المغاربة بـ”مونديال” قطر .. سجدة شكر ومحبة فلسطين والتفاف عالمي
ظهرت طينة الشعب المغربي الطيبة في فعاليات كأس العالم لكرة القدم بقطر 2022. وتجسدت قيمه الجامعة المتمثلة في رسوخ التدين ودعم القضيتين الوطنيتين؛ الوحدة الترابية وفلسطين حرة.
وقد أكسب كل ذلك المنتخب المغربي التفافا عالميا واحتراما منقطع النظير في كل مبارياته بالكأس. وأظهرت مشاهد منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي احتفاء كبيرا بالمنتخب المغربي في جميع ساحات الدول الإسلامية والعربية والدولية. ورفع المحتفلون الأعلام المغربية للتعبير عن ابتهاجهم بالانتصارات التي حققها المغرب.
محبة فلسطين
جسد المنتخب المغربي محبته للشعب الفلسطيني بحمل العلم الفلسطيني خلال جميع المباريات التي أجراها، وأصبح رفع العلم الفلسطيني إلى جانب العلم المغربي نهجا في كل المباريات، أكسبه مزيدا من التقدير والحب والاحترام من لدن الشعب الفلطسني.
وقالت وكالة “شهاب” الفلسطينية، إن لاعبي وجماهير المنتخب المغربي أهدوا انتصارهم التاريخي على إسبانيا في ثمن نهائي كأس العالم للشعب الفلسطيني. وأضافت أنه رغم انشغال نجوم “أسود الأطلس” بالأفراح عقب الوصول لدور الثمانية، إلا أن قضية فلسطين كانت حاضرة بقوة على أرض الملعب.
وأكدت الوكالة، أنه على غرار اللاعبين فقد كانت الجماهير تهتف باسم “فلسطين حرة” عقب تخطي منتخب المغرب نظيره الإسباني، موضحة أنهم أجمعوا على حبهم للشعب الفلسطيني ومساندته في قضيته ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأظهرت مشاهد منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، مبادلة الشعب الفلسطيني المحبة للشعب المغربي باحتفالات غير مسبوقة على أرض فلسطين رغم مآسي الاحتلال. وبينت المشاهد الجماهير الفلسطينية وهي تشجع المنتخب المغربي وتلوح بأعلام المغرب وتحمل صور الملك محمد السادس في ساحات المشاهدة.
وساند الشعب الفلسطيني المنتخب المغربي رغم التطبيع، الذي لم يجد له موطأ قدم في الكيان الجمعي للشعب المغربي، حيث أظهر استطلاع حديث أجراه معهد واشنطن أن الغالبية العظمى في سبع دول عربية أي حوالي 80 في المائة، ينظرون إلى اتفاقياته أنها “سلبية جدا” أو “سلبية إلى حد ما”.
التفاف عالمي
كسب المنتخب المغربي حب واحترام الجماهير بفضل مهاراته الكروية وانضباطه وأخلاقه وتمسكه بالقضايا الكبرى، ولم يجد الدعم من الجماهير المغربية فقط بل وجده أيضا في جماهير عربية وإسلامية وحتى دولية ما أهله لمزاحمة الكبار في الدور ربع النهائي لأول مرة في تاريخه.
ووثقت كاميرا القنوات العالمية وصحافة الهاتف، طوفانا بشريا خرج في شوارع المدن المغربية من طنجة إلى الكويرة ابتهاجا وفرحا واحتفالا بتأهل أسود الأطلس إلى ربع نهائي كأس العالم كأول منتخب عربي، حاملين الأعلام المغربية والفلسطينية ومتوشحين بالكوفية الفلسطينية.
وأكد موقع “فرانس24” تجاوز هذا الدعم حدود المغرب إلى بلدان عربية، في أول مونديال يقام في بلد عربي، مع تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية فيديوهات لاحتفالات وفرح في عفرين بسوريا وغزة في الأراضي الفلسطينية..
وأضاف المصدر أنه بعد دقائق قليلة، تجمع مواطنون من كل الأعمار في شارع محمد الخامس الرئيسي وسط العاصمة للاحتفال بهذا الإنجاز التاريخي. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل إعلام محلية ومواقع تواصل اجتماعي الملك محمد السادس يشارك المواطنين فرحتهم مرتديا قميص المنتخب.
وأكد موقع قناة “روسيا اليوم” أن مئات المشجعين المغاربة خرجوا إلى شوارع باريس ومدريد احتفالا بالفوز التاريخي لمنتخبهم ضد أسبانيا في مونديال “قطر 2022″، مضيفا أن المشجعين شوهدوا وهم يهتفون ويطلقون الألعاب النارية في شارع الشانزليزيه الفرنسي الشهير وسط حضور كبير للشرطة.
سجدة شكر
من الصور والمشاهد التي لفتت انتباه وكالات الأنباء العالمية حضور الجانب الديني في احتفاليات المنتخب المغربي، إذ نشرت وكالة الأناضول صورة للمنتخب المغربي وعلقت عليها بعبارة “لاعبو المغرب يؤدون سجدة شكر بعد فوز تاريخي على منتخب إسبانيا، ويصبحوا أول منتخب عربي يصل لدور ربع النهائي في تاريخ كأس العالم”.
وسلطت عدة مواقع الضوء على جوانب جميلة في المنتخب، ومنها قضية الإعلاء من قيمة العائلة وتقدير الأم ورضى الوالدين، إذ حضرت العوائل في مدرجات كأس العالم بقطر لمساندة أبنائها، كما سلطت الضوء على إيمان المدرب وترديده الدائم “مول النية يغلب”.
ونقل موقع “دي دابليو” عن مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي قوله “أعتقد أننا قدمنا مباراة رائعة، تكتيكياً التزم اللاعبون بالخطة، لم يستسلموا، قلت لهم إننا سنتعب، لقد دخلوا التاريخ. أقنعتهم بأن يكونوا طموحين”. وأضاف “اللاعبون مستعدون للموت من أجل بلدهم، نحن طموحون وسنقدم كل شيء”.
موقع الإصلاح