كورونا وقيمة الحياة – عبد الرحيم مفكير
أعاد فيريس كورونا للحياة قيمتها حيث اليوم يعمل الجميع ما في وسعه لإنقاذ نفسه أولا قبل غيره، وأن لا يلقي بها إلى التهلكة، بالرغم من أن بعض المستهترين لا يهتمون بكل التحذيرات والتوجيهات واتخاذ التدابير الضرورية للمحافظة على النفس البشرية والمساهمة في عدم نقل العدوى.
توقف العالم بدوله العظمى أمام فيريس غير مرئي قاتل، وبدأت مؤشرات الانهيار الاقتصادي، وأغلقت مطارات وموانئ وشركات ومعامل، وشددت السلطات في الأماكن الأكثر رواجا للضرورة من الحرص على عدم اختلاط الناس واقتراب بعضهم ببعض.
أشياء كثيرة تغيرت في حياتنا لم يعد بمقدورنا الخروج بحرية، إلى الشارع ولا الجلوس في المقاهي أو الحدائق وغيرها، إنها حالة استثنائية لوضع استثنائي، رأس المال فيه المحافظة على النفس وعدم إهلاكها.
لقد كانت خطيئة قابيل بقتل هابيل أول جرم في حق نفس بشرية ” من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما احيى الناس جميعا” إنها مما يجب أن يحفظ في جميع الشرائع إلى جانب العقل، الدين، النسل، المال.
فللنفس مكانة عظيمة ولا يليق بالعبد بل يحرم عليه أن يحد منها بالإقدام على الانتحار أو غيره، ” ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق” ” ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة” ” كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه” ” من تردى من جبل…” أي قتل نفسه.
ووضعت أشد العقوبات من أجل المحافظة على النفس” ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب”.
لقد عرفت البشرية إبادات جماعية أودت بشعوب إلى الهلاك مثل ما حدث للهنود الحمر وبسبرينتشا والبوسنة والهرسك وسرايفو والعراق وجبال الريف وفلسطين منذ الأربعينات إلى اليوم وغيرها …… وأنشأت منظمات حكومية وغير حكومية للدفاع عن حقوق الإنسان والحفاظ على الأرواح.
علم الناس اليوم أن حياتهم مقدمة على غيرها من امتلاك المال والسكن وغيره رغم أهميتهم. فعلينا أن نغتنم خمسا قبل خمس ومنها حياتنا قبل موتنا.