مؤتمر الحوار الإسلامي-الإسلامي يدعو لتعزيز الوحدة لمواجهة التحديات المهددة للأمة

دعا المشاركون في مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي “أمة واحدة.. مصير مشترك” لتعزيز الوحدة الإسلامية والتفاهم المشترك بين المذاهب لمواجهة التحديات التي تهدد الأمة.
وأكد المتحدثون في المؤتمر على ضرورة تجاوز الخلافات التاريخية، والعمل على ترسيخ مفاهيم التعايش السلمي، مستندين إلى التجارب الناجحة في التقريب بين المذاهب.
وشدد المشاركون في المؤتمر الذي افتتح أول أمس الأربعاء على أن تحقيق الوحدة الإسلامية ليس أمرا مستحيلا، بل يتطلب جهودا مشتركة على المستويات الفكرية والسياسية والاجتماعية.
وأكدوا أن الإعلام يجب أن يكون أداة لتعزيز التقارب لا وسيلة لإثارة النزاعات، مشيرين إلى أن العالم الإسلامي يزخر بتجارب ناجحة في التعايش السلمي، يمكن الاستفادة منها لإرساء نموذج عملي للوحدة، والتصدي للفكر المتطرف الذي يرسخه بعض أتباع المدارس الفكرية المختلفة.
ونبه المشاركون إلى أنّ التحديات المحدقة بالأمة تتطلب تضافر جهود أبنائها، والبناء على المشتركات والإفادة من الإرث الإسلامي وصون المجتمعات من الفرقة والانقسام.
من الجانب المغربي، أكد سعيد شبار الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى وأستاذ التعليم العالي بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال على ضرورة تشبث المسلمين بالكليات الدينية الموحدة وتجاوز الجزئيات الخلافية.
وشدد شبار، في مداخلة له بالمؤتمر حول “دور العلماء في تجاوز عوائق التفاهم بين المذاهب الإسلامية”، على أن معظم آفات التدين السائدة حاليا، وطغيان الصراع والنزاع بين المسلمين وغيرهم، ناجمة عن تراجع الأصول والكليات الناظمة والموحدة، وتصدر الفروع والجزئيات الباعثة على الخلاف.
ودعا الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، العلماء إلى العمل على رد الاعتبار للأصول الكلية أحكاما وقيما جامعة، مؤكدا على أن الوعي بوظيفة العالِم الديني في الأمة مسألة حيوية في بناءها، وخصوصا حينما يتعلق الأمر بوحدتها وانسجامها ورعاية مصالحها العامة والمشتركة.
كما أكد أستاذ التعليم العالي بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، على ضرورة عودة العلماء إلى دورهم الحقيقي في تحقيق التفاهم بين المذاهب، من خلال التركيز على المشتركات الدينية والأصول المتفق عليها، بدلًا من التركيز على الجزئيات الخلافية.
ويشارك في أشغال مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي أكثر من 400 شخصية من كبار العلماء والقيادات والمرجعيات الإسلامية والمفكرين والمثقفين والمهتمين من أزيد من 66 بلدا حول العالم من بينها المغرب.
ويعد هذا الملتقى العالمي مبادرة فريدة ترتكز على إعمال مبادئ الحوار البناء كوسيلة لتحقيق التفاهم والوحدة والتعاون بين البلدان الإسلامية، يتوخى تعزيز دور العلماء والمرجعيات الدينية، وتشجيع ومواكبة جهودهم في رأب الصدع بين المذاهب المختلفة، ونبذ خطاب الكراهية، وتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل، والعمل على تجديد الفكر الإسلامي لمواجهة أسباب الفرقة والنزاع والتحديات المشتركة، مع إبراز التجارب الناجحة في هذا المجال.
كما يمثل أرضية ملائمة لدعم جهود هذه الثلة من المفكرين والعلماء المسلمين، في سعيها نحو تحديد رؤية إسلامية متجددة، تمكن بلدان العالم الإسلامي من رفع التحديات التي تفرضها الظرفية الراهنة والتحولات الدولية المتسارعة، بالإضافة إلى تفعيل التضامن الإسلامي وتعبئة الطاقات لخدمة القضايا العادلة للأمة الإسلامية.
ويتضمن برنامج المؤتمر، المنعقد على مدى يومين، تنظيم سلسلة من النقاشات والندوات والجلسات الفكرية، بهدف صياغة عدد من التصورات والأفكار والتوصيات الرامية إلى التصدي لنزوعات التطرف والانغلاق والجمود، باعتبارها من أهم التحديات التي تواجه العالم الإسلامي، وكذا المساهمة في إشاعة قيم التسامح والتعايش بين شعوب البلدان الإسلامية.