كيف يستعد مريض الصداع النصفي لشهر رمضان؟

تتزايد احتمالات الإصابة بنوبات الصداع النصفي في عددها وشدتها خلال شهر رمضان. ويحتاج المرضى لمعرفة الأنماط الغذائية والحياتية التي يمكن اتباعها لتقليل الألم.
ما هو الصداع النصفي؟
الصداع النصفي؛ إضطراب عصبي مزمن يتميز بتكراره. في أغلب الأحيان تتراوح شدته بين المعتدلة إلى الحالات الشديدة، وعادة ما يكون في جانب واحد من الرأس. ويتميز عن غيره من الصداع بأنه نابض، وقد تمتد النوبة من ساعتين إلى ثلاثة أيام متواصلة.
وتقول منظمة الصحة العالمية، إن السبب الدقيق للصداع النصفي لا يزال مجهولاً، على الرغم من أنه شائع جداً بحسب المنظمة، إذ يصيب واحداً من كل سبعة بالغين حول العالم، وفق أرقام صدرت عنها في 2014 ولم تُحدّث للآن. وهو مرض أكثر شيوعاً بين النساء بنسبة تصل إلى 3 مرات أكثر من الرجال، إذ تزداد فرص الإصابة مع التغيرات الهرمونية عند النساء، وعادة ما تكون النوبات مصحوبة بالغثيان والقيء ورهاب الضوء والصوت.
وتؤثر نوبات الصداع النصفي على قدرات التركيز والمزاج الشخصي للمريض خلال وبعد فترة النوبة، مما يؤثر على عمله اليومي وإنتاجه. وإلى جانب الأعراض خلال النوبة التي قد تصلّ في ذروتها إلى الشلل النصفي سواء لوقت قصير أو دائم، هناك أيضاً أعراض بعد أن تنتهي النوبة، كالاكتئاب وعدم التركيز وصعوبة في التعبير عن الكلام.
ولا يتوفر علاج مستدام لمرض الشقيقية، لكن هناك أدوية متعددة يتم وصفها للمرضى حسب شدة النوبات، منها ما يمكن أن يُجهض النوبة والأعراض المرافقة لها، ومنها ما يسهم في تقليل تكرارها وشدتها، بالإضافة إلى أن هناك عوامل تساعد الوقاية منها على تقليل فرص الإصابة، فمثلاً تشكّل الأطعمة مثل الشوكولاته والفواكه المجففة واللحوم محفّزات للألم، إلى جانب عوامل بيئية أخرى كالتوتر وقلة النوم والاكتئاب.
وتزداد احتمالات الإصابة بالصداع خلال رمضان بسبب قلة السوائل في الجسم، ونقص السكر بشكل كبير إلى جانب التوتر الشرياني، وانخفاض الكافيين، جميعها أسباب قد تؤدي إلى زيادة في النوبات.
وعادة ما تشكل الأيام الأولى من شهر رمضان قلقا لمرضى الصداع النصفي، بسبب الاختلاف المفاجئ في الأنماط الغذائية والحياتية، لذا فإن التمهيد قبل نحو أسبوعين يساعد المرضى على تجاوز الأيام الأولى.
خطوات للاستعداد لصيام شهر رمضان
- تقليل كميات القهوة والمنبهات التي يستهلكها تدريجيا، حتى تصبح في حدها الأدنى عند بدء شهر الصيام، وتأخير موعد تناولها كذلك.
- تأخير موعد الإفطار خلال الأيام السابقة لرمضان، وتقليل أي وجبات بينية أو خفيفة بين الوجبات الرئيسية خلال اليوم، والحفاظ على ترطيب الجسم بشكل مستمر عبر شرب كميات كافية من الماء، إضافة إلى تحسين النوم وتعديله بما يتماشى مع رمضان.
- تناول الأغذية الغنية بالمغنيسيوم الذي يساعد على النوم العميق واسترخاء الأوعية الدموية خلال وقبل الدورة الشهرية، وأبرزها الخضراوات الخضراء، إلى جانب تناول أطعمة غنية بالأحماض الدهنية الجيدة والمتوفرة بالأسماك.
أما في حال شعر الشخص باحتمالية إصابته بنوبة للصداع، فلا بد من الابتعاد عن الأطعمة التي يمكن أن تحفز الصداع كالشوكولاته والألبان والأجبان تحديدا خلال وجبة السحور، وتعويضها بالنشويات المعقدة كالخبز الأسمر، والبقوليات كالفول والحمص والشوفان وخبز الشعير، وأي أغذية تحتوي على ألياف، والخضراوات مع أغذية تحتوي على البوتاسيوم كالتمر والموز.
وتساعد القهوة على التخفيف من نوبات الصداع شريطة أخذها بنسب معقولة، كي لا تزيد كمية الكافيين بالجسم ويؤدي ذلك إلى أعراض انسحابية تزيد من الصداع.
وتشكل قدرة الشخص على الصوم من عدمه رهن للطبيب المعالج، حسب النوبات وتكرارها وشدتها، فمثلا في حالات القيء المستمر المرافق للصداع يحتاج المريض للسوائل والماء، في حين أن المرضى الذين يصابون بنوبات بسيطة ومتباعدة ويمكنهم التعامل مع الألم يستطيعون الصوم بشكل طبيعي، لكنّ في حال تكرار النوبات وتزايد شدتها يوصي الأطباء المريض بتناول العلاجات والماء للتقليل من الألم.