كافي يكتب عن صلاة التراويح لهذه السنة
لم أفهم ما فهمه بعض الأكارم من بلاغ الحكومة انها منعت صلاة التراويح هذا العام، ولا أنها سمحت بها لجميع المسلمين المتشوقين إليها.
البلاغ قرر حظر التنقل الليلي خلال شهر رمضان يوميا، من الثامنة ليلا ،إلى السادسة صباحا. وهو نفس التوقيت الذي كنا عليه.
لقد صلينا الصلوات الخمس مع هذا التوقيت نفسه، ولم نجد المساجد التي فتحت قد أغلقت في صلاتي العشاء والصبح.
التوقيت الذي لا زلنا نعيش عليه فيه حظر التجول ليلا من التاسعة ليلا، وحيث إنه في رمضان ستنقص ساعة، فقد أصبحت التاسعة هي الثامنة، فلم أر تغيرا في القرار.
يا رعاكم الله وحفظكم وحفظ ذويكم، ارفقوا بأنفسكم وبنا معكم، لا تصوروا دولتكم معادية للدين، ولا تدفعوها لذلك.
هناك خبراء نزهاء وأكفاء قرروا أن المغرب دخل في الموجة الثالثة لتطور الوباء.. وهي موجة تضرب دولا في المعمور كله، وبسببه اتخذت دولا إسلامية منع صلاة التراويح هذا العام: تركيا ،وسلطنة عمان…
وإذا قرر خبراء الأوبئة أن منع الصلوات الخمس فيه حماية للارواح، فهل نفتي الناس ونحرضهم على المشاكسة والمزايدة؟ من من علمائكم المعتبرين يقول بذلك نتبعه؟
جميعا نريد أن نحضر صلاة التراويح هذا العام، لكن إذا قرر الخبراء أن في ذلك ضررا على ارواحنا وأرواح الناس، فالسكوت عن جريمة الدفع إلى الإذن بهذه الصلاة جريمة ومنكر، تستحق أن توصف بقوله صلى الله عليه وسلم متمعرا وجهه:”قتلوه قتلهم الله، قتلوه قتلهم الله… الحديث.
هل نسيتم تهورنا مع عيد الأضحى وما كان من مخلفاته؟؟
إذا أذن لنا بصلاة التراويح فمرحبا والف مرحبا، وإذا كانت الاخرى فمرحبا بقضاء الله وقدره فينا، ولنجعلها مناسبة لبيوتنا وأسرنا وأبنائنا. مناسبة كي تضعوا برنامجا لاسرتكم لطالما فرطنا في هذه الأسر. فنجعل من المحنة القاسية منحة ونعمة عظيمة.
فبرجاء ومناشدة، لا تزايدوا على دولتكم باسم الدين والإيمان القوي. ولا تجردوا دولتكم من هويتها الدينية، فإنكم تنزعون الخير عنكم. ولربما تكونون آثمين إن دفعتموها بهذه التصرفات كي تصبح معادية للدين.
ولست أدافع عن دولتنا، ولا أنا وكيل عنها. لكني أعلم أن ظلم الدولة كظلم الأفراد بل أشد.
ولا أقول: إنها دولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
معاذ الله، معاذ الله
إنها دولة مسلمة، ودينها الإسلام، على مقاسي، وعلى قدر ديني انا العبد الضعيف المذنب الوالغ فيما لا تحمد أعماله، و يستحيي منها، ويجتهد في سترها.
ورمضان مبارك عليكم جميعا، وعلى دولتنا وسائر دول الإسلام.
د. أحمد كافي