مأساة مسلمي الروهينغا بين الإبادة والتهجير
الروهينغا أقلية تعيش غرب جمهورية اتحاد ميانمار جنوب شرق آسيا، ويبلغ تعدادها حوالي 1.3، أي أنها تشكل أقل من 10 في المئة من السكان، وتسكن إقليم راخين (أرخان سابقا) وهو موطن أقلية أخرى هي “راخين”.
يتحدث مسلمو الروهينغا اللغة الروهينغية، وهي تختلف عن باقي اللغات المستخدمة في ولاية راخين ومختلف أنحاء ميانمار، ولا يتم اعتبار الروهينغا من بين الجماعات العِرقية الرسمية في البلاد، فقد حُرِموا من الحصول على مواطنة ميانمار منذ عام 1982، الأمر الذي جعلهم عديمي الجنسية.
ويعيش معظم الروهينغا في ميانمار في ولاية راخين الواقعة على الساحل الغربي للبلاد، ولا يُسمَح لهم بالمغادرة دون إذنٍ من الحكومة، وهي واحدة من أفقر الولايات في البلاد، وتشبه مخيماتها الغيتو، وتعاني من نقص الخدمات والفرص الأساسية.
وبسبب العنف والاضطهاد المستمرين، فر مئات الآلاف من الروهينغا إلى البلدان المجاورة، إما برا أو بحرا، على مدار عقود عديدة، وأما من بقي في ميانمار، فيواجهون السخرة، وليس لديهم الحق في امتلاك الأراضي، وتُفرض عليهم قيود شديدة.
عاش المسلمون في المنطقة المعروفة الآن باسم ميانمار منذ أوائل القرن الثاني عشر، وفقاً لكثيرٍ من المؤرخين وأعضاء جماعات الروهينغا، وكلمة أراكان هي إشارة إلى المنطقة المعروفة الآن باسم راخين، ويسود اعتقاد بأنهم أسلاف تجار مسلمين استقروا في المنطقة منذ أكثر من 1000 عام.
إقرأ أيضا: رغم الترخيص، قوات الاحتلال تمنع استكمال أعمال الترميم بالحرم الابراهيمي |
في شهر غشت 2017، أُطلق العنان لآخر حلقات العنف التي لا حصر لها ضد أقلية “الروهينغا” المسلمة من قبل جيش “ميانمار”، فبعد أن أصبحوا لاجئين في “بنغلاديش” المجاورة، يعيش أكثر من مليون من “الروهينغا” في مخيمات محفوفة بالمخاطر، في ظل الرياح الموسمية ونقص الغذاء؛ ما يهدد سلامتهم بشكل كبير.
وفي سنة 2020، نقلت بنغلاديش أكثر من 1600 لاجئ من الروهينغا المسلمين من مخيماتهم إلى جزيرة تضربها أعاصير وفيضانات باستمرار، وهي المرحلة الأولى من خطة مثيرة للجدل لإعادة توطين 100 ألف شخص منهم، ورست السفن التي تقل هؤلاء اللاجئين ظهر اليوم الجمعة في جزيرة باسان شار حسبما قال شمسود دوزا، مسؤول اللاجئين في بنغلاديش الذي يرافق الروهينغا.
وتقول بنغلاديش إنها لا تنقل إلى جزيرة باسان تشار سوى اللاجئين الراغبين في الذهاب إليها، وإن هذا سيخفف التكدس الدائم في المخيمات بالداخل التي تؤوي أكثر من مليون من المسلمين الفارين من ميانمار المجاورة.
وخلاف ذلك، ذكرت منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان أن العديد من الذين أرسلوا في الدفعة الأولى الجمعة أجبروا على الذهاب، في حين أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنه يتعين تمكين لاجئي الروهينغا من اتخاذ قرار الانتقال إلى جزيرة “باسان تشار” في بنغلاديش بمحض إرادتهم وبناء على معلومات صحيحة تعطى لهم، وذلك في الوقت الذي بدأت فيه سفن تابعة للبحرية في نقل حوالي 1600 إلى تلك الجزيرة النائية.
س.ز/ الإصلاح