مؤسسة القدس الدولية توجه نداء للأمة بشأن استهداف الأقصى

وجهت مؤسسة القدس الدولية نداء للأمة العربية والإسلامية، أمس الإثنين 04 غشت 2025، أكدت فيه أن المسجد الأقصى قد بات ميدانا لحرب تصفية لا يجدي معها الاستنكار اللفظي؛ وإذا كانت دول عديدة عربية وإسلامية قد وقعت بيان “مؤتمر حل الدولتين” الذي يطالب المقاومة الفلسطينية بإلقاء سلاحها في وسط حرب إبادة، للمناورة والتخلص من أعباء هذه الحرب واستحقاقاتها، فما هي خطة هذه الدول وخطة النظام الرسمي بأكمله في مواجهة حرب التصفية على المسجد الأقصى؟ وفي مواجهة الخطوات الجارية لفرض هوية يهودية فيه والتي توشك أن تحوله إلى هيكل توراتي؟ ما هي خطتكم في مواجهة الإحلال الديني الجاري على الأرض؟
ووجهت المؤسسة ندائها أيضا إلى جماهير الشعوب العربية والإسلامية، موضحة “أن معركة المسجد الأقصى معركة وجود، معركة إرادة هذه الأمة التي إما أن تتحرر من بوابة الأقصى، وإما أن تبقى خاضعة لقوى الاستعمار والهيمنة وللنخب والبنى الوظيفية النفعية المتعاقدة معها، وإن ما يدفع المحتل للسعي نحو إبادة غزة هو مبادرتها لخوض هذه المعركة في مواجهة التصفية، وتجسيد إرادة الأمة بالانتصار للحق والسعي إلى تحرير نفسها ومقدساتها”.
كما وجهت ندائها إلى النخب والعلماء والمفكرين “بضرورة الثبات على الحق ونصرته، وعلى العمل بكل السبل لكسر الاستفراد عن غزة وللانتصار لهوية المسجد الأقصى المبارك، ومغالبة كل أسباب التقييد والعجز، والعمل على توحيد الصفوف بين قوى الأمة الفاعلة في هذه المعركة، والعمل على الالتقاء في معركة الأقصى ومواجهة الصهيونية رغم الخلافات الأيديولوجية والمذهبية والطائفية”.
ويأتي هذا النداء، في سياق ما يمر به المسجد الأقصى من تصفية لهويته تتزامن مع حرب الإبادة في غزة، واعتبار الاحتلال له كجبهة موازية لحرب الإبادة في غزة، وما يتهدده من انتقال لمرحلة تالية من الخطر، خصوصاً وأنه على أعتاب موسم العدوان الأسوأ والأخطر والذي يبدأ في 9 شتنبر القادم ويمتد حتى 14 أكتوبر 2025.
يذكر أن المسجد الأقصى شهد أول أمس الأحد 03 غشت 2025، استباحة غير مسبوقة منذ احتلاله، إذ سجّل المقتحمون رقما قياسيا قارب الأربعة آلاف مقتحم، وتجولوا فيه بمزيج من الطقوس التوراتية الجماعية العلنية وحلقات الغناء والصراخ والتصفيق والرقص، خصوصاً بعد قرار الحكومة الصهيونية الأخير السماح للمستوطنين بالغناء والرقص داخل الأقصى، والذي يبني على قرار سابق في صيف العام الماضي 2024 بالسماح بالطقوس العلنية الجماعية ورعاية شرطة الاحتلال لها.
وقد شارك في هذا الاقتحام وزيران من الحكومة الصهيونية، وثلاثة نواب في الكنيست كلهم من حزب الليكود الذي يقوده بنيامين نتنياهو، وشاركوا في الطقوس والغناء ورفع الأعلام الصهيونية داخل الأقصى، ما يؤكد من جديد أن تهويد المسجد الأقصى هدف رسمي يتبناه الكيان الصهيوني بمختلف سلطاته ومؤسساته، وتشكل جماعات المعبد طليعته المتقدمة فقط.
مؤسسة القدس الدولية (بتصرف)