لا لرسائل التشفي في زمن الكورونا – عبد الرحيم مفكير
ظهرت في اليومين الأخيرين بعض الرسائل الغريبة عن ثقافتنا المجتمعية ولم نعهدها طيلة قرون من الزمن.
في مغرب تعدد الثقافات تتعايش الأديان، ولم تسجل أحداث طائفية إلا استثناءات تؤكد قاعدة التعايش والتميز المغربي.
عاش اليهود المغاربة حياة العزة والكرامة قبل أن تصل إليهم مخططات لوبيات الصهيونية التي هجرتهم بأساليب متعددة بعد
عملية غسل الدماغ، وكانت عبر ثلاثة مراحل جعلت حياتهم جحيما في أرض الشتات وليس أرض شعب الله المختار ” أرض الميعاد”، وانتفض المغاربة ضد سياسة جولداميير واستغلهم اليمين المتطرف بزعامة ” بيغين”، وبعد أن كانوا سادة مكرمين معززين أصبحوا يطالبون بحقهم في الوجود، وأن يعاملوا مثل بني جلدتهم من الأوربيين. سكنوا الخيام وتحملوا الحر والقر، وإن كان حالهم تغير اليوم فإنهم ما زالوا يتذكرون استنجاد آبائهم وبعضهم بمحمد الخامس كي ينقدهم من الجحيم.
اليوم بعد أن أصاب وباء كورونا بعضنا، انبرت تعليقات هنا وهناك للتشفي والحديث عن الانتقام الإلهي، كما طالبت أقلام بإطلاق جميع سجناء الرأي باستثناء توفيق بوعشرين، بدون مبرر منطقي ومعقول، فلما يستثنى هذا الرجل من عفو ملكي مهما كانت الخلافات معه.
كيف نستسيغ أن نعتبر إصابة بعض المحامين بداء كورونا بالعقاب الإلهي وبعد “القراء” بالابتلاء، إنها محاكمات بشرية بتوقيع سماوي، فمن ذا الذي ” يتأله على الله”.
إن الداء يصيب المؤمن والكافر والمشرك والكافر والمنافق، اليهودي والنصاري والبودي والمسلم والكونفوشيوسي، والسيخي، وغيرهم كثير.
اللحظة لحظة إنسانية بامتياز تعلو فيها “الغيرية” والتعايش مع المخالف، وفرض قيم التضامن والتآزر والمحبة، فنحن جميعا في نفس السفينة لا ربان لها، وتشرئب الأعناق للسماء تنتظر الغيث والفرج من مالك السموات والأرض، فلنترك أحقادنا وكراهيتنا، ولنكن رسل أمل ومحبة.