قيادات “التوحيد والإصلاح” من داخل مسيرة الرباط.. تطالب بإسقاط التطبيع وإغاثة فلسطين ولبنان
حجّ الآلاف من المغاربة بكثافة منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد 6 أكتوبر 2024 إلى ساحة باب الأحد بالرباط. وجاءوا من مختلف مدن المملكة للمشاركة في المسيرة الوطنية، التي دعت إليها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين إحياء للذكرى الأولى لاندلاع معركة طوفان الأقصى.
وكان الدكتور أوس رمّال رئيس حركة التوحيد والإصلاح، وقيادات المكتب التنفيذي في مقدمة المسيرة إلى جانب شخصيات وطنية وممثلي عدد من الهيئات؛ تمثل مختلف مكونات الطيف السياسي والفكري والحقوقي والمدني والنقابي.
وقال أوس رمال إن المسيرة الوطنية بمناسبة الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى متميزة عن سابقاتها في يوم سجل فيه التاريخ فخرا واعتزازا للمقاومة الفلسطينية التي صمدت صمودا باسلا في وجه الفاشية والنازية الصهيونية واستطاعت أن تصمد سنة كاملة.
وشدد في تصريح لموقع “الإصلاح” أثناء مشاركته في المسيرة، أن يوم السابع من أكتوبر سجل فيه التاريخ أن كل من ناصر الاحتلال من الأمريكان والبريطانيين والنفاق الدولي المعروف، وبالرغم من أنهم حاربوا المقاومة الباسلة بسلاحهم وقوتهم ورجالهم وقتلوا وقذفوا القنابل من الطائرات على الأطفال والنساء والضعفاء وخربوا الديار والمساجد واخترقوا بذلك كل المعاهدات الدولية.
ونبه رئيس الحركة إلى أننا لا نريد أن يسجل علينا التاريخ؛ أننا بعد سنة كاملة مازال بلدنا مطبعا مع هذا العدو الذي قتل الأطفال وشرد النساء، وخرب الديار في فلسطين بغزة والضفة والأقصى ولبنان وفي غيرها.
لذلك -يضيف رئيس الحركة- هبّ المغاربة بكل أطيافهم واختلافاتهم وتوجهاتهم استجابة لهذه المسيرة ليقولو مرة أخرى كفى من هذا النفاق والذل والعار، ولا نقبل بأية علاقة مهما كان شكلها مع الصهاينة، لا مكتب اتصال ولا علاقة دبلوماسية ولا أي شيء، والنصر إن شاء للمقاومة وسنعيش نصرها ونفرح فيها قريبا بحول الله.
من جانبه، قال الداعية الدكتور محمد عز الدين توفيق ، إننا نريد من خلال هذه المسيرات أن أن نكسر هذا الصمت، وألا تتعود عيون المشاهدين على مناظر القتل والتدمير حتى لا يألفوها ويتعودوا عليه، خصوصا وأن ما يقع في فلسطين منكر عظيم، من قتل عشوائي واستهداف للمدنيين في منازلهم ومقاهيهم وأسواقهم، ترفضه الشرائع السماوية والمواثيق الدولية.
وأضاف عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح فيحديثه لـموقع “الإصلاح”، “إذا كان هؤلاء المجاهدون قد أقاموا الحجة وأعذروا إلى الله وأعدوا لعدوهم ما استطاعوا من قوة، فنحن نخاف إذا وقفنا بين يدي الله أن نحاسب لماذا لم ننصرهم، ونصرهم تتحمله الشعوب ويتحمله العلماء والسياسيون والحكام”.
من جهته، قال رشيد العدوني نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح أن الشعب المغربي جاء من خلال هذه المسيرة الوطنية بعد مرور عام على معركة طوفان الأقصى، ليقول للشعب الفلسطيني وللمقاومة شكرا لكم على ما أحييتم من نفوس ومن ضمائر في مختلف ساحات وشوارع العالم تعريفا بالحق والظلم والظالمين وبهذا الكيان الظالم.
وتابع العدوني “جئنا لنقول للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني عذرا لتقصيرنا لأنه رغم وقفاتنا ومسيراتنا لم نستطع أن ندفع هاته الأنظمة إلى أن تقوم بواجبها تجاهكم وتجاه مقاومتكم البطلة وتجاه المسجد الأقصى والقدس، ونقول لكم أيضا صبرا وأجرا فإن بعد العسر يسرا، مع هذا الصمود والإباء والثبات الذي أبان عنه الشعب الفلسطيني وأبانت عنه المقاومة الفلسطينية والمقاومة في لبنان وأبان عنه الأحرار في كل بقاع العالم”.
وأكدت الأستاذة إيمان نعاينيعة عضو المكتب التنفيذي للحركة أن مسيرة الشعب المغربي اليوم تنضاف إلى سلسلة الوقفات والمسيرات والفعاليات التي نظمها الشعب المغربي وخرج فيها منذ السابع من أكتوبر، مشيرة إلى أن مسيرة اليوم لها خصوصية لتتزامن مع الذكرى السنوية لانطلاقة معركة طوفان الأقصى المجيدة.
وقالت نعاينيعة، إن الشعب المغربي عبر من خلال هذه المسيرة بكل قواه الحية عن دعمه الثابت والمطلق للشعب الفلسطيني في حقه في أرضه وللمقاومة الباسلة في الدفاع عن أرضها وفي مواجهة الاحتلال الصهيوني الغاشم. وعن رفضه وإدانته وغضبه تجاه كل ما يقع في الأراضي الفلسطينية سواء ما يقع في قطاع غزة أو الضفة الغربية أو في أراضي لبنان.
وفي حديث لموقع “الإصلاح” خلال المسيرة، اعتبر رشيد فلولي منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة أن الشعب المغربي من خلال هذه المسيرة أكد اليوم على الرسائل التي عبر عنها في كل المسيرات والوقفات طيلة السنة، وفاء للمقاومة والشهداء مع طوفان الأقصى حتى تحرير فلسطين وحتى إسقاط التطبيع.
وأوضح فلولي أن الشعب المغربي طالب منذ السابع من أكتوبر بإسقاط التطبيع فالمسيرة اليوم تأكيد لهذا المطلب، لأنه لا يستساغ أن يقتل هذا الكيان الأطفال وستبيح الحرمات ويخرق كل المواثيق وتستمر بلادنا في التطبيع معه.
وعبر منسق مجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح عن أمله في أن يستجيب المسؤولون في بلدنا لصوت الشعب المغربي ، ويعلنون بعد هاته المسيرة عن إلغاء ووقف التطبيع وطرد ممثل الكيان هنا، وإغلاق مكتب العار.
ودعا فلولي الشعب المغربي والدولة المغربية إلى المسارعة في إغاثة الشعب اللبناني الذي يحتاج إلى مساعدات عاجل، خصوصا بعد حادث مرفأ بيروت الذي قدم فيه المغرب مستشفى ميداني عالج أكثر من خمسين ألفا من المصابين والجرحى.