرغم من الأزمة السياسية الحالية”.
يذكر أن فرنسا كانت احتضنت الدورة الأخيرة للألعاب الأولمبية من 24 يوليوز إلى 11 غشت الماضيين.