كيف تتعامل مع الطفل العنيد؟
يُعد العناد كما هو شائع، تصرفا فطريا طبيعيا لدى الأطفال، فلكل طفل أسلوبه في التعبير عن رغبته ودوافعه وفق شخصيته، فقد يفعل الطفل سلوك الزن أو العناد ذكاء منه وذلك لخضوع الأهل لرغباته وتلبية ما يريد بعد استمرار الزن والإصرار على أخذ ما يريد.
وفى حالات أخرى يقوم الطفل بهذا السلوك من باب التقليد والمحاكاة بسلوكيات الآخرين صغارا كانوا أو كبارا، وذلك لرفض ما لا يريد القيام به أو الوصول لشيء ما يريده.
ويبدأ العناد في مرحلة مبكرة لدى الأطفال، وهي الفترة العمرية من 18-24 شهرا وقد تندثر بعد فترة أو تستمر وتصبح سمة من سمات شخصية المرء طوال عمره، وذلك حسب اختلاف البيئة الأسرية والمحيط الاجتماعي، والعوامل الوراثية المختلفة التي تساهم في استمراره أو اندثاره بشكل أو بآخر.
ويتميّز الطفل العنيد بأن لديه آراء قوية ومتينة أحيانا، ويميل إلى المجادلة حول موضوع النقاش، كما قد يلجأ إلى الجرأة والتّحدي في حال لاحظ عدم الاستماع له، كما أن العناد يعد مؤشرا واضحا للنجاح والتميز في الحياة المستقبلية، فالتأثيرات الإيجابية التي تنتج عن صفة العناد إذا تم التعامل معها بحكمة فإنها ستخلق قائدا في المستقبل.
ويمكن حصر الأسباب النفسية والتربوية للطفل العنيد في :
- فقد الحنان والألفة: يؤدي شعور الطفل بالاضطهاد الدائم من أقرانه، وشعوره أيضا بالإهمال، وفقد الحنان والألفة في المحيط الأسري إلى البكاء الشديد والعناد ورفض كل ما يطلب منه.
- تمييز الأهل طفلا عن آخر: يؤدى تمييز الأهل لطفل دون الآخر وحرمانه من مشاركته لرأيه، أو عصبية أحد الآباء إلى اكتساب الطفل سلوك العناد أو الزن، فالأطفال كالإسفنج يمتصون كل السلوكيات التي تحدث أمامهم.
- تدليل الطفل أكثر من اللازم
وفي الغالب تتبع معظم الأسر واحدة من طريقتين مع الطفل العنيد، وهي إما تلبية رغباته كي يصمت ويتوقف عن الزن، أو تعنيف الطفل بشكل شديد، ولكن كلتا الطريقتين غير مناسبتين للتعامل مع الطفل العنيد الزنان.
فتلبية رغباته تجعله يدرك أن الزن سبيل جيد للحصول على ما يريد، وبالتالي سيكرر السلوك دائما، وهذا ما لا نريده أبدا، أما التعنيف فسيشعر الطفل بالإهمال وعدم الأهمية، وكلاهما مُسكّن مؤقت لا يحل المشكلة من جذورها ويعالجها بشكل تربوي سليم.
ومن الطرق التربوية الملائمة للتعامل مع الطفل العنيد الزنّان:
- النظر للأمر كسلوك وليس كشخص: بمعنى أن تنظر لما يقوم به الطفل من سلوك يحتاج إلى تقويم ودورك كمربي هو مساعدته، ولا تنظر له لشخصه وتتخذ من الأمر موقفاً شخصيا وتضع رأسك برأسه وتصبح مثله.
- كن الفعل لا رد الفعل: ابتعد عن الضرب والعصبية وصيغة الأمر في الحديث مع طفلك وقت حدوث السلوك العنيد الخاطئ منه، لأنه حينها يتصرف بعناد أكثر لإثبات ذاته، فكن أنت الفعل والحدث وحافظ على هدوئك.
- اجلس في مستوى الطفل وانظر إلى عينيه واجعله ينظر إليك وتكلم بصوت هادئ مريح وحاول أن تربت على كتفه بحب، وأخبره أنك تحبه وتتفهم رغباته وتود سماعه ولكنك لا تستطيع سماعه بهذه الطريقة وأنك ستنتظره لحين أن يهدأ ثم يخبرك عما يريد بطريقة ملائمة.
مواقع إلكترونية