مؤتمر “القدس الدولية” يؤكد على واجب نصرة الأقصى كمقدس إسلامي خالص
نظمت مؤسسة القدس الدولية مؤتمرا صحفيا بمشاركة عدد من المفكرين والسياسيين، أطلقت فيه تقريرها السنوي الـ 18 “عين على الأقصى” في ذكرى إحراق المسجد الأقصى، وذلك يوم الأربعاء 28 غشت 2024 باسطنبول تركيا.
وبعد كلمة الافتتاح من طرف الشيخ حميد الأحمر رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية، ورئيس “رابطة برلمانيون لأجل القدس” حميد بن عبد الله الأحمروالتي رحب فيها بالحضور، وشكر السادة الأساتذة الذين عكفوا على إعداد التقرير السنوي، قدمت عروض وشريط فيديو الوفاء للمجاهد الشهيد إسماعيل هنية.
كلمة ضيف المؤتمر:
تناول الكلمة ضيف المؤتمر النائب حسن توران رئيس لجنة الصداقة التركية الفلسطينية في البرلمان التركي، والتي عبر فيها عن مؤازرة تركيا لفلسطين والقدس، وندد بالتخاذل والنفاق الدولي إزاء معاناة أهل غزة. وعبر الضيف عن يقظة العالم: “بعد السابع من أكتوبر، احتلت القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى أجندة العالم، وأضاف أن إسرائيل تمارس اليوم : “الإرهاب بحق العالم الإسلامي بدعم غربي، وتهدد كل من يقف بوجهها”.
ونبه حسن توران إلى أن فلسطين والمسجد الأقصى المبارك عاد إلى أخذ مكانة متصدرة على رأس قائمة أجندة السياسات العالمية، موضحا أن ذلك حدث مع بدء معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.
كما أشاد بالمقاومة الفلسطينية الباسلة التي بدأت عملية طوفان الأقصى قبل 11 شهرا، مرسلا تحياته إلى “الأبطال الذين يقولون إن أرواحنا وأولادنا فداء للأقصى”، معتبرا أن “إسرائيل هي الولايات المتحدة والغرب المصغر في المنطقة، ولا يمكن كسر ذلك إلا عبر المقاومة”.
كلمة ياسين حمود المدير العام لمؤسسة القدس الدولية:
وبعد ذلك قدم الأستاذ ياسين حمود المدير العام للمؤسسة خلاصات التقرير السنوي حول القدس. ومن أبرز ما جاء في التقرير الـ18 للمؤسسة:
- استمرار مسار العدوان على المسجد الأقصى الذي يقوده الاحتلال الصهيوني المدعوم من أمريكا، وحكومات غربية، وأنظمة التطبيع، وإن ظهر بعض التراجع في عدد الاقتحامات بفعل معركة طوفان الأقصى. لكن فكرة بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى متأصلة في اليهود المتطرفين، يقودهم في ذلك بعض وزراء حكومة نتنياهو المجرمة. وقد قرأت منظمات المعبد المتطرفة رسالة (عملية) طوفان الأقصى جيدا، “وأدركت أنه تهديد غير مسبوق لمكاسبها التي حققتها في المسجد في السنوات الماضية، وقررت رفع شعار معركة المعبد في وجه طوفان الأقصى”.
- يقظة الأمة وتجاوب أحرار العالم مع معركة طوفان الأقصى، التي قادتها المقاومة الباسلة في غزة، وأكدت أنها واحدة من عمليات المقاومة الرامية إلى :”إنهاء الحصار الجائر على غزة وإفشال مخططات إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية وفرض سيادتها على المسجد الأقصى”.
- ورصد أيضا استمرار التطبيع مع العدو الصهيوني وضعف التفاعل الشعبي مما أظهر حجم المأزق الذي تغرق فيه شرائح عريضة من نخب أمتنا، وأحزابها وقواها المختلفة، ووسائلها الإعلامية، ومؤسساتها الدينية، وعلمائها، ومسؤوليها السياسيين، وفنانيها، وأدبائها، وروابطها، واتحاداتها .
- ورصد التقرير أن: “عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى في مدة الرصد بلغ نحو 50 ألفا و70 مقتحما، من المستوطنين والطلاب اليهود وجنود الاحتلال. وأن الشرطة الإسرائيلية “فرضت حصارا مشددا على المسجدِ الأقصى؛ أدى إلى تراجع عدد المصلين فيه في بعضِ الجمع إلى نحو 3500 مصل فقط (من ما بين 35 ألفا إلى 50 ألفا في الأحوال العادية)، ونكلت بالمصلين وموظفي الأوقاف الإسلامية، وأبعدت سلطات الاحتلال نحو 374 فلسطينيا عن المسجد الأقصى”.
- كما لفت التقرير إلى أن “الاحتلال واصل حفر الأنفاق والحفريات أسفل المسجد الأقصى وفي محيطِه، واستمر في تنفيذ المشاريع التهويدية حوله”.
وقد وثق التقرير الفترة من مطلع غشت 2023 وحتى مطلع غشت الجاري، ويأتي صدوره بعد أيام من الذكرى السنوية الـ55 لإحراق المسجد الأقصى في 21 غشت 1969، على يد أسترالي الجنسية يدعى مايكل دنيس روهان.
خطاب قوي لخالد مشعل برسائل متعددة
وشهدت الفعالية إلقاء خالد مشعل رئيس حركة حماس في الخارج كلمة عبر التناظر المرئي، أكد فيها استمرار المقاومة بكل أطيافها في الدفاع عن كل فلسطين، وعن الأقصى الذي كان عنوان معركة 7 أكتوبر: إن “الطوفان اتخذ المسجد الأقصى اسما وعنوانا ورمزا وروحا“. وبعد الشكر للمؤسسة ولكل أحرار العالم قدم بعض الخيارات الاستراتيجية للمرحلة القادمة والتي ينبغي للأمة أن تنخرط فيها بقوة ومن بينها:
- الاحتفال بالذكرى السنوية لملحمة 7 أكتوبر وجعلها محطة للتظاهر والتنديد بجرائم الاحتلال.
- الدعوة إلى استمرار العمليات الموجعة للعدو في الداخل الفلسطيني ومن مختلف الجبهات وليس غزة فقط. لأنها هي التي توجع العدو، وتجعله يرتدع نسبيا.
- الدعوة إلى الاستمرار في الفعاليات الشعبية والمرابطة في الوقفات والاعتصامات إلى حين وقف العدوان.
- دعوة الأفراد إلى تحديد مواقعهم من الطوفان، وإلى البحث بعد ذلك عن السبل والوسائل الكفيلة بالقيام بما يجب عليه، مصداقا لقوله تعالى:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ } [محمد: 19]
- الوفاء للشهيد القائد إسماعيل هنية الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي نهاية شهر يوليوز، والاستمرار في العهد مع المقاومة إلى تحرير الأقصى.
- التأكيد أن “الأقصى مقدس إسلامي خالص لنا وهو انتماء لأمتنا العربية والإسلامية ولن نسمح لأي حق للصهاينة فيه، وسنُبقي الأقصى بطهره وانتمائه لأمته”.
- ضرورة تحويل عنوان المؤتمر الذي احتضنته إسطنبول إلى “استراتيجية حقيقية”، وأنه لا يجوز أن نترك “غزة تخوض حربا عالمية تقريبا وحدها، وهذه وقفة يجب أن تصدمنا وتذكرنا بالحقيقة”..
- التأكيد على أن عدم جدية أمريكا في مفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة التبادل:”الولايات المتحدة ليست جادة وليست وسيطا بل هي شريك في العدوان” فهي التي تمد الاحتلال الإسرائيلي بكافة أسلحة الدمار خلال العدوان، موضحا أن المقترح الذي وافقت عليه حركة حماس في 2 يوليوز الماضي “تخلت عنه واشنطن، وقامت بوضع اللوم على حماس، وهي تعلم أن نتنياهو من عطله”.
- ضرورة اغتنام الدخول المدرسي والجامعي في عودة الفعاليات الداعمة لفلسطين والمنددة بالهمجية الصهيونية: حمل شارات فلسطين والكوفية الفلسطينية وغيرها وينبغي للأساتذة أن يعطوا القدوة في ذلك..
- استمرار الرباطات والمسيرات ومظاهر النصرة والاحتجاج السلمي إلى حين وقف العدوان وتحرير الأقصى. والتأكيد أنه كما نتألم ونألم لمصاب أهلنا في غزة وندعو الله إلى فرج قريب عنهم فإن العدو يتألم أكثر، ونرجو من الله ما لا يرجوه قال تعالى: {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا } [النساء: 104]
هذا وقد حضر المؤتمر بعض الفعاليات من دول إسلامية، وحضر من المغرب الدكتور الحسين الموس مدير مركز المقاصد للدراسات والبحوث وعضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، ومن الجزائر الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية عبد الرزاق مقري، وكذلك الرئيس السابق للمؤتمر القومي العربي الإسلامي.
الدكتور الحسين الموس