لإسكات الحقيقة.. الاحتلال الإسرائيلي يقتل 238 صحفيا في حرب إبادة غزة

دفع الصحفيون الفلسطينيون في حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ 22 شهرا، ثمنا باهظا مقابل أداء واجبهم المهني في تغطية الأحداث من الميدان، واستهدفهم الاحتلال بغية إسكات الحقيقة وحجب صورة ما يحدث عن العالم الخارجي.
ولم يكن حمل الكاميرا أو الميكروفون وارتداء الدرع كافيا لحماية الصحفيين من الغارات والقصف بل كانوا هم الهدف، إذ تعمّد جيش الاحتلال استهدافهم أثناء توثيقهم لمعاناة المدنيين ونقل تفاصيل الكارثة، وحتى أثناء لحظات استراحتهم والتقاط أنفاسهم بعيدا عن الميدان الملتهب.
وحسب إحصائيات للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة ونقابة الصحفيين الفلسطينيين، وعلى مدار نحو عامين من الإبادة الجماعية، استشهد 238 صحفيا بينهم 26 صحفية في حرب إبادة غزة،آخرهم أنس الشريف ومحمد قريقع اغتالهم الاحتلال وأربعة آخرين في 10 غشت 2025 بغارة استهدفت خيمة كانوا يقيمون فيها قرب “مستشفى الشفاء” غرب مدينة غزة.
كما أصيب في حرب الإبادة لأهل غزة 480 صحفيا وتعرض 49 آخرون للاعتقال، ودمر جيش الاحتلال 32 منزلا لصحفيين قصفها بطائراته الحربية.
وشمل استهداف الاحتلال البنية التحتية للقطاع الإعلامي، باستهداف 12 مؤسسة صحفية ورقية، و23 مؤسسة إعلامية رقمية، و11 إذاعة، و16 فضائية (بينها 4 محلية و12 مقراتها بالخارج)، و5 مطابع كبرى و22 مطبعة صغيرة، و5 مؤسسات نقابية ومهنية وحقوقية معنية بحرية الصحافة.
ويقدر المكتب الإعلامي الحكومي خسائر هذا القطاع في غزة بأكثر من 400 مليون دولار، ورغم ذلك، لا تزال 143 مؤسسة إعلامية تواصل عملها في القطاع رغم القتل والتدمير.
وقال مدير المكتب إسماعيل الثوابتة لوكالة لأناضول إن “استهداف الاحتلال الصحفيين والمؤسسات الإعلامية جريمة حرب مكتملة الأركان”. وأضاف: “قتل الصحفيين يهدف لإسكات الحقيقة وطمس معالم جرائم الإبادة الجماعية، وهي تمهيد لخطة الاحتلال الإجرامية للتغطية على المذابح الوحشية الماضية والقادمة التي نفّذها وينوي تنفيذها في قطاع غزة”.