قيادة التّوحيد والإصلاح: موقف ماكرون من مغربية الصحراء يقوّض أطروحة الانفصال وتصريحه حول القضية الفلسطينية غير مقبول

أكد المكتب التّنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمملكة المغربية، تشكل طفرة نوعية في التعاون بين البلدين، خاصة بعد التّصريح الرّسمي الواضح والمعلن الدّاعم لمغربية الصحراء، مما يعزز موقف المغرب وسيادته على كامل أراضيه، ويقوّض أطروحة الانفصال.

وشدد المكتب التّنفيذي في تصريح له حول زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب منذ الإثنين الماضي على أن الموقف الفرنسي المشار إليه؛ لقي ترحيبا من المغاربة ملكا وشعبا، واستقبل باعتزاز وتنويه بصوابيته وبمطابقته للحقائق التاريخية والقانونية والواقعية لمغربية الصحراء.

كما أوضح التّصريح أن الموقف الفرنسي فيه دلالة على نجاح دبلوماسي مغربي يستحق الإشادة والتثمين، مشيرا إلى أنه موقف ينضاف إلى التأييد الواسع الذي يحظى به الموقف المغربي في المنتظم الدولي، ويحفّز على مزيد من الجهد من أجل إنهاء هذا النزاع بشكل نهائي.

غير أن قيادة الحركة وجدت حديث ماكرون حول القضية الفلسطينية مستفزّا إلى حدّ كبير؛ بتهجّمه على المقاومة الفلسطينية ووصفه إيّاها ب “البربرية”، وهو تصريح ؛ يؤكد رئيس حركة التوحيد والإصلاح أنّ فيه تزييفا مكشوفا لحقائق التّاريخ وتبييضا وشرعنة لجرائم الاحتلال الصهيوني المدانة من طرف أحرار العالم ومن طرف المحكمة الجنائية الدولية.

ومما جعل تصريح ماكرون مستفزا أكثر لوجدان المغاربة؛ كونه صدر في مؤسسة تشريعية يُفترض أنها تمثل المغاربة الذين ما فتئوا يعلنون بمرفوع أصواتهم عبر مسيراتهم الشعبية المليونية ووقفاتهم اليومية الصّامدة التي يعبّرون فيها صراحة وبكل وضوح عن دعمهم الدّائم واللاّ مشروط للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني.

وفيما يلي النص الكامل للتصريح

تصريح حول زيارة ماكرون

سجل الأسبوع الجاري لحظة فارقة في تاريخ العلاقات المغربية-الفرنسية؛ وذلك إثر زيارة الرئيس الفرنسي للمملكة؛ وهو بلا شك ما شكّل طفرة نوعية في التعاون بين البلدين.

ولعل أبرز ما جاءت به هذه الزّيارة هو تأكيد تحوّل الموقف الفرنسي من موقف الشك والتّردّد إلى التّصريح الرّسمي الواضح والمعلن الدّاعم لمغربية الصحراء؛ الذي يعزز موقف المغرب وسيادته على كامل أراضيه، ويعمق من تهافت أطروحة الانفصال.

هذا الموقف الفرنسي -بلا شك- استقبله المغاربة ملكا وشعبا بترحيب واعتزاز وتنويه بصوابيته وبمطابقته للحقائق التاريخية والقانونية والواقعية لمغربية الصحراء، وفيه أيضا دلالة على نجاح دبلوماسي مغربي يستحق الإشادة والتثمين. ثمّ إنّه موقف ينضاف إلى التأييد الواسع الذي يحظى به الموقف المغربي في المنتظم الدولي، ويحفّز على مزيد من الجهد من أجل إنهاء هذا النزاع بشكل نهائي؛ من خلال مزيد من تفعيل الدّور الدبلوماسي وتعزيز تنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة وتعميق قيم الوحدة والتلاحم الوطنية القائمة على الثوابت الجامعة للمغاربة المنصوص عليها دستوريا. كما يؤكّد أهمّية تعزيز التشاركية واعتماد مقاربة متعددة المداخل سياسية واجتماعية ومدنية وثقافية.

غير أن تصريحات ماكرون في البرلمان المغربي حول القضية الفلسطينية كانت في غاية الخطورة وجدّ مستفزة للمغاربة؛ بتهجّمه على المقاومة الفلسطينية ووصفها ب “البربرية”، وهو تزييف مكشوف لحقائق التّاريخ وتبييض وشرعنة لجرائم الاحتلال الصهيوني المدانة من طرف أحرار العالم ومن طرف المحكمة الجنائية الدولية؛ والتي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في حقّ من اغتصب أراضيهم وانتهك كلّ حقوقهم من أصحاب الحقّ الشّرعي في غزة والقدس والضّفة ولبنان.

وتزيد خطورة هذا التصريح مع استمرار العدوان الصهيوني -البربري بحقٍّ- على الشعبين الفلسطيني واللبناني؛ الذي خلّف لحد السّاعة قرابة 50 ألف شهيد؛ جلّهم من المدنيين الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة، مع تدمير شامل للبيوت والمساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس بما فيها المراكز الخاضعة لإدارة هيئات الأمم المتّحدة. كما تتجلى خطورة هذا التّصريح في مزيد من فضح العجز الدولي والأممي؛ بل التواطؤ المفضوح الذي يرقى إلى مستوى “المشاركة” لعدد من الدول الكبرى في ارتكاب جرائم الإبادة والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين.

ويبقى ما جعل تصريح ماكرون مستفزا أكثر لوجدان المغاربة؛ هو كونه صدر في مؤسسة تشريعية يُفترض أنها تمثل المغاربة الذين ما فتئوا يعلنون بمرفوع أصواتهم عبر مسيراتهم الشعبية المليونية ووقفاتهم اليومية الصّامدة التي يعبّرون فيها صراحة وبكل وضوح عن دعمهم الدّائم واللاّ مشروط للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني.

لأجل كلّ ذلك فإنّ خطاب ماكرون في البرلمان المغربي يستحق الاستنكار الصّريح والرفض القاطع والإدانة المطلقة؛ ودعوةَ كلّ الفرق البرلمانية التي لم تعبّر بعد عن موقفها؛ إلى الالتحاق بركب البرلمانيين والبرلمانيات الشّرفاء والمجموعات والفُرق البرلمانية الأصيلة التي عبّرت عن الموقف الدّائم للمغاربة؛ والذي لم يتغيّر عبر تاريخهم المشرف المساند للقضية الفلسطينية.
الرّباط؛ 26 ربيع الآخر 1446/30 أكتوبر 2024
د. أوس رمّال
رئيس حركة التّوحيد والإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى