قيادات شبابية: الشباب المغربي مستهدف في منظومته القيمية

قال متدخلون في إحدى فقرات مبادرة تميز للشباب، أمس الثلاثاء 20 غشت 2024، إن الشباب المغربي مستهدف في منظومته القيمية، محددين مجالات التدافع الأساسية في دوائر الصراع المتمحور حول السلطة والثروة والقيم.

وأكد حمزة إدام المشرف على مبادرة تميز للشباب في نسختها الثانية، أن هناك تحد بين منظومة القيم كمفاهيم مجردة عامة وبين تنزيلها في أرض الواقع، موضحا أن الشباب مستهدف على مستوى القيم، قائلا “بالتالي عليهم أن يحموا أنفسهم منها، وأن يكونوا في نفس الوقت في طليعة المجتمع لمواجهتها”.

وأوضح الرئيس السابق لمنظمة التجديد الطلابي أن القيم مرتبطة بالمعنى من الحياة كما هي محددة في الإسلام، مقابل المدرسة الوجودية التي تعتبر أن الإنسان هو مصدر القيم، والمدرسة العدمية التي لا تؤمن بوجود معنى للحياة وبالتالي لا حاجة الإنسان بها.

واستعرض المتحدث ثلاثية تتعلق بالإنسان والواقع والمرجعية، موضحا أن الإنسان يحدد المعنى من حياته، ثم المرجعية وهي الاستخلاف، حيث يسعى للاقتراب من هذه المرجعية عن طريق التدين، والمقصود به هو المجهود الذي يقوم به الإنسان للاقتراب من الصورة المثالية والتي هي المرجعية، وعن طريق التأثير في الواقع من خلال إعمار الأرض ثم علاقته مع الواقع وهي علاقة تأثير وتأثر.

وأضاف إدام أن السلوك يؤثر على القيم خاصة في زمن الانترنيت ووسائل التواصل والأفلام، وحسب المرجعية فإن كل سلوك يحاسب عنه الإنسان حتى الترفيه للاستعانة به على العبادة وإعمار الأرض.

واستعرض المتحدث بعض التيارات السلبية التي لا تحمل قيما ومنها تيار اللا معنى وتيار التفاهة وتيار الفردانية، موضحا أن هذا الأخير يتبنى الحقوق الفردية لتفكيك الحاضنات المجتمعية، ثم تيار الاستهلاكية، بالإضافة إلى قيم الواقع الافتراضي وهي من أخطر الفضاءات التي تُربي القيم والتي أصبحت واقعا نعيشه يوميا، كالخصوصية والحرية والسلبية وتضخم الأنا والمسؤولية.

من جهتها، قالت سارة الحمداوي عضو قسم الطفولة والشباب لحركة التوحيد والإصلاح، إن التدافع القيمي هو عملية مستمرة تستند إلى مرجعية الوحي، وتحملها إرادة قوية عزيمة صادقة وروح متجددة من أجل التغيير، تغيير حالة الأرض من أي يعمها الفساد إلى أن ندفع عنها الفساد.

وأشارت إلى أن هناك ثلاث إشارات أساسية ميزت التدافع في آيات كتاب الله: “أثر التدافع: فغيابه يؤدي إلى الفساد، كما أنه نعمة للإنسان”، و”السننية: وهي سنة الله الممتدة إلى أن تقوم الساعة”، و”الوقاية: فهو حصن ووقاية للفرد والجماعة والأمة”.

واستعرضت المتحدثة مجالات التدافع وهي: السلطة والثروة والقيم، ثم دوائر التدافع وهي: العامة أو الجمهور، النخبة، مؤسسات الدولة، ثم الدائرة الرابعة والمرتبطة بالمؤسسات الخارجية أو ما يسمى المجتمع الدولي.

وأشارت إلى أن الحداثة في المغرب أنتجت منظومة قيم مضطربة، وهذه الحالة تجعل من الوعي بالتدافع القيمي اليوم ذو راهنية وأهمية كبرى، خاصة أن معركة القيم لا يوجد فيها حياد، مشددة على  دور الشباب في هذه العملية من خلال ثلاثية الأثر من أجل عملية تدافع ناجحة وهي: الإيمان الراسخ، والعلم النافع، والعمل المتعدي.

وطالبت بضرورة الانتباه إلى عدم الدخول في حالة الاتجاه الميت والتي توهم الشخص أنه يقوم بعملية تدافع ولكنه في الحقيقة يدور فقط في جنباته دون أن يدخل معترك التدافع الحقيقي والذي يحتاج إلى صبر وتضحيات.

وختمت الحمداوي  المتحدثة عرضها بالحديث عن دور الشباب في التدافع القيمي والذي يرتكز على: اليقظة الإستراتيجية، وتوسيع دائرة الإصلاح، والإبداع في الآليات والوسائل.

يذكر أن الدورة الثانية من مبادرة تميز للشباب التي ينظمها قسم الطفولة والشباب المركزي لحركة التوحيد والإصلاح انطلقت يوم الجمعة 16 غشت وتمتد إلى غاية اليوم 21 غشت 2024، وساهم في تأطيرها رئيس الحركة الدكتور أوس رمال، والنائب الأول لرئيس الحركة الأستاذ رشيد العدوني، والرئيسين السابقين للحركة عبد الرحيم شيخي، ومحمد الحمداوي، كما تستضيف المبادرة كلا من الحبيب شوباني ومصطفى الخلفي، ويونس مسكين، ومصطفى العلوي، إضافة إلى محاور يؤطرها شباب الحركة.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى