قس نيجيري يدخل الإسلام ويترجم معاني القرآن بلغة يتحدث بها 20 مليون شخصا

ترجم الشيخ محمد مورتالا تشوكويميكا معاني القرآن الكريم إلى لغة “الإيجبو”، التي يتحدث بها أكثر من 20 مليون إنسان في جنوب شرق نيجيريا.
وتعد هذه الترجمة من التجارب الملهمة في الحقل الدعوي الإسلامي، وتجسد معان إيمانية ملهمة ونموذجًا فريدًا للهداية والوفاء للقرآن الكريم.
واعتنق تشوكويميكا الإسلام عام 1989 ودرس العلوم الدينية والفقه ، ونذر حياته لخدمة كتاب الله. ويقول إنه طبع مئات النسخ من القرآن بلغة الإيغبو لأنه يريد أن ينشر “رسالة الله الإسلامية” إلى إخوانه وأخواته من أفراد قبيلته. وسبق أن ترجم القرآن بالفعل إلى لغات الهوسا واليوروبا، وهما اللغتان الأخريان الأكثر انتشارا في نيجيريا.
ونشرت في نيجيريا الترجمة الأولى للقرآن بلغة قبيلة الإيغبو التي تعد من بين أكبر القبائل التي تقطن البلاد قبل ثلاث سنوات. وشهد مسجد أنصار الدين في العاصمة أبوجا هذا الحدث، وقال محمد مورتالا تشوكويميكا إن الترجمة من العربية إلى لغة قبيلة الإيغبو استغرق خمس سنوات.
ولم يكن هذا العمل مجرد ترجمة لغوية، بل فتح بابا جديدا لهداية القلوب، إذ كانت لغة الإيجبو تفتقر تمامًا لأي ترجمة لمعاني القرآن، بخلاف اللغات الأخرى كالهاوسا واليوروبا والإنجليزية.
يقول الشيخ محمد مورتالا: “رأيت أن القرآن مترجم إلى الهوسا واليوروبا والإنجليزية، ولكن لم أجد أي ترجمة بلُغة الإيجبو، فشعرت أن عليّ أن أتحمّل هذه المسؤولية بنفسي”.
وقد استغرق عامين كاملين في ترجمة معاني سورة البقرة وحدها، بكل دقة وإخلاص، حتى يتمكّن أهل منطقته من فهم كلام الله بلغتهم الأم، ومعايشة هداياته ونوره كما لم يفعلوا من قبل.
وتعتبر لغة الإيغبو الأكثر استخداما في ولايات جنوب شرق نيجيريا، وغالبية سكانها مسيحيون. ويقطن المسلمون في نيجيريا، التي تعد الدولة الإفريقية الأولى من حيث عدد السكان، في شمال البلاد، فيما يعتنق السواد الأعظم من سكان الجنوب الديانة المسيحية التي انتشرت بشكل واسع عقب الاستعمار. ومع ذلك فإن بعض أفراد قبيلة الإيغبو يتبعون ديانات أخرى، ولا يعيش جميع أفراد القبيلة في الجنوب الشرقي فقط.
يذكر أنه أثناء الحرب الأهلية النيجيرية في الفترة 1967-1970، انفصلت أراضي الإيغبو لتشكل جمهورية بيافرا التي لم تدم طويلًا. وتوجد مجموعات سكانية كبيرة من قبيلة الإيغبو الإثنية في الكاميرون والغابون وغينيا الاستوائية، وكذلك خارج القارة.