مؤتمر دولي يسلط الضوء على أوضاع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال

عقد التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين مؤتمره التاسع يومي 3 و4 ماي 2025 في العاصمة البلجيكية بروكسل تحت شعار “منصة لتعزيز التضامن الدولي مع الأسرى الفلسطينيين”. وشارك فيه   نخبة من الخبراء القانونيين، والبرلمانيين، والنشطاء، وممثلي المنظمات الدولية. 

وسلط المؤتمر الضوء على أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، والانتهاكات التي يتعرضون لها، وناقشت جلسات المؤتمر قضايا الاعتقال الإداري، واحتجازَ الأطفال والنساء، والانتهاكاتِ داخل السجون الإسرائيلية، بما فيها العزلُ الانفرادي والإهمالُ الطبي.  

وعرف المؤتمر مشاركه واسعة من ممثلين عن المؤسسات والمنظمات وأعضاء من البرلمان الأوروبي، ومؤسسات من الوطن التي تعنى بشؤون الأسرى من أبرزها نادي الاسير، وهيئه شؤون الأسرى والمحررين، وكذلك منظمات دوليه مثل “أمنستي” و”الأونروا” وغيرها.

واكتسى المؤتمر هذا العام أهميه استثنائية في ظل حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والضفة الغربية بما فيها القدس، والمستوى غير المسبوق من التوحش على الحركة الوطنية الأسيرة.

وناقش المؤتمر على مدى يومين متتاليين كافه القضايا المتعلقة بالحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال الصهيوني، وسبل الاستفادة من الوسائل والأدوات والمؤسسات الأوروبية والدولية لدعم قضيه الاسرى، وايلائها الاهمية التي تستحق.

ويأتي هذا المؤتمر استمرارا لجهود التحالف الأوروبي للدفاع عن المعتقلين الفلسطينيين، الذي يسعى من خلال مؤتمراته السنوية إلى رفع الوعي بالانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون، وتسليط الضوء على الأوضاع غير الإنسانية التي يواجهونها، مع التأكيد على ضرورة احترام القوانين والاتفاقيات الدولية التي تكفل حقوق الأسرى في مناطق النزاع، ولا سيما في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وشاركت عن دولة فلسطين في أعمال المؤتمر سفيرتها لدى بلجيكا ولوكسمبورغ والاتحاد الأوروبي، أمل جادو، ووفد ضم كلا من رئيس نادي الأسير عبد الله الزغاري، والمدير العام المتحدث الإعلامي الرسمي باسم النادي أمجد النجار، ورئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى أمين شومان، وعضو الهيئة العليا أحمد بنهج، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات الأسرى الفلسطينية.

وسلطت السفيرة جادو، في كلمتها الافتتاحية، الضوء على سياسات الاحتلال المنهجية في اعتقال واحتجاز المواطنين الفلسطينيين، وما يرافقها من تعذيب منظم ومعاناة يومية تُنتهك فيها أبسط حقوق الإنسان.

وأكدت أن قضية الأسرى الفلسطينيين ليست مجرد أرقام، بل تمثل وجع شعب بأكمله يتعرض لعقاب جماعي متواصل، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، والضغط الجاد للإفراج عن جميع المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

من جانبه، أكد الزغاري أن المشاركة الفلسطينية في فعاليات المؤتمر الدولي تأتي في ظل تصاعد وتيرة الاعتداءات والجرائم التي تنفذها منظومة الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال وفي لحظات حرجة يعيشها الأسرى داخل السجون، في ظل تصاعد الجرائم والانتهاكات الجسيمة لكافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية.

وأضاف أن هذا المؤتمر يمثل محطة استراتيجية لتعزيز التضامن الدولي وتفعيل الملاحقة القانونية لمجرمي الحرب الذين يمارسون حربا انتقامية بحق الأسرى، ومن أجل تسليط الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين والانتهاكات الممنهجة التي يتعرضون لها، بما في ذلك التعذيب الجسدي والنفسي، والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية.

بدوره، بين النجار أن جدول أعمال المؤتمر يتضمن سلسلة من الحلقات الحوارية والنقاشية المتخصصة، تسلط الضوء على واقع الأسرى في الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة، وداخل أراضي الـ 48، بالإضافة إلى بحث سبل التحرك القانوني والميداني لمحاسبة سلطات الاحتلال على جرائمها.

وجمع المؤتمر، إلى جانب وفد فلسطين، نخبة من الخبراء القانونيين ومحامين متخصصين في القانون الدولي، وطلبة جامعيين، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني الأوروبي وممثلين رسميين عن دول أوروبية، وبرلمانيين من بلجيكا، وفرنسا، وإسبانيا، وإيرلندا، والنرويج، بهدف تسليط الضوء على الانتهاكات الممنهجة بحق الأسرى الفلسطينيين، وفي مسعى لإحداث ضغط سياسي ملموس لصالح قضيتهم، ودعم جهود مساءلة الاحتلال عن هذه الجرائم.

كما ضم المؤتمر ممثلين عن وسائل إعلام عالمية، في محاولة لتكثيف التغطية الإعلامية وكسر حاجز الصمت المفروض على معاناة الأسرى، إضافة لمشاركة واسعة من منظمات دولية مرموقة، من بينها منظمة العفو الدولية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والفدرالية الدولية للحقوق الإنسانية.

وتخلل المؤتمر عرض شهادات حية ومصورة لأسرى محررين، توثق حجم الألم والصمود داخل زنازين الاحتلال، وتكشف عن الانتهاكات اليومية التي تشكل خرقا فاضحا للقوانين الدولية.

واختتم المؤتمر بلقاء تنسيقي موسع جمع المؤسسات الفلسطينية العاملة في شؤون الأسرى، بهدف تطوير آليات العمل المشترك، وتعزيز الجهود الحقوقية الدولية لمواجهة سياسات قمع الاحتلال الإسرائيلي.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى